شهدت بغداد اليوم مليونية شعبية تطالب بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين، حيث أكد مقتدى الصدر الداعي لها ان العبادي على المحك الآن وهو توانى في الإصلاح، ولكنه ملزم الآن بتحقيقه بشكل جذري لا ترقيعي جزئي محذرًا من أنّ الشعب سيقتحم المنطقة الخضراء مركز الحكم في البلاد ليستعيد حقوقه من الفاسدين وشدد على أنّ أي وزير في الحكومة لا يمثله.

لندن: طالب مئات الالاف من متظاهري مليونية ساحة التحرير في وسط بغداد التي انطلقت صباح الجمعة& بطرد الفاسدين ومحاسبة سراق المال العام وشددوا على ضرورة تطبيق مرددين هتافات غاضبة ضد سوء الاوضاع التي تشهدها البلاد داعين إلى حلول جذرية لها.

وخاطب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا لتنظيم هذه التظاهرة المليونية لزيادة الضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي لاصدار قرارات جدية بتحقيق إصلاح حقيقي، المتظاهرين قائلا "اليوم نحن على أسوار المنطقة الخضراء وغداً سيكون الشعب فيها ليستعيد حقوقه من الفاسدين" في تهديد واضح لاقتحام هذه المنطقة المواجهة لساحة التحرير على الجانب الثاني من نهر دجلة، والتي تضم مراكز الحكم والوزارات المهمة والسفارات الاجنبية ومنها الاميركية.

العبادي ملزم بإصلاح جذري لا ترقيعي

وأكد الصدر في كلمته التي تابعتها "إيلاف" ان رئيس الوزراء حيدر العبادي هو على المحك اليوم خصوصًا بعد ان انتفض الشعب ومازال منتفضاً وسيبقى منتفضاً وسيستمر على هذه الانتفاضة وسيبقى منتفضاً وسيستمر على هذه الانتفاضة. وشدد على براءته من كل فاسد وظالم حتى لو كان مقربًا منه.. وأكد أنّه لا فرق بين عراقي إسلامي أو مدني ولا بين سني أو شيعي.

وقال للمتظاهرين: "اليوم بينكم لأعلن لكم بكل صراحة وشجاعة ان الحكومة قد تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع والبطالة والاحتلال بل تركته حتى اوصلته إلى أزمات أمنية واقتصادية خدمية وسياسية... نعم إنها احدى الجرائم التي خلفتها الحكومة السابقة لتصارع الحكومة الحالية مع كل هذا الكم من الأزمات الداخلية والخارجية ولم ينجُ منها الا من يلعب بمقدرات الشعب وقوته فكفانا خضوعًا وضعفًا واستكانة".

وشدد بالقول "لافرق بين عراقي اسلامي وعراقي مدني وبين سني او شيعي فالكل معني بهذا البلد الجريح الذي ظلمه المتسلطون والفاسدون".. وتساءل "أين صوت العراقي البطل الذي أسقط عروش الظلم سابقا؟ وهل ذهبت دماء الشهداء والأولياء لنعيش تحت وطأة الفاسدين؟.. فهلموا معاً لنصرة العراق لا لنصرة مقتدى قولوا نعم نعم للعراق".

وأكد "ان اي احد من افراد الحكومة لايمثلني على الاطلاق بل يمثل نفسه، وإن انتمى اليّ وإن تعاطف معنا او انتمى الينا، وإن أرادوا الإصلاح من الداخل فهذا يعني عدم مسايرة الفاسدين وموالاتهم بل يجب ان يقاطعوهم ويكشفوا فسادهم وسرقاتهم ومخالفاتهم لكل شرع وعقل ولكل اسس الديمقراطية ".

وأشار الصدر إلى أنّ رئيس الحكومة اليوم على المحك وخصوصًا بعد ان انتفض الشعب ومازال منتفضاً وسيبقى منتفضاً وسيستمر على هذه الانتفاضة.. نعم نعم للعراق وبعد صوت المرجعية وصوت الداخل والخارج الذي دعم إصلاحات الحكومة وبعد ان مكنا رئيس الحكومة من الإصلاح لكنه توانى اليوم وهو ملزم بالإصلاح الجذري لا الترقيعي الجزئي.

وأشار إلى أنّ صوت الإصلاح لا بد ان يعلو على كل فاسد وداعشي.. وقال ان الحكومة تركت شعبها يصارع الموت والخوف والجوع. وأكد أنّ أي وزير في الحكومة لا يمثله بل يمثل نفسه فقط حتى لو كان من المنتمين إلى التيار الصدري.

