وصف عدد من المشايخ والمثقفين الشيعة في السعودية حرق سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية "طهران" والقنصلية في "مشهد" بالعمل الغوغائي، رافضين استخدام مذهبهم ورقة ابتزاز سياسي من قبل إيران أو غيرها من دول المنطقة ضد بلادهم، واعتبروا أن قضاياهم الداخلية شأن داخلي.


الرياض: رفض عدد من المشايخ والمثقفين الشيعة في السعودية استخدام مذهبهم ورقة ابتزاز سياسي من قبل إيران أو غيرها من دول المنطقة ضد بلادهم، واعتبروا أن قضاياهم الداخلية شأن داخلي، وعبروا عن استيائهم من حرق سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية "طهران" والقنصلية في "مشهد"، ووصفوا العمل بالغوغائي، مشددين على أن الاعتداء على سفارة المملكة في إيران هو اعتداء على شيعة المملكة.
&ووفقًا لصحيفة الوطن، اعتبر شيعة المملكة أن ما جرى يعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وعملاً لا يحترم الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية التي أقرتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961. وقالت الوطن إن "المكون الشيعي في المملكة جزء لا يتجزأ، وهم مواطنون مندمجون في وطنهم تحت سقف الدولة، ولا يراهنون على المحاور الإقليمية والأجندة السياسية الخارجية، والزج بهم ضمن هذه المحاور خط أحمر لا يقبلون به. والشيعة، مثل بقية الطوائف في هذا الوطن، مكون أساسي في مجتمعنا، وهم مواطنون معتزون بانتمائهم وموالون لوطنهم".
عمل جبان
الشيخ حبيب آل جميع، رئيس تحرير مجلة "الساحل"، أوضح أن الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية "عمل مستهجن"،&واصفًا اياه بالجبان.
فيما قال نبيه عبدالمحسن البراهيم، نائب رئيس المجلس البلدي في القطيف سابقًا: من زاوية أخلاقية وشرعية ووطنية، فالشيعة يستنكرون الهجوم على السفارة السعودية، لأنه خلاف المعاهدات الشرعية والاتفاقيات الدولية وخلاف الآداب الإسلامية في احترام الضيوف، مشيرًا الى أن الفقه الشيعي يفرق بين التقليد الفقهي الذي معناه رجوع المكلف للعلماء في أحكام الطهارة والصلاة والصوم، وبين الولاء لأوطانهم والالتزام بالبيعة التي في أعناقهم لمن بايعوه.
وقال: "وتاريخ شيعة السعودية يشهد لهم بالوطنية وبالوفاء لأوطانهم، واختلافهم مع الآخرين في المذهب لا يجيز لهم الغدر والخيانة، بل يؤمرهم بالصدق والأمانة".
لسنا مع سياسة ايران
الشيخ رياض السليم، عالم دين وباحث، نوّه إلى أن الاعتداء على القنصلية والسفارة هو اعتداء على قطعة من وطنهم وعلى جهاز حكومي رسمي يقوم برعاية مصالحهم وخدمتهم في الغربة ولا يمكن القبول به. لافتًا إلى أن التشكيك في الولاءات لا ينطلق من شخص غيور بحق على الوطن وعلى وحدته.
وهذا ما أكد عليه البراهيم بقوله إن السعوديين يرفضون تسييس مذهبهم من إيران أو غير إيران، ويرفضون استغلال الخلافات المذهبية سياسيًا.
وشدد على ذلك آل جميع بالقول إن ولاء المواطنين الشيعة لولاة أمورهم ولوطنهم موضوع لا نقاش فيه، وقد أثبتت ذلك المواقف المشهودة منذ عهد التأسيس وحتى يومنا هذا، وإن تصرف بعض الأفراد من الشواذ لا يعكس رأي الأغلبية بأية حال من الأحوال.