تايبيه: بدأت عمليات فرز الأصوات السبت في تايوان في انتخابات يفترض أن تشهد وصول امرأة للمرة الأولى إلى منصب الرئاسة في هذه الجزيرة، وربما إنهاء تايبيه لسنوات من التقارب مع الصين.
&
ويفترض أن تحل الجامعية السابقة تساي اينغ-وين، البالغة من العمر 59 عاما، محل حزب الكومنتانغ الحاكم في تايوان، والذي يطبق منذ نحو عشر سنوات سياسة تقارب مع بكين برعاية الرئيس الحالي ما يينغ-جيو.
&
وتقود تساي حزب المعارضة الرئيس الحزب الديموقراطي التقدمي الأكثر حذرا تجاه الصين، ويتوقع أن تستفيد من القلق حيال العلاقات الثنائية وارتياب 18 مليون ناخب تايواني من العملاق الصيني والركود الاقتصادي. وكانت استطلاعات الرأي أشارت إلى تقدم كبير لتساي أمام مرشح الحزب الحاكم رئيس بلدية تايبيه الجديدة إيريك تشو (54 عاما).
&
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 08,00 ت غ، وبدأت الحشود بالتجمهر أمام المقر الرئيس للحزب الديموقراطي التقدمي في تايبيه، في انتظار النتائج المتوقع صدورها في المساء.
&
ويبدو أن تساي في طريقها إلى تحقيق فوز ساحق، إذ إن فرز أكثر من نصف الاصوات أظهر تقدمها مع 58,1 في المئة من الأصوات، وفقا لتعداد مباشر تجريه قناة "أف تي في" التايوانية.
&
تقول أنغيلا تشي الناخبة، التي أتت من مكان إقامتها في سان فرانسيسكو للمشاركة في الانتخابات، إنه "لا يحق للصين أن تتملك تايوان، وهذا ما نريد قوله للعالم". وبلغ تحسن العلاقات بين تايوان وبكين ذروته في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر مع عقد أول قمة بين البلدين منذ الانفصال العنيف بينهما منذ أكثر من 60 عاما.
&
ورغم توقيع اتفاقيات التجارة والطفرة السياحية، التي شهدتها تايوان، يعتقد كثير من الناس أنه باعتماد بلادهم اقتصاديا على بكين، ستفقد الجزيرة هويتها وسيادتها. ويرى كثيرون أيضا أن هذه السياسيات لم تعد بالإفادة إلا على المؤسسات الكبيرة.
&
ويوضح ناخب يدعى لي، ويبلغ من العمر 65 عاما، أن "تايوان بحاجة إلى تغيير اقتصادي وسياسي". وأضاف أن "الحكومة تعتمد بشكل كبير على الصين، وهذا ضار لديموقراطيتنا". وتركت البلاد لمصيرها منذ العام 1949 عندما لجأ إليها قوميو الكومنتانغ بعد هزيمتهم أمام الشيوعيين. وبعد وفاة تشانغ كاي-تشيك في العام 1975، بدأت تايوان بالتحول إلى الديموقراطية تدريجيا. وتعتبر الصين أن تايوان لا تزال جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ويمكنها أن تستعيدها بالقوة إذا ما لزم الأمر.
&
الحذر من بكين
يخشى بعض الناخبين انتصارًا لتساي. ويقول يانغ تشين-شون، وهو تاجر يبلغ من العمر 78 عاما في تايبيه الجديدة معقل الحزب الحاكم، إنه "إذا لم تستطع معالجة الوضع والتوتر المتصاعد، فلا أحد سيكون رابحا". لكن المرشحة توضح أن على تايبيه إنهاء الاعتماد الاقتصادي على بكين، وأنها ستستمع إلى الرأي العام في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية.
&
وللدلالة على البراغماتية، قالت إنها حرصت على الحفاظ على "الوضع الراهن"، في تلطيف للخطاب التقليدي الاستقلالي للحزب الديموقراطي التقدمي.
وأبرمت الصين وتايوان اتفاقا ضمنيا في العام 1992 يجزم بأن هناك "دولة صينية واحدة"، وترك الخيار لكل طرف بتفسير ذلك كما يراه مناسبا.
&
هذا الاتفاق هو لطمأنة بكين، ولكن أيضًا الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسة لتايوان، التي تخشى على استقرار المنطقة. وتعلم تساي أن السواد الأعظم من الناخبين يريد السلام، فيما لم يعترف الحزب الديموقراطي أبدا بهذه الآراء.
&
وكانت الصين حذرت فعلا من أنها لن تتعامل مع زعيم لا يعترف بأن تايوان جزء من "الصين الواحدة". ويرى خبراء بأن تدهور العلاقات أمر لا مفر منه.ويعتبر جان بيار كابيستان من جامعة هونغ كونغ أن "العلاقات ستكون أكثر تعقيدا وأقل قابلية للتنبؤ. ستتدهور العلاقات، لكن مصلحة بكين هي في الحفاظ على التبعية الاقتصادية لتايوان".
&