إعداد عبد الاله مجيد: أعلنت ادارة أوباما ان سرعة الافراج عن البحارة الأميركيين الذين احتجزتهم إيران كانت من ثمار العلاقة الدبلوماسية التي اقامتها الولايات المتحدة مع ملالي طهران في مجرى التوصل الى الاتفاق النووي.

ومن المتوقع ان يدخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ في الايام القليلة المقبلة لتنتهي معه العقوبات الاقتصادية والمقاطعة النفطية التي فُرضت على إيران خلال العقد الماضي وتمكين طهران من التصرف بنحو 100 مليار دولار من الأرصدة المجمدة.
&
ولاحظ مراقبون ان دفء علاقة واشنطن مع طهران تبدى في تعبير وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن شكره للإيرانيين قائلا "نستطيع كلنا ان نتخيل كيف كان سيؤول موقف مماثل قبل ثلاثة أو اربعة أعوام".

وتفاوض كيري بشأن الافراج عن البحارة في ما لا يقل عن خمسة اتصالات هاتفية اجراها مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وقال مسؤولون أميركيون كبار ان ظريف كان قلقا من ان تؤدي الحادثة الى اجهاض الاتفاق النووي الذي راهن عليه مع الرئيس حسن روحاني بكل تركتهما السياسية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مستشار كبير لوزير الخارجية الأميركي قوله ان كيري ابلغ ظريف خلال الاتصالات انه "إذا أمكننا تسوية الأمر بالطريقة الصحيحة فاننا نستطيع ان نصنع منه ما سيكون قصة نافعة لنا ولكم".

قصة محرجة!

من جهة أخرى، قال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية طلب عدم كشف اسمه "ان قصة إيران هي بصراحة قصة محرجة".

وفيما تسعى إدارة أوباما الى تصوير كل اتصال مع إيران على انه مؤشر الى اقتراب واشنطن وطهران من علاقة جديدة يرى معارضو الاتفاق النووي في الكونغرس وخارجه ان البيت الأبيض يقف عاجزا امام مناورات الملالي وقادة إيران ودبلوماسييها الناطقين بالانكليزية.

واسترسل كيري في الاشادة بحسن المعاملة التي لاقاها البحارة من المسؤولين الإيرانيين باعطائهم "بطانيات وطعاما" والافراج عنهم فور شروق الشمس على الخليج. ومضى الى وصف ذلك بأنه من منافع الحوار المتجدد مع إيران وبالتالي تزكية لاستراتيجية أوباما في مد جسور التواصل.

مثير للسخرية

ولكن لفيفا من اعضاء الكونغرس، يتقدمهم السناتور جون ماكين، قالوا ان الادعاء بأن "الاتفاق النووي مع إيران ساعد في عودة هؤلاء البحارة مثير للسخرية" وان "هؤلاء البحارة اعتُقلوا في انتهاك واضح للقانون الدولي وقرون من الأعراف والتقاليد البحرية".

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ماكين قوله "ان رغبة هذه الادارة المتخاذلة في الحفاظ على اتفاق نووي إيراني خطير بأي ثمن رغبة لا تعرف حدودا كما هو واضح".

وقال المحلل الإيراني حامد رضا ترقي الذي تربطه علاقات بالقيادة الإيرانية "ان الأميركيين كانوا متعاونين في اثبات براءتهم واقروا بسرعة اخطاءهم دون مقاومة. واعتذر البحارة عن دخولهم المياه الإيرانية".
&
واكد رئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونغ ان التقارب الذي اقامه كيري مع ظريف كان عاملا حاسما في حل المشكلة. وقال ماكدونغ للصحافيين ان "قناة كيري المفتوحة مع نظيره وزير الخارجية الإيراني قناة مهمة". واضاف "أعتقد بأن خطوط الاتصال المفتوحة، الجديدة نسبيا ذات أهمية استثنائية".