اعتبر مصدر عراقي بدء السلطات خلال الساعات الاخيرة ببناء جدار حول العاصمة بغداد تأكيدًا لمخاوف جدية من عمليات إرهابية تستهدفها أو تسلل عناصر لتنظيم داعش من مدينة الفلوجة التي لا تبعد عنها سوى 60 كيلومترًا خاصة مع الاستعدادات الجارية للمباشرة بمعركة تحريرها من سيطرة التنظيم الذي يحتلها منذ أكثر من عامين.

لندن: أبلغ المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "إيلاف" اليوم ان طول هذا السور سيبلغ 300 كيلومتر وحفر خندق إلى جانبه بعرض ثلاثة امتار ويحيط بالعاصمة وستكون له 8 منافذ لحركة الخروج والدخول من اجل حمايتها من اي عمليات اختراق أمنية.

وأشار إلى أنّ الاتجاه يجري لرفع جميع الحواجز الكونكريتية التي تقطع اوصال العاصمة واحياءها الداخلية بعد الانتهاء من انجاز السور الذي ستشيد عليه ابراج مراقبة بكاميرات حديثة. واضاف المصدر ان المعلومات الاولية تشير إلى أنّ كلفة المشروع ستبلغ حوالى 110 ملايين دولار حيث سيتم في تشييده استخدام الكتل الكونكريتية التي سترفع من بين احياء العاصمة الداخلية.

وتنتشر في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها أربع فرق عسكرية هي (11 و17 و9 و6) وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية وأفواج طوارئ واضيف لها بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش وتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد في حزيران (يونيو) عام 2014 وحدات من الحشد الشعبي قبل ان يتم تطهير محيط بغداد وتأمينه نهاية عام 2014 وبداية عام 2015. ثم تقلص وجود وحدات الجيش العراقي في اغلب مناطق العاصمة بشكل كبير خلال عام 2015 لصالح قوات وزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة الاتحادية وافواج الطوارئ والشرطة المحلية والنجدة والذي شهد ايضا رفع حظر التجوال الليلي المفروض على العاصمة منذ عام 2006.

5 فرق عسكرية تساهم ببناء السور

وخلال تصريحات له اليوم فقد كشف قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري عن تفاصيل انشاء سور بغداد قائلا ان السور الذي تم الشروع ببنائه خلال الساعات الاخيرة من قبل خمس كتائب هندسية لقيادات فرق شملت الاولى والسادسة و9 و11 و17، وستكون المرحلة الاولى منه بطول 100 كيلومتر حيث ستقوم كل واحدة من هذه الكتائب بتنفيذ 20 كيلومترا منه.

وأضاف الشمري أن "الكتائب باشرت الاعمال الترابية التي تتضمن حفر خندق بعرض 3 أمتار وبعمق مترين واجراء تسوية للطرق المحيطة بالخندق.. مبينًا أن "هذه العملية تعقبها نصب كتل كونكريتية بعد رفعها من جميع بغداد ونصب أبراج لمسافات معينة إضافة إلى نصب كاميرات مراقبة لمراقبة المساحة بين الابراج فضلا عن اجراء دوريات عسكرية متواصلة محاذية لهذا السور كما نقلت عنه وكالة السومرية نيوز موضحا ان مداخل بغداد ستكون بعدها مؤمنة من خلال وضع عجلات ومفارز الفحص الالكتروني للعجلات حيث ستقوم المفارز المسؤولة عن هذه المداخل بالتفتيش الدقيق لكل العجلات الكبيرة والصغيرة كما ستكون هناك كاميرات مراقبة في هذه المداخل.

وأشار إلى أنّه ليس من المعقول ان يدخل للعاصمة بغداد يوميا 10 آلاف شاحنة كبيرة والتي تحتاج إلى تفتيش دقيق لها موضحا ان التبادل التجاري يجب ان يكون في محيط بغداد وليس في داخلها. لكن الشمري لم يكشف عن كلفة انشاء السور او الفترة الزمنية التي سيستغرقها تشييده.

وكان رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي اكد الاحد الماضي ان سور بغداد سيسهم في استقرار الوضع الأمني للعاصمة.

ومن ناحيته اعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية اسكندر وتوت ان نجاح سور بغداد يتوقف على تزويده بأجهزة متطورة وعناصر جيدة.. وقال إن "السور الذي تم البدء به حول بغداد لمنع تسلل الارهابيين سيؤمن العاصمة اكثر".. مشددًا على "وجوب تطهير المناطق الساخنة في بغداد قبل تشييد السور حيث ان هناك بعض الخلايا النائمة في مناطق بالعاصمة من دون ان يدلي بايضاحات اخرى.

وسيتم رفع الكتل والحواجز الإسمنتية من داخل العاصمة لاستخدامها حول السور الأمني الذي جاء البدء به بأمر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وتتولى حماية بغداد حاليا أربع فرق عسكرية وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية وعدد من أفواج الطوارئ تم تعزيزها بقوات من تشكيلات الحشد الشعبي بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014.

وتشير مصادر تاريخية&الى&ان فكرة بناء سور حول بغداد قد راودت ثلاث شخصيات على مر العصور الأولى في زمن العباسيين حين أمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ببناء المدينة عام 762 ميلادية وأقام سورا حولها بأربع بوابات.. ثم في عصر ما بعد غزو المغول حيث بنيت خنادق وأسوار.. كما بنى العثمانيون سورا من تراب يحيطها لمنع غرقها بفيضانات نهر دجلة الذي غمرها ثلاث مرات في أزمان مختلفة.