تنبئ الحملة الدعائية الواسعة قبل توجه الألمان إلى صناديق الاقتراع في ثلاث ولايات يوم الأحد بصعود نمط جديد من الشعبوية اليمينية في هذا البلد الذي ما زال يطارده شبح الماضي النازي. برلين: تشير احدث الاستطلاعات الى ان شعبية حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني المعادي للمهاجرين تبلغ 18 في المئة في احدى الولايات، حيث من المتوقع ان يفوز للمرة الأولى بمقاعد. ويعزو محللون صعود الحزب الى نجاحه في تحويل انتخابات يوم الأحد الى استفتاء على سياسة المستشارة انغيلا ميركل في فتح الحدود لطالبي اللجوء. مدرسة ترامب وبعد بقاء الحزب على هامش السياسة الالمانية خلال السنوات الماضية يمكن ان يخرج من انتخابات يوم الأحد، وهو قوة سياسية جديدة يُحسب لها حسابها رغم تصريحات قادته، التي وصفتها النخب السياسية الالمانية بالمخزية، فيما قال مراقبون انها تصريحات تنتمي الى مدرسة دونالد ترامب المرشح الجمهوري الاميركي. وذهبت زعيمة حزب "البديل من أجل المانيا" فراوكة بيتري الى حد تحريض قوات الشرطة على إطلاق النار على اللاجئين، الذين يحاولون عبور الحدود الالمانية. وبعدها اشارت القيادية في الحزب بياتريكس فون شتورك الى ان بامكان قوات الشرطة ان تطلق النار حتى على النساء والأطفال الذين يعبرون الحدود. ويرى خبراء انه إذا صحت التوقعات بشأن اداء حزب "البديل من أجل المانيا" وفوزه بمقاعد في انتخابات الأحد، فان ذلك سيكون أفضل نتيجة يحققها اليمين الشعبوي المتطرف منذ الستينات، حين ظهر الحزب الوطني الديمقراطي النازي الجديد على خلفية الأزمة الاقتصادية وقتذاك. من رحم الخذلان ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن هاينريك اوبرويتر استاذ العلوم السياسية في جامعة باساو الالمانية قوله "انها ظاهرة مماثلة لظاهرة ترامب. فالمواطنون غاضبون على المؤسسة السياسية التقليدية، ويشعرون بأنهم لا يؤخذون مأخذ الجد". اضاف "ان النخب السياسية هي الهدف، وان حزب البديل من أجل المانيا تعبير عن هذا الشعور المعارض". ويقول اعضاء في الحزب الذي تأسس عام 2013 انه تجمع يمثل المواطنين القلقين ومؤيدين سابقين للمستشارة ميركل يقولون انها خذلتهم. ويرى البروفيسور يورغن فالتر استاذ العلوم السياسية في جامعة ماينتس ان حزب البديل "خليط من المحافظين المعتدلين، والذين يقفون الى يمينهم، فيما يقترب بعض الأعضاء حتى من اليمين المتطرف. لكنهم اجمالا ليسوا أكثر يمينية من حزب الشاي" في الولايات المتحدة. تشير الاستطلاعات الأخيرة الى ان الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل سائر الى تكبد خسائر في الولايات الثلاث يوم الأحد. ورغم ان الاقتراع هو لانتخاب برلمانات اقليمية فإن له دلالات وطنية اوسع تؤثر في مجلس الاتحاد، الغرفة الثانية للبرلمان الالماني. تأجيج الانقسام وإذا مني الحزب المسيحي الديمقراطي بهزيمة كبيرة فإن هزيمته ستزيد الضغط على ميركل لتقديم استقالتها خلال الأشهر المقبلة. لكن غالبية المراقبين تتوقع خسائر أقل، لأن شعبية ميركل عادت الى الارتفاع، بعد مقابلة تلفزيونية في الاسبوع الماضي، كان اداؤها فيها مؤثرًا للغاية. مع ذلك يقول خبراء ان انتخابات الأحد يمكن ان تعطي حزب "البديل من أجل المانيا" مقعدا حول الطاولة الى جانب الأحزاب السياسية الكبيرة من خلال استمراره في سرقة الناخبين المتذمرين من احزاب اليمين واليسار التقليدية. هذا الاحتمال يثير قلق القيادات التاريخية للسياسة الالمانية، بمن فيهم ميركل، التي صرحت لصحيفة بيلد واسعة الانتشار، قائلة "ان حزب البديل من أجل المانيا لا يوحّد المجتمع، ولا يقدم حلولًا صحيحة للمشاكل، بل حزب يؤجّج التحامل ويسبب الانقسام".