تعّقد المشهد الأمني في ديالى ما دفع رئيس البرلمان سليم الجبوري الى استضافة وزير الدفاع وقادة امنيين ووكلاء وزير الداخلية، فيما دعا زعيم التيار الصدري الى تحويل بغداد مركزاً للاحتجاجات واحتجز نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الاعرجي ووصف التحالف الوطني الشيعي بـ التخالف الوطني". &

محمدي الغزي: عادت مطالبات نواب من تحالف القوى العراقية تدويل قضية ديالى الى الواجهة مرة ثانية، فيما حاول رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري تقويض الازمة في المحافظة ذات التركيبة السكانية المختلطة، واجتمع بوزير الدفاع العراقي وبوكلاء وزير الداخلية وقادة امنيين وبعث برسائل الى شيوخ عشائر حثهم فيها على التهدئة.

وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس البرلمان العراقي د. سليم الجبوري انه بحث مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الوضع الأمني في محافظة ديالى، وناقش التدابير الأمنية لمنع خروق كبيرة في اعقاب تفجيرات وحوادث المقدادية واحة من اكبر اقضية المحافظة.

وطلب الجبوري من وزير الدفاع العراقي بحضور وكيل وزارة &الداخلية لشؤون العشائر وقائد عمليات دجلة وقائد الفرقة الخامسة ومدير شرطة ديالى ونواب من لجنة الامن والدفاع ومن ديالي "زيادة الجهد الاستخباري"، ودعا الى تشجيع "تعاون المواطنين والعشائر مع القوات الأمنية للقضاء على أي خروق أمنية قد تحدث مستقبلاً"، مشددا على وجوب "بسط الامن والاستقرار وحماية المواطنين في المحافظة".

ولفت الجبوري الى أن ما تتعرض له محافظة ديالي من خروق امنية متكررة "تستدعي من الحكومة المحلية والاجهزة الامنية اليقظة واخذ الحيطة والحذر من خلال وضع الخطط الامنية المحكمة التي تمنع تكرارها"، وشدد على أهمية محاسبة المقصرين والمتجاوزين على القانون بتقديمهم الى القضاء "مهما كانت الجهة التي تقف خلفهم".

وطالب الجبوري بـ"حصر السلاح بيد الدولة ورفض كل مظاهر التسلح التي باتت مدعاة للقلق"، ودعا إلى "الاسراع باعادة النازحين الى مدنهم وتوفير كل متطلبات الحياة الضرورية وضمان عودة آمنة لهم ولعوائلهم".

وكان انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه فجر نفسه يوم الاثنين الـ29 من فبراير الماضي مستهدفا عراقيين يشاركون في مجلس عزاء بقضاء المقدادية في محافظة ديالي مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

رسائل الى العشائر &

رئيس البرلمان سليم الجبوري وجه، السبت، رسالة مفتوحة الى عشائر بني تميم والعشائر العربية الاخرى في ديالى، فيما دعا الجميع الى إخراج المحافظة من ظروفها الحالية.

وقال الجبوري في رسالته المفتوحة والتي اطلعت "إيلاف" على نسخة منها إن "استهداف المقدادية هو استهداف للعراق بأكمله" مشيرا الى انها "مدينة القبائل الأصيلة والتعايش والمحبة والاخوة التي يشهد لها التاريخ البعيد والقريب"، موضحا "لقد كُنتُم، كقبيلة، دائما دعاةً للحكمة والبصيرة والتعاون والتكاتف ولايمكن ان ينسى أهل ديالى انكم كنتم داعمين أساسيين للمحافظة بعد التغيير وقد قدمتم الكثير لها في مرحلة التأسيس الجديدة".

وأضاف" اليوم استنهض هممكم للتعاون مع الجميع لإخراج المحافظة من ظروفها الحالية بما يمتلك رجالكم الحكماء من قدرة على خلق فرص الحلول بما أوتوا من فهم وادراك للخطر وعلم ودراية بالحل".

