دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الأخير حول حالة الاتحاد، مساء الثلاثاء، مواطنيه القلقين من الوضع الاقتصادي والتهديدات "الإرهابية" إلى عدم "الخوف من المستقبل"، مؤكدًا أن بلدهم هو "الأقوى في العالم"، وأن "الجهاديين" لا يشكلون "خطرًا وجوديًا" عليه.

&
واشنطن: قال أوباما: "نعيش في زمن يشهد تغييرات استثنائية"، لكنه طمأن مواطنيه إلى أن "أميركا شهدت في الماضي تغييرات كبرى، من حروب وكساد اقتصادي وتدفق مهاجرين ونضال من أجل الحقوق المدنية. (...) في كل مرة كان هناك من يدعونا إلى الخوف من المستقبل (..) وفي كل مرة انتصرنا على هذه المخاوف".

اقتصادنا متعافٍ
أضاف أن "جموعًا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصًا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرًا هائلًا على المدنيين، وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرًا وجوديًا على وطننا".
&
كما جدد أوباما مناشدته الكونغرس بإغلاق معتقل غوانتانامو "غير المجدي"، والذي يستخدمه "الجهاديون" كمنشور دعائي لتجنيد متطوعين في صفوفهم.&وقال "سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غاليًا، وهو غير مجدٍ، وهو ليس أكثر من كراس تجنيد يستخدمه أعداؤنا".
&
وأكد الرئيس الأميركي أن الحديث عن تراجع اقتصاد الولايات المتحدة "خيالي"، داعيًا إلى "تسريع وتيرة انتقال" الولايات المتحدة إلى مصادر الطاقة النظيفة. وقال: "قلت لكم سابقًا إن كل ما يحكى عن تراجع الاقتصاد الأميركي مجرد خيال سياسي (...) الولايات المتحدة الأميركية هي أقوى أمة في العالم".
&
وأضاف أوباما، في خطابه الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، أن التغييرات الراهنة منها ما هو سلبي، مثل ما شهده العالم من "تقلبات اقتصادية"، ومنها ما هو مفعم بالآمال، مثل ما حصل من "اكتشافات طبية رائعة".
&
مكافحة السرطان
وشدد الرئيس الأميركي على أن هذه التغييرات "تتيح لفتيات في قرى نائية الحصول على التعليم، ولكنها تتيح لـ"إرهابيين" يدبرون (اعتداءات) بالتواصل في ما بينهم عبر المحيطات"، مضيفًا "سواء أحببنا ذلك أم لا فإن وتيرة هذا التغيير لن تنفك تتسارع". كما أعلن أوباما في خطابه إطلاق "جهد وطني" ضد السرطان، مشيرًا إلى أنه عيّن على رأس هذه المبادرة نائبه جو بايدن، الذي خطف هذا المرض أحد أبنائه.
&
وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه، "هذا المساء أعلن عن جهد وطني جديد لفعل ما يجب فعله (ضد السرطان)"، مضيفًا إنه "من أجل الغالين علينا، الذين خسرناهم، ومن أجل العائلات التي ما زال بإمكاننا إنقاذها، فلنجعل من أميركا البلد، الذي يستأصل السرطان مرة واحدة وللأبد".
&
وقال اوباما ان التغيير يحمل وعودًا كبيرة، مثل "الاكتشافات الطبية الرائعة" قبل ان يعلن عن "جهد وطني جديد لفعل ما يجب فعله (ضد السرطان)". ونقل عن نائبه جو بايدن قوله إن "اميركا يمكنها معالجة السرطان كما تمكنت من الوصول الى القمر".
&
عزل كوبا لم يجدِ
وجدد الرئيس الأميركي مطالبته الكونغرس برفع الحظر الاقتصادي الأميركي المفروض على كوبا، وذلك بعد عام من بدء عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا، وطيّ نصف قرن من العداء.
&
وقال أوباما أمام الكونغرس بمجلسيه، والذي يهيمن عليه الجمهوريون، إن "خمسين عامًا من عزل كوبا لم تنجح في نشر الديموقراطية، وأدت إلى تراجعنا في أميركا اللاتينية. هل تريدون تعزيز قيادتنا ومصداقيتنا في القارة؟، اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت. إرفعوا الحظر".
&
وفي آخر خطاب له حول حالة الاتحاد قبل مغادرته البيت الأبيض، الذي دخله في 2009، اعتبر أوباما أن "الديموقراطية تتطلب حدًا أدنى من علاقات الثقة بين مواطنيها"، معربًا عن أمانيه بأن تكون النقاشات "بناءة وعقلانية".
&
وفي منصات الجمهور، جلس عدد من النساء المسلمات المحجبات، اللواتي دعين من قبل برلمانيين ديموقراطيين ولاجئ سوري وصل أخيرًا الى الولايات المتحدة. وجلس وراء السيدة الاولى جيم اوبغيفيل أحد المدعين في قضية فتحت الطريق لتشريع زواج المثليين. وقال اوباما إن "الديموقراطية تتطلب حدًا ادنى من علاقات الثقة بين مواطنيها"، معربًا عن امانيه بأن تكون النقاشات "بناءة وعقلانية".&
&
وباستثناء خطاب سيلقيه في تموز/يوليو في فيلادلفيا خلال المجمع الانتخابي للحزب الديموقراطي، الذي سيختار رسميًا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، فإن خطاب أوباما هذا يفترض أن يكون آخر مناسبة يلقي فيها خطابًا يحظى بتغطية إعلامية ضخمة خلال فترة الذروة في المشاهدة التلفزيونية.
&
داعش لا يهددنا وجوديًا
كما عبّر اوباما عن رفضه فكرتي أن تنظيم الدولة الاسلامية يهدد "وجود" الولايات المتحدة، وأن العالم يخوض "حربًا عالمية ثالثة"، لكنه اكد في الوقت نفسه ضرورة تدمير التنظيم الجهادي.
&
وقال اوباما امام الكونغرس بمجلسيه، إن "جموعًا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة واشخاصًا نفوسهم معذبة يتآمرون في شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرًا هائلاً على المدنيين، وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرًا وجوديًا على وطننا".
&
وتوجه الرئيس الديموقراطي الى خصومه الجمهوريين، الذين يدينون غياب استراتيجية حقيقية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، ليحذر من على منبر الكونغرس من "التصريحات المبالغ فيها" التي تفيد انها "حرب عالمية ثالثة". واضاف انهم "يفعلون ما يريده" الجهاديون. الا انه اعترف بأن تنظيمي "القاعدة والدولة الاسلامية يشكلان تهديدًا مباشرًا لشعبنا"، ملمّحًا الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وهجوم سان بيرناردينو في كاليفورنيا في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
&
وقال "انه التاريخ الذي يريد الدولة الاسلامية كتابته. إنه نوع الدعاية التي يستخدمونها للتجنيد". واضاف: "علينا تسميتهم وفق ما يفعلون، انهم قتلة ومتعصبون يجب القضاء عليهم ومطاردتهم وتدميرهم". ورفض اوباما ارسال قوات برية الى سوريا على الرغم من وجود قوات خاصة، لكنه قال إن الولايات المتحدة "تدرب وتسلح وتدعم القوات التي تستعيد الارض في سوريا والعراق". واضاف: "اذا كنتم تشكون في التزام اميركا - أو التزامي - احقاق العدل، فاسألوا اسامة بن لادن"، الذي قتل في عملية اميركية في باكستان في ايار/مايو 2011.
&
&
&