أسامة مهدي: يسعى وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال اجتماعه مع نظرائه من مختلف الدول ومع الشخصيات العامة واثناء المؤتمرات التي يشارك فيها ممثلا للعراق الى تقديم صورة عن دوره فيها على غير حقيقتها، فبعد كلمته اليوم امام وزراء الخارجية العرب مبررا فيها ممارسات الحشد الشعبي وحزب الله اللبناني فإنه قد خرج ايضا بتصريحات ينسب فيها الى شيخ الازهر ما لم يقله حولهما. وخلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم ألقى الجعفري كلمة حاول فيها تبرير الممارسات الطائفية لميليشيات الحشد الشعبي في العراق والارهابية لحزب الله اللبناني قائلا "الحشد الشعبي وحزب الله حفظوا كرامة العرب ومن يتهمهم بالارهاب هم الارهابيون"، ما دفع بالوفد السعودي الى الانسحاب من قاعة المؤتمر احتجاجا، حيث إن الرياض كانت قد اعتبرت في وقت سابق، ومعها العواصم الخليجية الاخرى، حزب الله منظمة ارهابية لدوره في دعم جرائم النظام السوري ضد شعبه. ثم عاد الجعفري اثر ذلك ليبرر موقفه من الحشد وحزب الله قائلا "إنه لن يؤثر في مجمل العلاقات السعودية العراقية وأن تباين المواقف أمر طبيعي".. داعيا الى ان لا يؤدي ذلك إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية بين الأطراف العربية . واضاف قائلا "نحن نتوقع أن يكون هناك تباينات في وجهات النظر وما قلته في كلمتي لا يخرج عن كونه وصفا لحزب الله بأنه حركة مقاومة ورفض المساس به إلى جانب رفض المساس بالحشد الشعبي وسائر حركات المقاومة". واشار مبررا الى ان خروج الوفد السعودي برئاسة مندوبها في الجامعة العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، لم يتزامن مع إلقاء كلمته معتبرا أنه من حق أي دولة أن تعبر عن موقفها تجاه أي قضية. الازهر ممتعض وعلى المنوال ذاته فقد أكدت مؤسسة الأزهر أن استقبال رئيسها الشيخ احمد الطيب للجعفري الذي جاء بعد يوم من لقاء الشيخ مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال زيارته الاخيرة الى القاهرة هذا الاسبوع كان هدفه لمّ شمل الشعب العراقي ورأب الصدع الذي أصابه نتيجة لممارسات طائفية وعنصرية. واشارت الى أن وزير الخارجية العراقي قال عقب لقائه الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ان الامام قد أشاد بحزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي في العراق. وأعرب الأزهر "عن أسفه واستنكاره الشديد لما ورد على لسان الجعفري من تصريحات مرفوضة تشيد بممارسات تنظيمات تم تصنيفها كجماعات إرهابية مشددًا على أن ذلك يعد استغلالا غير مقبول لمواقف الأزهر المعتدلة ولحسن النوايا التي آثر الأزهر كعادته أن يبادر بها فضلا عن كونه يخالف جميع الأعراف الدبلوماسية وبخاصة أنه أطلق هذه التصريحات بعد لقائه فضيلة الإمام الأكبر وهو يعلم تماما رفض الأزهر وإمامه الأكبر لما ورد في هذه التصريحات جملة وتفصيلا . وأكد الأزهر حرصه منذ بداية الأزمة على التواصل مع جميع مكونات الشعب العراقي وبقي على مسافة واحدة من الجميع رافضا إقصاء طرف على حساب الآخر. وشدد الأزهر على أن موقفه الثابت الذي يقوم على الدعوة إلى وحدة المسلمين ووقف نزيف الدم العراقي والعربي الذي تتسبب به المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية ومن يقفون وراءها تنفيذا لأجندات ومخططات سياسية مدعومة من أطراف خارجية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة . وأوضح أن فضيلة الإمام الأكبر أكد خلال اللقاء ضرورة وقف الممارسات الإجرامية لجميع التنظيمات الإرهابية المسلحة كداعش وأخواتها وجميع الميليشيات والأحزاب الطائفية ضد أهل السنة والجماعة .. مجددا دعوته المراجع الشيعية المعتدلة إلى إصدار فتوى صريحة تحرم عمليات القتل الممنهجة التي ترتكبها هذه الميليشيات الطائفية ضد أهل السنة والجماعة. وأكد الأزهر دعمه وتأييده الكامل للموقف العربي المشترك الرافض ممارسات الميليشيات والأحزاب الطائفية وجرائمها البربرية من عمليات تهجير وقتل وإعدامات ميدانية ومجازر بحق المدنيين السنة وحرق مساجدهم وقتل أطفالهم ونسائهم بدم بارد سواء في العراق أو غيره .. مطالبا بضرورة التصدي لهذه الممارسات الإرهابية بكل قوة وحسم. وفي وقت سابق اليوم قرر مجلس وزراء الخارجية العرب اعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية" وسط تحفظ عراقي ولبناني. يذكر أن مجلس وزراء الداخلية العرب أعلن في الثاني من الشهر الحالي حزب الله اللبناني "جماعة إرهابية" واتهمه بزعزعة الاستقرار فيما تحفظ العراق على ذلك. كما قررت دول مجلس التعاون الخليجي في اليوم نفسه اعتبار الحزب "منظمة إرهابية".