هجوم كاليفورنيا والهجوم الذي استهدف مجمع "جوهرة" التجاري في شرق بغداد، بالإضافة إلى تفجيرات جاكارتا، في كل من هذه الاعتداءات الارهابية كانت وكالة "اعماق" اولى الوكالات التي نسبتها الى تنظيم داعش، قبل ان يعلن التنظيم مسؤوليته عنها. &
إعداد عبد الإله مجيد: تحقق وكالة "اعماق" السبق الصحافي تلو الآخر لأنها تتلقى المعلومات من داعش مباشرة، حتى انها اصبحت مصدرا لا غنى عنه لكل صحافي يتابع الجماعات الارهابية بعد كل عملية تفجير، بحسب صحيفة نيويورك تايمز في تحليل اخباري لوكالة "اعماق".&
&
وتنشر وكالة "اعماق" دفقًا من الأخبار القصيرة على تطبيق هاتفي مشفر اسمه "تليغرام" على غرار وكالات الأنباء الرسمية التي تعمل في دول شمولية، وترتدي الاخبار والمقالات وافلام الفيديو مظهر الصحافة المتعارف عليها بعناوين مثل "عاجل" و"حصري". &
&
لغة تخفيفية
&
ويحاول مراسلو الوكالة التظاهر بالموضوعية مخففين من لغة داعش الدموية في بياناته الرسمية، فمنفذو هجوم جاكارتا هم "مقاتلون من داعش" وليس "جند الخلافة"، كما يسميهم داعش، والضحايا "مواطنون اجانب" وليسوا "صليبيين".
&
لكن وكالة "اعماق" تروج رسالة داعش بلا أدنى شك، ومقولة الانفصال بين داعش و"اعماق"، التي اصبحت وكالة انباء معترفا بها في الغرب، أخذت تتساقط بسرعة، ورغم ان وكالة "اعماق" ليست جزءا من اعلام داعش الرسمي، فانها تعمل وكأنها جزء منه. &
&
وقال الباحث الاميركي المختص بالنزاعات العنيفة "العابرة للثقافات" تشارلي ونتر ان وكالة "أعماق" اصبحت جزءا من البنية التحتية لدعاية داعش "وهي الآن جزء مهم جدا منها". &واشار ونتر الى ان وكالة "أعماق" هي اول من ينشر اعلان داعش مسؤوليته عن هجمات، وإن لم تكن هذه هي القاعدة دائما، فالمسؤولية عن اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) اعلنها داعش نفسه بصورة مباشرة.&
&
رقابة صارمة
&
ولدى داعش اذاعة رسمية باسم "البيان" تبث نشرات اخبار يومية ومجلة شهرية هي "دابق"، الى جانب العديد من شركات الانتاج التي تنشر افلام الفيديو، وهناك أيضًا مكاتب اعلامية في كل "ولاية" من ولايات داعش.&
&
وتخضع الرسالة الجهادية إلى رقابة داعش الصارمة، وهي رسالة تهدف إلى استدراج اعداد كبيرة الى التنظيم، وكذلك الترهيب وبث الخوف، فيما يبدو ان وكالة "اعماق" أُنشئت لتكون مصدر معلومات يسيطر عليه داعش، لكنه يحافظ على مسافة بينه وبين داعش.
&
وقال باحثون في موقع سايت المتخصص بمراقبة المواقع الالكترونية للجماعات الارهابية انهم رأوا اسم وكالة "اعماق" اول مرة خلال معركة كوباني، المدينة السورية القريبة من الحدود التركية، وقالت مديرة الموقع ريتا كاتز انها والعاملين الآخرين في الموقع لاحظوا ان مقاتلي داعش كانوا يمدون وكالة "اعماق" بآخر المستجدات على حساباتهم الشخصية.&
&
وكانت وكالة اعماق تنشر آخر التطورات والمستجدات على الأرض دون وجود اتجاه واضح الى انها كانت تسبق اعلانات داعش عن مسؤوليته، ولكن ذلك تغير بعد هجوم كاليفورنيا، إذ كانت وكالة "اعماق" اول وكالة اعلنت ان منفذ الهجوم وزوجته هما من انصار داعش، وبعد يوم قال داعش الشيء نفسه في بيانه الرسمي.
&
وسيلة رسمية
&
ومنذ ذلك الحين كانت وكالة "اعماق" اول من ينسب الهجمات التي وقعت في الفترة الأخيرة الى داعش قبل ان يعلن هو مسؤوليته عنها، وقالت كاتز ان وكالة اعماق تعمل وكأنها وسيلة اعلام رسمية تابعة لدولة، وداعش يعتبر نفسه دولة &تحتاج الى اعلامها الخاص.&
&
وعلى غرار المراسلين الغربيين الذين رافقوا القوات الاميركية في غزو العراق، ترسل وكالة اعماق صحافيين لمرافقة مقاتلي داعش. فعندما سيطر على مدينة تدمر كان مصور من وكالة "اعماق" مصدر اول فيلم عن العملية ، كما اشار الباحث ونتر.&
&
واكدت وكالة "اعماق" هويتها وانتماءها الى جهاز داعش الدعائي حين بثت خبر تحرير عشرات السجناء في عملية نفذتها القوات الكردية في العراق بمشاركة وحدة من القوات الخاصة الاميركية، إذ نشرت الخبر تحت عنوان "عملية انزال جوي فاشلة للجيش الاميركي".&
&
التعليقات