القدس: وجه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء انتقادا ضمنيا للقادة الفلسطينيين لعدم ادانتهم الهجمات ضد الاسرائيليين، وذلك تعليقا على اعمال العنف التي تواصلت الثلاثاء والاربعاء.

وقال بايدن بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "الولايات المتحدة الاميركية تدين هذه الاعمال".

وتابع "هذا النوع من العنف الذي شهدناه بالامس، والفشل في ادانته، والخطاب الذي يحض على العنف والانتقام الذي ينجم عنه، كل هذا يجب ان يتوقف".

ومن جانبه، طالب نتانياهو المجتمع الدولي بادانة صمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيلتقي بايدن عباس في رام الله مساء الاربعاء.

وتشهد الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر موجة من المواجهات واعمال العنف والعمليات التي اسفرت عن مقتل 188 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي و28 اسرائيليا واميركيين اثنين واريتري وسوداني، وفق حصيلة اعدتها فرانس برس.

ومعظم القتلى الفلسطينيين نفذوا او حاولوا تنفيذ هجمات ضد اسرائيليين.

ووقعت ست هجمات منفصلة قبل وبعد وصول بايدن الثلاثاء في زيارة تستغرق يومين الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية، احداها على بعد نحو 15 دقيقة سيرا على الاقدام من مركز شيمون بيريز للسلام حيث كان بايدن يلتقي الرئيس الاسرائيلي الاسبق.

وشهدت القدس والضفة الغربية صباح الاربعاء هجمات جديدة قتل فيها المنفذون الفلسطينيون الثلاثة واصاب احدهم شخصا بجروح.

وفتح فلسطينيان في العشرين من العمر النار من سيارتهما على حافلة في حي لليهود المتدينين في شمال القدس. فتوقف سائق سيارة مسلح ورد على اطلاق النار.

عندها هرب المهاجمان باتجاه المدينة القديمة حيث اطلقا النار مجددا وقالت الشرطة ان قوات الامن قتلتهما.

واصيب فلسطيني مقدسي في اواخر الخمسينات من عمره بعيار ناري اثناء اطلاق النار ونقل الى المستشفى.

ورات مراسلة لفرانس برس جثة تعود لاحد المهاجمين على الارجح قرب سيارة اخترق الرصاص زجاجها الامامي بالقرب من المدينة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها وضمتها اسرائيل في 1967.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان الشابين اللذين قتلا في القدس هما "الشهيد عبد الملك صالح ابو خروب (19 عاماً) والشهيد محمد جمال الكالوتي (21 عاماً) من بلدة كفرعقب شمال القدس".

وفي الضفة الغربية، قتل فلسطيني الاربعاء برصاص الجيش الاسرائيلي عند حاجز بعد ان حاول طعن جنود، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي.

وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الحادث وقع في قرية الزاوية شمال الضفة الغربية المحتلة واسم الشاب احمد يوسف عامر (17عاما).

ويتساءل المعلقون الاسرائيليون حول تزامن هذا التصعيد في اعمال العنف مع زيارة بايدن.

وحذر بايدن ان الولايات المتحدة ستتحرك في حال تأكد قيام ايران بتجارب اطلاق صواريخ باليستية.

وقال بايدن في تصريح صحافي "اود ان اؤكد مجددا، لاني اعلم انه لا يزال هناك شكوك لدى البعض، سنتحرك في حال خرقوا فعليا الاتفاق (النووي)".

"لا مبادرة جديدة"

وتبدو آفاق التوصل الى حل سلمي للصراع الفلسطيني الاسرائيلي مسدودة تماما.

وتقول اسرائيل ان التحريض الذي يقوم به مسؤولون فلسطينيون ووسائل الاعلام هو السبب الرئيسي لاعمال العنف.

ويشعر الفلسطينيون بالاحباط مع استمرار الاحتلال الاسرائيلي وتكثف الاستيطان وجمود عملية السلام وتعثر الجهود الدولية لازالة التوتر.

ودان نتانياهو مرة اخرى ما وصفه بالصمت الفلسطيني على ادانة اعمال العنف وندد ب" التحريض الدائم على الكراهية في المجتمع الفلسطيني الذي يقدس قتل الابرياء".

وسبق وصول بايدن الى اسرائيل اعلان نتانياهو نيته عدم التوجه الى واشنطن ورفضه لقاء الرئيس باراك اوباما.

ولم يتطرق بايدن او نتانياهو لهذه المسألة اثناء التصريح الصحافي.

وكان البيت الابيض اعلن الاثنين ان نتانياهو طلب موعدا من الرئيس الاميركي. وعندما صدرت الموافقة عليه وتحدد موعد اللقاء كان الجواب الاسرائيلي بان رئيس الوزراء الغى الزيارة، في قرار "فاجأ" واشنطن.

وكان يفترض ان تتزامن زيارة نتانياهو لواشنطن مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك)، اكبر لوبي مؤيد لاسرائيل في الولايات المتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتانياهو مرارا خلال السنوات الماضية.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس ان الحكومة الاسرائيلية طلبت من البيت الابيض تحديد لقاء لنتانياهو مع اوباما "يوم 17 او 18 آذار/مارس" فاختارت الرئاسة الاميركية يوم 18 وابلغت الحكومة الاسرائيلية بذلك قبل اسبوعين.

واضاف "كنا نتطلع لاستضافة هذا الاجتماع الثنائي حين فوجئنا بنبأ وردنا اولا عبر الاعلام، بأن رئيس الوزراء عوضا عن ان يقبل دعوتنا، قرر الغاء زيارته".

وبررت اسرائيل الثلاثاء قرار نتانياهو برغبته في الا يبدو وكأنه يتدخل في الانتخابات التمهيدية الاميركية.

وقال مسؤولون في مكتب نتانياهو في بيان ان "رئيس الوزراء يقدر رغبة اوباما بلقائه الجمعة (18 آذار/مارس) في واشنطن". واضافوا ان "رئيس الوزراء قرر الا يتوجه الى واشنطن حاليا في اوج حملة الانتخابات التمهيدية الاميركية".

ويرى خبراء ان اسرائيل متخوفة من خروج الولايات المتحدة عن موقفها التقليدي الداعم لاسرائيل، وقيامها بدعم قرار في مجلس الامن او اصدار اعلان رئاسي اميركي يحدد معايير حل النزاع.