لندن: أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في موسكو، اليوم الاثنين، وأكد أن روسيا تعتبر قطر دولة مهمة مؤثرة في تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والخليج.وأكد بوتين أن موسكو تنوي التعاون مع الدوحة في البحث عن الحلول الممكنة لمشاكل المنطقة". واضاف: أن " علينا أيضا أن نبحث خلال هذا اللقاء تنسيق مواقف بلدينا في قطاع الطاقة ولاسيما في مجال الغاز".وقال أمير قطر من جانبه إن روسيا تلعب دورا أساسيا في ضمان الاستقرار العالمي، مشددا على أن قطر تسعى إلى تنمية العلاقات مع روسيا لإيجاد حلول لمشاكل الشرق الأوسط.

وكان أمير قطر وصل موسكو، أمس الأحد، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام.وأجرى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لقاءين قبل ظهر الإثنين مع كل من رئيس مجلس الدوما (النواب) للبرلمان الروسي سيرغي ناريشكين ورئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان فالنتينا ماتفيينكو.وأعرب الشيخ تميم عن أمله في أن تلعب روسيا دورا أكبر في التسوية السياسية للأزمة السورية.
لقاء رئيس الدوما
وقال الأمير الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى موسكو خلال اجتماعه برئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي) سيرغي ناريشكين إن العلاقات بين قطر وروسيا متينة جدا، مؤكدا اهتمام الدوحة بمواصلة تعزيز تلك العلاقات.وأشار إلى أن الدور الروسي في العالم لاسيما في شؤون الشرق الأوسط يزداد، مضيفا أن الدوحة تعول على الأصدقاء الروس لكي يلعبوا دورا أكبر في وضع حد للكارثة التي يعيشها الشعب السوري وفي التسوية السياسية للنزاع.
وأكد الشيخ تميم أن قطر تدعم التسوية السياسية في سوريا منذ اليوم الأول من النزاع، كما أنها تدعم جميع المنظمات الدولية التي تبذل جهودا لتسوية الأزمة السورية بطرق دبلوماسية.وأضاف الأمير أن الجميع يدينون الإرهاب ويحاربونه، لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى تفهم لأسباب هذه الظاهرة واجتثاثها.وأعاد الشيخ تميم إلى الأذهان أن قطر تشارك في التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" والتحالف الإسلامي الذي شكلته المملكة العربية السعودية على حد سواء.
كما أعرب الأمير عن أمله في أن تساعد روسيا الشعب الفلسطيني من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة. بدوره قال رئيس مجلس الدوما الروسي إنه يعول على أن تساعد المشاورات الروسية-القطرية في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وأردف قائلا: "إننا ننطلق من أن التعاون السياسي بين روسيا وقطر يأتي من أجل المساهمة في تطبيق الوضع الذي بات خطيرا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".كما أعرب ناريشكين عن أمله في أن تشكل زيارة آل ثاني لموسكو مرحلة مهمة في تطوير العلاقات الثنائية والحوار المتعدد الجوانب بين البلدين.
صيغة فيينا
وتابع ناريشكين أن "صيغة فيينا" للمحادثات الدولية حول سوريا، والتي تشارك فيها قطر، تلعب دورا مهما في الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية.وأكد أن موسكو ما زالت تولي اهتماما أولويا لمهمة تشكيل تحالف واسع النطاق لمحاربة الإرهاب، وتؤمن بأن مثل هذا التحالف يجب أن يعتمد على أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأن يعمل بتنسيق وثيق مع دول المنطقة التي تتحمل العبء الرئيس في ما يخص التصدي للإرهاب على الأرض.
وبشأن التعاون الثنائي بين البلدين، قال ناريشكين إن موسكو تأمل في تعزيز التنسيق مع الدوحة في سياق منتدى الدول المصدرة للغاز، وذلك على خلفية تنامي التحديات في مجال إنتاج والاتجار بموارد الطاقة.وأضاف أن موسكو تقيم عاليا تعاونها مع الجانب القطري في المجال الاستثماري، وبالدرجة الأولى التعاون بين جهاز قطر للاستثمارات والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة ومصرف "في تي بي" الروسي.
لقاء ماتفينكو
وإلى ذلك، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) فالينتينا ماتفيينكو خلال لقاء مع أمير قطر في موسكو، إن الجانب الروسي قلق من انجرار عدد من الدول في أزمة العلاقات بين السعودية وإيران.وأعادت ماتفيينكو إلى الأذهان أن روسيا دانت الاعتداءات على البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، وحثت الطرفين على البحث عن سبل لتسوية الخلافات.وبشأن التسوية السياسية في سوريا، قالت ماتفيينكو إنه من الضروري وضع قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية في إطار مفاوضات فيينا الخاصة بسوريا.
وتابعت أن الجانب الروسي يعول كثيرا على المحادثات المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر، معربة عن أملها في أن يساعد هذا اللقاء في تقريب مواقف البلدين والتوصل إلى تقارب مشترك.
ووصفت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي مستوى الاتصالات بين موسكو والدوحة بشأن التسوية السورية بأنه رفيع جدا ودعت إلى مواصلة تبادل الآراء حول أهم المسائل على الأجندة الإقليمية، ومنها محاربة الإرهاب وتسوية الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
وقيمت ماتفيينكو عاليا دور قطر في تسوية هذه القضايا، قائلة: "يعد دور قطر هناك مهما جدا، ونحن نعرف جيدا نفوذكم الإقليمي".