وأضاف أنّ المطالبة بالإصلاحات" هي صوت الشعب العراقي والشهداء والسجناء والمظلومين.. وقال:"إن صوت المتظاهرين الذي اسمعه هو صوت الأرامل واليتامى وهو صوت الشهداء وصوت المهجرين والمهاجرين وصوت السجناء الأبرياء وصوت الوطن والمواطن وصوت الأقليات والأغلبية وصوت الشيعة المظلومة وصوت كل طالب للإصلاح".

وشدد على ضرورة بأن "يعلو هذا الصوت على كل فاسد ولابد أن يعلو على صوت كل محتل وداعشي بغيض".. مخاطبًا المتظاهرين بالقول "إن صوتكم صوت المقاومة والجهاد والجيش الباسل والأجهزة الأمنية والحشد البطل".

وبعد انتهاء كلمته، فقد طلب الصدر من المتظاهرين بالانسحاب من ساحة المتظاهرين وأداء صلاة الجمعة كل في منطقته.. قائلاً "إن التغيير سيكون على أيديكم أفضل". وقد شهدت التظاهرة حالات اختناق عديدة بين المشاركين بسبب الزحام والتدافع بينهم.

الصدر يُصعد في المواجهة مع العبادي

وقبيل انطلاق المسيرة المليونية فقد صعد الصدر موقفه من العبادي محذرًا من ان عدم تحقيقه للإصلاح الحقيقي المنشود وتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة فإنه لن يبقى بمنصبه.

وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ان عدم تمكن العبادي من تحقيق التغيير والإصلاح فإنه لن يجد له مكانًا في الحكومة في إشارة إلى امكانية معارضة التيار لبقائه رئيسًا للحكومة.

وأضاف في تصريح صحفي تابعته "إيلاف"، أن مبادرة تحالف القوى العراقية السنية وكتلة المواطن الممثلة للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم بتقديم استقالات عدد من وزرائهم قد شكلت خطوة مشجعة نحو حكومة التكنوقراط.. مشددًا على أنّ استقالة وزراء التيار الصدري أمر مفروغ منه.

وقال ان الكتل السياسية تتخوف من تشكيل حكومة تكنوقراط وفقًا لتوجهات ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي يعتبر العبادي احد قادته مؤكدًا ان الصدر حريص على تولي وزراء لا يحظون بتغطية الكتل السياسية.

وتشير تقارير إلى أنّ لجنة شكلها مجلس الوزراء من مستشارين وأكاديميين لتقويم الوزراء الحاليين وترشيح الجدد وتعمل بإشراف رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي& ورئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف علي الاديب قد توصلت إلى بعض النتائج أهمها إبعاد تسعة وزراء حاليين منهم طارق الخيكاني في الإعمار والإسكان وحيدر الزاملي في العدل ومحسن الشمري في الموارد المائية وعديلة حمود للصحة، إضافة إلى إبراهيم الجعفري في الخارجية& ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين الشهرستاني.

وحذر العبيدي من انه اذا لم يتمكن العبادي من& تحقيق التغيير والإصلاح المنشودين فإنه قد لا يجد له مكانًا في الحكومة.. موضحا ان الصدر "فضل منح رئيس الوزراء فرصة لاجراء الإصلاحات قبل المطالبة بتغييره كونه تولى حكومة مليئة بمشاكل لم تكن من مسؤوليته"، بحسب قوله.&

وقد قامت قيادة عمليات بغداد باتخاذ اجراءات أمنية لتأمين تظاهرة اليوم الجمعة، وأغلقت فجرا جسري الجمهورية والسنك اللذين يوصلان إلى المنطقة الخضراء الحصينة، كما قامت بنشر قواتها في الساحات والشوارع العامة القريبة من ساحة التحرير.&

وجاءت دعوة الصدر لهذه المليونية من اجل دعم خطته التي اطلقها في الثالث عشر من الشهر الحالي عن "لإصلاح الاداء الحكومي"، حيث قدم إلى العبادي قائمة بأسماء شخصيات عراقية مستقلة تكون مهمتها تشكيل لجنة لاختيار التشكيلة الوزارية الجديدة.. مهددًا بسحب الثقة من حكومة العبادي في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.

وكان العبادي اعلن قبل ايام عن توجهه لاجراء تغيير وزاري جوهري بضم شخصيات مهنية متخصصة من التكنوقراط إلى حكومته داعيًا البرلمان والكتل السياسية إلى التعاون معه لانجاز هذه المهمة التي قال انها ستساعد على خروج العراق من ظروفه الصعبة التي يمر بها حاليًا.&