وتابع أن "كل هذا يحملكم ويحملنا مسؤولية العمل من اجل ديالى تجنيبها المخاطر بالتعاون مع اخوانكم من القبائل الاخرى في المحافظة، وتفعيل التواصل المباشر بين جميع الشخصيات المهمة والمؤثرة في المحافظة والقادرة على خلق اجواء من التسامح والتفاهم وتجنيب الشارع من التصارع السياسي والذي سينعكس بالنتيجة على المواطن بشكل مباشر".

إضراب شامل وحالة طوارئ

واعلن المجلس البلدي في قضاء المقدادية، اليوم عن إعلان الاضراب الشامل عن الدوام لكل الدوائر الخدمية بالقضاء باستثناء المدارس والمراكز الصحية بدءاً من يوم غد الاحد، فيما بين أن الاضراب سيستمر الى حين استجابة الحكومة المركزية لمطالب ذوي ضحايا مجزرة قاعة القدس التي استهدفها التفجير الانتحاري.

وكان أحد شيوخ قبيلة بني تميم في محافظة ديالى أعلن، الجمعة، أن القبيلة حددت غدا الأحد موعدا نهائيا لتنفيذ مطالبها بشأن "مجزرة المقدادية"، وفيما بينت أنها تطالب بمحاسبة القيادات الأمنية المقصرة وفتح تحقيق مع برلمانيين تدخلوا في الشأن الأمني، حذرت أن من "انفجار الوضع" بسبب وجود غليان شعبي في الناحية.

من جهتها، دعت النائبة عن محافظة ديالى، غيداء كمبش، الى "إعلان حالة طوارئ في القضاء وإنقاذ بلدة المقداديّة".

وقالت كمبش، في بيان صحافي إنّ "المقداديّة على حافة الهاوية، وتتعرض لقصف بالهاونات وأعمال عنف وتهديدات"، محذّرة من أنّ "أيّ حريق قد يندلع في البلدة لن يكون أحد بمنأى عنه".

ودعت، العقلاء والحكماء من شيوخ العشائر والساسة والنخب الدينيّة، إلى "وأد الفتنة البغيضة التي تلوح بالأفق"، مشددة على وجوب "اعتماد خطط وقائيّة تضمن سلامة وأمن المواطنين والحفاظ على النسيج المجتمعي".

فيما قالت النائبة ناهدة الدايني لـ"إيلاف" ان "الحكومة لم تقم بواجبها تجاه محافظة ديالى وتجاه المقدادية، وثمة خلل أمني كبير بل وعجز عن حماية المواطنين"، موضحة ان "قوات الطوارئ المنتشرة في القضاء غير مؤهلة لحمايتها وهي ليست محل ثقة".

وتابعت "لدينا تحفظ على قوات سوات والشرطة المحلية وبعض قوات فوج الطوارئ"، موضحة أنّ "التفجير الذي وقع أمس الأول في المقدادية كان هدفه خلط الأوراق وإعادة تلك القوات اليها، وبالفعل تمت إعادة فوج الطوارئ الخامس".

وقالت انه امام "عجز الرئاسات الثلاث من إيجاد حل لازمة ديالى المستمرة فان الحل الوحيد لأزمة المحافظة "يكمن في تدويلها وإدخال قوات أمميّة إليها".

دعوى قضائية

قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر شاهر نصيف، وبحسب كتاب حصلت "ايلاف" على نسخة منه فقد كشف عن قيام محافظ ديالى برفع ددعوى قضائية ضد النائبة ناهدة الدايني على خلفية حركة فوج الطوارئ الخامس من قضاء المقدادية وتبديله بفوج المغاوير الثاني، مؤكدا ان قيادة عمليات دجلة لا تتلقى أوامر من شخصيات مدينة في المحافة وان ارتباطه حصرا بمراجعه العسكرية.

