نصر المجالي: قال مصدر أردني إن الملك عبدالله الثاني أجرى اتصالاً هاتفياً اليوم الجمعة، مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، جرى خلاله بحث الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
أضاف المصدر الأردني إن العاهلين أكدا ضرورة استمرار التنسيق العربي الإسلامي، والعمل مع المجتمع الدولي، وعلى مختلف الصعد، لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
كما أطلع العاهل الأردني، خادم الحرمين الشريفين، على الجهود التي يقوم بها الأردن، لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، ووضع حد لها.
وشكر الملك عبدالله الثاني، خادم الحرمين الشريفين، خلال الإتصال على الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى مختلف الصعد الإقليمية والدولية، لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.
ويأتي الإتصال في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين الشقيقين، حيال مختلف التطورات والمستجدات في المنطقة، وبما يخدم القضايا العربية والإسلامية.
دعوة لمؤتمر طارئ
كما يأتي في ضوء التحركين السعودي والأردني لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى، وقد وجهت السعودية دعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة على المسجد الأقصى الشريف.
وأعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عن ترحيب الكويت بالدعوة السعودية وقال بيان للخارجية الكويتية ان الصباح أجرى وبصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي اتصالات مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أياد مدني والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للتشاور والتنسيق لعقد الدورة الطارئة للمجلس الوزاري للمنظمة في اقرب وقت ممكن لبحث الاعتداءات المتكررة والمتصاعدة من قبل القوات الإسرائيلية على المقدسات والمسلمين في المسجد الأقصى الشريف.
نجاح دبلوماسي
إلى ذلك، قال الأردن إن جهوده الدبلوماسية تكللت بالنجاح في اصدار بيان من مجلس الامن استخدم فيه مصطلح "الحرم الشريف" وذلك للمرة الاولى منذ 15 عاما، بالإضافة إلى الإعراب عن القلق البالغ إزاء تصاعد التوتر خلال الايام الاخيرة الماضية في المسجد الاقصى/ الحرم الشريف.
وكان الملك عبدالله الثاني قد أوعز باستخدام كافة القنوات والوسائل للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة، بما ذلك في الامم المتحدة ومن خلال عضويتنا غير الدائمة في مجلس الأمن.
وأعرب البيان عن قلق أعضاء مجلس الأمن البالغ ازاء تصاعد التوتر في القدس وبخاصة في محيط الحرم الشريف، كما طالب الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف وعدم المساس به إطلاقاً قولاً وفعلاً.
القدس
ودعا البيان الى الاحترام الكامل للقانون الدولي بما فيه القانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني في ما ينطبق على القدس، والى احترام كامل لقدسية الحرم الشريف والى ضرورة السماح للمصلين المسلمين بالصلاة بسلام بعيدا عن العنف والتهديدات والاستفزازات.
واشار الى أهمية الدور التاريخي الخاص للمملكة الاردنية الهاشمية في الحرم الشريف والذي أكدت عليه معاهدة السلام بين الاردن وإسرائيل وطالب بضرورة عودة الهدوء الذي كان سائداً.
ويأتي اصدار البيان في اطار سلسلة من الجهود التي بذلت وما زالت على كافة المستويات، على رأسها الاتصالات التي اجراها الملك عبدالله الثاني مع عدد من قادة الدول العربية والاسلامية والدولية لوضعهم بصورة الجهود الاردنية، وفي ظل هذا الظرف الحساس، والذي تم خلاله بحث تطورات الوضع في القدس والاعتداءات الاسرائيلية والتشاور والتنسيق وعلى مختلف الصعد لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات والتصدي لكافة المحاولات التي تقوم بها اسرائيل لتغيير الواقع في الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
تصريح الملك
وكانت وسائل الإعلام العربية والاجنبية قد تناقلت باهتمام تصريحات العاهل الأردني خلال زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى الاردن يوم 14 ايلول (سبتمبر) الحالي وتعبيره عن القلق والغضب الكبيرين اللذين ينتابان الاردن بسبب التصعيدات الإسرائيلية الاخيرة في القدس ، خصوصا في المسجد الأقصى.
وكان الملك عبدالله الثاني شدّد على انه في حالة استمرت الاستفزازات في القدس فان ذلك سيؤثر&في العلاقة بين الاردن وإسرائيل، ولن يكون امام الاردن خيار الا ان يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة.
كما كان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده، عبّر خلال ترؤسه للاجتماع الوزاري العربي في القاهرة يوم 13 ايلول (سبتمبر) الحالي عن موقف الاردن الرافض وبشدة للانتهاكات والتعديات الإسرائيلية على حرمة المدينة المقدسة والتي تنتهك كل مكونات الشرعية الدولية، مؤكدا ان الاردن سيتصدى بحزم لكل ما يمس المقدسات الاسلامية والمسيحية انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف.
رسائل
كما بعث جوده وبتوجيه من الملك برسائل الى الامين العام للامم المتحدة والممثل الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية والمدير التنفيذي لليونسكو والى وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن وذلك لحثهم على التدخل الفوري للمجتمع الدولي بكافة الوسائل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية ووقف التدهور في الاوضاع والمحافظة على الوضع القائم في الحرم الشريف.
وجاء التحرك الذي قامت به البعثة الأردنية في نيويورك والذي نجح في إصدار البيان كاستمرار للجهود الأردنية المستمرة في حث المجتمع الدولي على الضغط على إسرائيل بوقف انتهاكاتها وتحمل مسؤولياتها كقوة قائمة بالاحتلال.
التعليقات