تقترب القوات العراقية من مدينة الموصل الشمالية تمهيدًا لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش، حيث تم الاتفاق على الدفع بـ4500 عسكري عراقي إلى قضاء مخمور على بعد 50 كيلومترًا من المدينة، التي أكد وزير الدفاع العراقي أن تحريرها لن يتجاوز النصف الأول من العام الحالي.
لندن: اتفقت حكومتا بغداد وأربيل على تواجد قوة من الجيش العراقي في قضاء مخمور ضمن التحضيرات الجارية لمعركة استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014&، حيث ستبدأ بالوصول إلى هناك بدءًا من الاربعاء المقبل.
وقضاء مخمور يقع ضمن محافظة نينوى ويبعد عن عاصمتها الموصل 50 كيلومترًا، ويقع بين مدينتي الحويجة والشرقاط وتسكنه عشائر& طيء واللهيب والنعيم. وتعتبر منطقة مخمور شبه صحراوية وتنتج الشعير والقمح وغالبية سكانها من العرب السنة ومعها اقلية كردية وتطالب حكومة اقليم كردستان بضمها لاقليم كردستان العراق بسبب قربها ومرور انابيب نفط كركوك من هذه المنطقة.. ويشتهر قضاء مخمور بإنتاج النفط والكمأ.
وأشارت مصادر كردية إلى اتفاق بغداد واربيل على الدفع بـ4500 عسكري من افراد الجيش العراقي الاربعاء المقبل إلى قضاء مخمور، حيث سيتم اعدادهم لقتال تنظيم داعش من قبل مدربين اميركيين تابعين إلى التحالف الدولي.
وقال وزير الدفاع العراقي اثر تفقده لمركز التنسيق المشترك لتحرير الموصل في قضاء مخمور، واطلاعه على الاستعدادات العسكرية لانطلاق عمليات التحرير، إن "موعد استعادة مدينة الموصل لن يتجاوز النصف الاول من العام الحالي عبر التكتيكات والخبرات الجديدة التي حصلت عليها القوات المسلحة العراقية في القتال، والتي ستفاجئ داعش باستخدام انواع جديدة من الاسلحة، كما نقلت عنه شبكة رووداو الكردية في تصريحات اطلعت عليها "إيلاف".
وأضاف أن "عمليات تحرير نينوى ستكون اقرب مما يتوقع تنظيم داعش وستكون اشد هولاً عليهم وسنفاجئهم بتكتيك جديد من خلال الخبرات التي اكتسبتها القوات المسلحة العراقية وكذلك سنفاجئ داعش بانواع جديدة من الاسلحة".
وأشار إلى أنّ "كل القوات الامنية العراقية ستشارك في عمليات تحرير محافظة نينوى وقوات البيشمركة سيكون لها دور في هذه العمليات ". وأوضح أنّ "تحضيرات القوات الامنية العراقية وحشد العشائر على قدم وساق وبسرعة عالية جدًا وبدأت طلائع القوات المسلحة العراقية تصل إلى قيادات عمليات تحرير نينوى وستأخذ مواضعها وتبدأ بعمليات الاستطلاع واستكشاف مناطق العدو لبدء عمليات تحرير نينوى".
ومن جهته، أوضح مقرر لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي شاخوان عبد الله أن انشاء قاعدة العمليات في مخمور قد كلف حوالي 10 ملايين دولار بالتعاون مع الاميركيين، حيث سيتم تثبيت جنود من الجيش العراقي فيها عبر كركوك وبالتنسيق مع اقليم كردستان.. مشيرًا إلى أنّ الفرقتين 15 و16 من الجيش العراقي ستشاركان في عملية استعادة الموصل، بالإضافة إلى الشرطة الاتحادية وشرطة محافظة نينوى وشرطة الحدود".
الحشد الوطني للموصل سيشارك في تحرير المدينة
ومن المتوقع مشاركة مسلحي الحشد الوطني (السني) بقيادة آثيل النجيفي محافظ نينوى السابق في العملية والذين يبلغ عددهم 5000 مسلح وسيتم تثبيتهم في القاعدة أيضًا.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد اجرى في بغداد مباحثات نهاية الشهر الماضي& مع رئيس الوزراء العراقي حدير العبادي تناولت التأكيد على العمل المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية لمواجهة تنظيم داعش وتحرير مدينة الموصل وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وفي الثاني من الشهر الحالي توقع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ان تكون معركة تحرير مدينة الموصل طويلة وقاسية ودامية، وقال المتحدث بإسم التحالف ستيف وارن خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن هذه المدينة هي مركز قوة داعش وعاصمة خلافته ويوجد فيها بين 5 و8 آلاف مقاتل للتنظيم، وهم في ذروة قوتهم.
وشدد على انه لذلك، فإن المتوقع ان تكون معركة تحرير الموصل طويلة وقاسية ودامية مستدركاً بالقول، لكن تدريبات قوات التحالف للقوات العراقية وتزويدها بالاسلحة والمعدات وشن الغارات الجوية ستقود إلى الانتصار في هذه المعركة.
وأوضح أنّ الغارات الجوية نجحت في تدمير مراكز داعش وقتل العديد من قيادييه، ومنعت عليه التحرك إلى خارج الموصل. وأشار إلى أنّه من الصعب ايصال مساعدات انسانية لسكان الموصل الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة خوفًا من وقوعها بيد داش.. وخاطب اهل الموصل قائلاً: اصبروا فإنه سيتم تحريركم!
وأضاف أنّ القوات العراقية تتحرك حاليًا ببطء نحو الموصل وحول بحيرة الثرثار التي يساعد التحالف العراقيين على نشر قوات حولها، وتنفيذ ضربات ضد داعش بالقرب منها، لمنعه من تنفيذ هجمات ضد مدن قريبة في حديثة وتكريت وبيجي وبروانة. وأكد أن التحالف الدولي سيدعم عمليات تحرير الموصل بالمشورة والغارات الجوية لتأمين غطاء جوي للقوات العراقية المتقدمة من اجل اخراج مقاتلي داعش من جحورهم ثم قتلهم.
التعليقات