دعا البابا فرنسيس الخميس في خطابه امام الكونغرس الاميركي الى التيقظ من "كل اشكال الاصولية" سواء كانت دينية ام لا مؤكدا في الوقت نفسه ان مكافحة التطرف يجب الا تتم على حساب الحريات الفردية.
واشنطن: حضّ البابا فرنسيس المشرعين الاميركيين الخميس على تسخير المالية والاقتصاد والتكنولوجيا في خدمة التغلب على تحديات الحروب وتغير المناخ وعدم المساواة، محذرا ايضا من خطر التعصب.
وبعدما اثنى على الكونغرس واصفا اياه بـ"دار الرجال الشجعان"، استذكر البابا اشخاصا اميركيين مشهورين، من امثال ابراهام لينكولن ومارتن لوثر كينغ، قائلا ان "اميركا لا تزال بالنسبة لكثيرين ارض الاحلام".
ووسط موجة من التصفيق الحاد، دان البابا فرنسيس "الاصولية سواء كانت دينية او من اي نوع آخر"، محذرا من "المبالغة في التبسيط الذي يرى فقط الخير او الشر، او الاخيار والاشرار".
واضاف ان "العالم المعاصر، بجراحه المفتوحة، يتطلب منا ان نواجه كل اشكال الاستقطاب".
ودعا البابا فرنسيس ايضا الى "القضاء على الاشكال الجديدة للعبودية"، والتعامل مع "ازمة لاجئين لا سابق لها منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال "في هذه القارة ايضا، حمل آلاف الاشخاص على السفر الى الشمال بحثا عن حياة أفضل. ويجب علينا الا يثبط عددهم هممنا"، ولكن ان "نتعامل دائما بطريقة انسانية وعادلة واخوية" مع وضعهم.
واعترف البابا ايضا بأن "من المأسوية، ان حقوق اولئك الذين كانوا هنا منذ فترة طويلة (الهنود) لم تحترم دائما". ولهؤلاء الناس "اود ان اؤكد تقديري مجددا".
ودعا البابا الى "الغاء عقوبة الاعدام بشكل تام" في العالم.
وقال "ان القاعدة الذهبية التي تقول +عامل الآخرين كما تحب ان يعاملوك+ تذكرنا بمسؤوليتنا لحماية الحياة البشرية والدفاع عنها في كل مراحلها. وهذه القناعة حملتني منذ بدء مسيرتي على الدفاع عن قضية الغاء عقوبة الاعدام بشكل تام".
واضاف "يمكن للمجتمع الاستفادة من اعادة تأهيل المدانين بارتكاب جرائم".
وفي اشارة الى "الشعوب العالقة في دوامة الفقر"، دعا البابا الكونغرس الى "تعزيز الاستخدام العادل للموارد الطبيعية".
ودعا الى "الحد"، و"الترشيد"، و"وضع التكنولوجيا" في خدمة "نوع آخر من التقدم، اكثر صحة، واكثر انسانية، واكثر اجتماعية، واكثر شمولا".
واكد ان "الصالح العام يشمل الارض"، مشددا على ان للولايات المتحدة والكونغرس ذي الغالبية الجمهورية "دورا مهما" في مواجهة تغير المناخ.
وقال "لقد حان الوقت لاتخاذ اجراءات واستراتيجيات شجاعة".
واشاد البابا بـ"الشجاعة والجرأة" لدى الخصوم لاستئناف الحوار، في اشارة الى الانفتاح بين واشنطن والخصمين التاريخيين كوبا وايران.
وقال انه "عندما تستكمل الدول التي كانت على خلاف طريق الحوار، الذي انقطع ربما لاسباب عدة مشروعة، فإن فرصا جديدة تفتح للجميع".
واشار ايضا الى ان الاسرة التقليدية "مهمة لبناء" الولايات المتحدة".
واضاف "لا استطيع ان اخفي قلقي على العائلة المهددة اكثر من اي وقت مضى من الداخل والخارج".
وفي ختام خطابه حيا البابا الحشود من على شرفة الكابيتول، حيث تواجد عشرات الآلاف للاستماع الى الخطاب التاريخي الاول لحبر اعظم في الكونغرس الاميركي عرض على شاشات ضخمة.
&
طفلة تتخطى الامن وتسلم البابا فرنسيس رسالة
نجحت صوفيا كروز ابنة الأعوام الخمسة المولودة لأبوين مكسيكيين في جذب انتباه البابا فرنسيس والعالم حين تخطت الحواجز الأمنية لتعانق الحبر الأعظم في واشنطن وتسلمه رسالة لصالح تسوية اوضاع المهاجرين.
جاءت الطفلة المولودة في الولايات المتحدة لملاقاة البابا فرنسيس مع والدها ضمن مجموعة من اكثر من عشرة اشخاص قطعوا مسافة طويلة من مدينة لوس انجليس غرب الولايات المتحدة.
وحظيت قصة هذه الفتاة الصغيرة باهتمام كبير حول العالم بعدما شقت طريقها بشجاعة بين الحشود في جادة كونستيتيوشن في العاصمة الفدرالية الاميركية متحدية الطوق الامني الكبير المفروض في الموقع لتسلم البابا فرنسيس رسالة باسم ملايين المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
وحاول عناصر الحراسة منع الفتاة الا ان البابا فرنسيس اشار اليهم للسماح لها بالمجيء إليه ورحب بها ثم حملها بلطف وعانقها وقبلها.
وقال فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان للصحافيين إن "الشرطة ارادت اعاقة تقدمها الا ان البابا طلب وقف سيارة" الباباموبيلي.
وسلمت صوفيا الحبر الاعظم رسالتها وسط صيحات الاعجاب والتأييد من الحشد.
وأشارت مصادر رعية "سيدة الملائكة" التي تنتمي اليها الطفلة لوكالة فرانس برس الى ان صوفيا كروز "سلمت البابا رسالة تطلب فيها منه دعم المسار الرامي الى تسوية اوضاع المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة".
وقالت والدتها زويلا كروز لفرانس برس مساء الاربعاء قبل حضور قداس في وسط لوس انجليس "عبرت له في الرسالة عما تشعر كابنة مهاجرين وطلبت اصلاحا شاملا لنظام الهجرة".
واضافت "للحظة خلت انني احلم" متحدثة عن اللحظة التي شاهدت فيها ابنتها على التلفزيون، مؤكدة انها تعرفت اليها بسرعة من ملابسها التقليدية التي تنتمي لمنطقة واهاكا مسقط راس العائلة.
وذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية التي تحدثت مع الطفلة انها ابلغتها بأنها حفظت مضمون الرسالة غيبا باللغتين الاسبانية والانكليزية.
وجاء في الرسالة بحسب الصحيفة "اود ان اخبرك أن قلبي حزين. جميع المهاجرين مثل والدي يسهمون في بناء هذا البلد. هم يستحقون العيش بكرامة واحترام. يستحقون اصلاحا لقانون الهجرة".
وصوفيا وشقيقتها الصغرى سارة من بين ملايين الاطفال الذين ولدوا في الولايات المتحدة ويحملون جنسيتها، لكن أهلهم معرضون في اي لحظة للترحيل لدخولهم البلاد بطريقة غير شرعية.
واشارت قناة ايه بي سي الاخبارية الاميركية الى ان الطفلة دعيت لحضور خطاب البابا الخميس في الكونغرس الاميركي.
التعليقات