مقديشو: شنت قوات خاصة هجوما بمساندة مروحيتين على قاعدة لحركة الشباب الصومالية الاسلامية في معقلها في مدينة اوديغلي على بعد نحو 50 كلم غرب مقديشو، وفق ما افاد مسؤولون صوماليون والمتمردون المرتبطون بتنظيم القاعدة الاربعاء.

وقال المسؤول عن المنطقة محمد عويس للصحافيين "نفذت قوات خاصة عملية الليلة الماضية قرب مدينة اوديغلي. لدينا تقارير عن سقوط ضحايا بين مقاتلي الشباب".

ولم تتضح هوية القوات التي نفذت الغارة التي تاتي بعد غارات اميركية استهدفت السبت معسكر تدريب للشباب قتل فيها اكثر من 150 مقاتلا وفق وزارة الدفاع الاميركية. تنفذ القوات الاميركية عمليات ضد الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال بشكل متكرر، لكن عملية السبت خلفت اكبر عدد من القتلى.

ومع ان المتمردين اكدوا الضربة الا انهم نفوا الحصيلة. واستخدمت في غارة السبت طائرات حربية ومسيرة وضربت معسكر التدريب على بعد نحو 195 كلم شمال مقديشو.

انزال ومعارك 
وقال المتحدث باسم متمردي الشباب الشيخ عبد العزيز ابو مصعب عبر اذاعة "الاندلس" التابعة لهم "اغارت قوات مسلحة في مروحيتين على مدينة اوديغلي الليلة الماضية لكنها هزمت وتراجعت من دون تحقيق هدفها".

واضاف ان المروحيتين هبطتا خارج المدينة ونزلت منهما قوات برية دخلت المدينة واشتبكت مع مقاتلي الشباب. وقال "دارت معارك عنيفة وارغموا على الفرار". وقال الشباب ان القوات التي هاجمتهم كان افرادها يتحدثون لغة اجنبية لكنهم لم يتبينوا جنسيتهم. ولم يتضح هدف هذه القوات، لكن العمليات السابقة التي نفذتها مروحيات كانت اما لانقاذ رهائن او لاغتيال مسؤولين متمردين.

وقال شهود انهم سمعوا صوت انفجارات قوية خلال الليل، وان حركة الشباب شددت الاجراءات الامنية حول معسكرها في المدينة في الصباح ومنعت الاقتراب منه.

وقال عبد الكريم نور "سمعنا صوت انفجارات قوية عدة قرب معسكر الشباب في اوديغلي في وقت متأخر الليلة الماضية". واضاف "المقاتلون منتشرون على الطرقات منذ الصباح ومنعوا الناس من الاقتراب من المنطقة".

قامت القوات الخاصة الاميركية بعمليات عدة لانقاذ رهائن منها في 2012 لتحرير عاملين انسانيين بعد ثلاثة اشهر من احتجازهما. ونفذت فرنسا عملية في كانون الثاني/يناير 2013 لتحرير عميل الاستخبارات دوني الكس لكنها فشلت في انقاذه.

طرد الشباب من مقديشو في 2011 لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا في الصومال، حيث يستهدفون مواقع حكومية او قوات الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) وفي كينيا المجاورة، حيث ينفذون هجمات واعتداءات دامية. وصباح الاربعاء، قتل ثلاثة على الاقل من عناصر الشرطة لدى انفجار سيارة مفخخة في مقديشو، كما المسؤول في شرطة العاصمة علي هرسي باري للصحافيين.

واضاف "قتل ثلاثة من ضباط الشرطة، والسائق المفترض للسيارة التي انفجرت موقوف على ذمة التحقيق". واوضح ان "الشرطيين كانوا يشربون الشاي لدى وقوع الانفجار، وان الرجل الذي كان يقود السيارة اصيب بجروح خطرة".

واكد المسؤول في شرطة العاصمة من جهة اخرى ان قوات الامن اعترضت خلال الليل دراجة تاكسي (توك توك) محشوة بالمتفجرات والرجال الثلاثة الذين كانت تنقلهم. وقد اوقفت واحدا منهم، اما الاخران فلاذا بالفرار. ولم تعلن اي جهة صباح الاربعاء مسؤوليتها عن انفجار السيارة المفخخة، لكن غالبا ما ينفذ متمردو حركة الشباب الاسلامية هجمات واعتداءات تستهدف في وسط العاصمة رموز الحكومة الصومالية الضعيفة.

والاثنين اصيب ستة اشخاص عندما انفجرت قنبلة وضعت داخل كمبيوتر محمول في مطار في مدينة بلدويني على بعد نحو 325 كلم شمال مقديشو حيث اعلن متمردو الشباب في الشهر الماضي مسؤوليتهم عن تفجير احدث ثغرة في طائرة ركاب وتسبب بمقتل راكب واحد بعد اقلاعها.