مصادر طبية عراقية أعلنت اليوم عن مقتل واصابة 11 مدنيا اثر تجدد الهجمات التي تنفذها جماعات مسلحة على مدن وبلدات عدة في المحافظة لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الهجمات إلى نحو 200 قتيل وجريح منذ مطلع العام الجاري 2016، فيما أشار النائب رعد الدهلكي في حديث لـ"إيلاف" الى ان قنابر هاون سقطت اليوم على منطقة المفرق وان هجمات مماثلة تعرضت لها قرى سنسل وحي المعلمين في المقدادية فجر اليوم ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل وسيدة وجرح سبعة آخرين.

وطالب النائب رعد الدهلكي بإنهاء سياسة التغيير الديمغرافي في محافظة ديالى والتي تقوم بها بعض الأطراف، وشدد على ضرورة عودة العوائل النازحة لمناطقها.

دعوات الإصلاح&

عماد الخفاجي المتحدث الرسمي باسم رئيس البرلمان اكد في حديث لـ"إيلاف" ان البرلمان استجاب لمطالب الشعب وصوت على الاصلاح منذ الأيام الأولى للتظاهرات، وهو يدعو مرة أخرى إلى الاسراع بخطوات الاصلاح التي ما زالت الجماهير تنتظرها وتطالب بها.

وأضاف ان "الجبوري أشاد بانضباط التظاهرات وسلميتها والتزامها بممارسة حقها في التظاهر والتعبير عن الرأي الذي كفله الدستور والقانون، مؤكدا أن "رئيس البرلمان جدد تأييده لمطالب المتظاهرين وضرورة الاستجابة لها عاجلاً وقبل فوات الأوان".

ويأتي هذا في وقت دعا فيه زعيم التيار الصدري الى تحويل بغداد مركزاً للاحتجاجات، ودعا الصدر في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه الى "الاستمرار بالتظاهر في بغداد حصرا، بحضور اهالي بغداد والمحافظات جمعاء، لمن استطاع المجيء، بمظاهرة سلمية للوصول الى الاصلاحات الشاملة والحقيقية باسرع وقت ممكن لايصال العراق الى بر الأمان".

لكنه الصدر صعّد من خطابه الموجه لشركائه ووصف التحالف الوطني (الشيعي) بـ"التخالف الوطني" وسمى المنطقة الدولية الخضراء بـ"المنطقة الحمراء"، وقال لانصاره "اشكر من تظاهر امام أبواب (المنطقة الحمراء)، على الرغم من المنع الذي صدر من رئيس الوزراء بخصوص مكان التظاهر بعد ان حصل على تأييد من (التخالف الوطني) لتعطيل المظاهرات وكتم الصوت العراقي الحر".

وتابع انه "يجب المضي برفع اصواتكم، فانتم صوت الحق وصوت الاصلاح الذي به ننتصر، وبه يخضع كل فاسد تربع على عرش العراق" مشيرا الى ان "اللجنة المستقلة المخولة باختيار الشخصيات التكنوقراط، على وشك الانتهاء من تقديم افراد الكابينة الوزارية لتشكيل الحكومة لكي تقدمها الى مجلس النواب عن طريق رئيس الوزراء ليصوت عليها مجلسكم كما عهدناه، وبعد ذلك ستكونون مخولين".

احتجاز الاعرجي

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السبت، قام بـ"احتجاز" نائب رئيس الوزراء المستقيل بهاء الاعرجي في لجنة تعرف بمحاربة الفساد التابعة للتيار لمدة ثلاثة أشهر.

وقالت اللجنة في (إعلام) عمم ببغداد ان "المدعو بهاء حسين الاعرجي نائب رئيس الوزاراء المستقيل محتجز في لجنة محاربة الفساد لمدة ثلاثة أشهر وكل من لديه شكوى أو حقوق في ذمة المدعو من داخل العراق أو خارجه الحضور الى مقر اللجنة في الحنانة طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة".

وكان المكتب الإعلامي للنائب السابق لرئيس مجلس الوزراء بهاء الاعرجي نشر الخميس الماضي وثيقة قال عنها إنها تبرؤه من تهم الفساد الموجهة اليه.