جنيف: وصل رئيس الوفد المفاوض الممثل للمعارضة السورية أسعد الزعبي وكبير المفاوضين محمد علوش السبت إلى جنيف، استعدادا للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مقررة الاثنين، بحسب ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.

ووصل الزعبي وعلوش معا بعد ظهر السبت الى احد الفنادق الكبرى في وسط جنيف من دون الإدلاء بأي تصريح، وذلك بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الوفد الحكومي لن ينتظر اكثر من 24 ساعة وصول المعارضة الى جنيف.

وبدأ السبت ايضا وصول أعضاء من المعارضة السورية في الداخل، بينهم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم وممثلون لـ"جبهة التغيير والتحرير" المعارضة.

ومن ابرز شخصيات هذه الجبهة المعارض السوري قدري جميل الذي لم يحضر الى جنيف.

وتختلف جولة المفاوضات الحالية عن سابقاتها اذ يواكبها اتفاق هدنة لا يزال صامدا منذ 27 شباط/فبراير رغم تبادل الاطراف المعنيين اتهامات بالخروقات.

وكان وزير الخارجية السوري أعلن في وقت سابق السبت في دمشق أن وفد بلاده الذي سيتوجه غدا الأحد الى جنيف "لن ينتظر اكثر من 24 ساعة" وصول المعارضة الى مبنى الامم المتحدة.

واشار المعلم الى انه خلال جولة المفاوضات الاولى في نهاية كانون الثاني/يناير "انتظرنا طويلا ولم يأتوا، وحين أتوا جلسوا في الفندق"، وشدد على انه "يجب ان يأتوا الى مبنى الامم المتحدة للحوار والا (فإن) وفدنا سينتظر 24 ساعة ويعود، لن نضيع وقتنا".

وفي الجولة الاولى وصل وفد الحكومة السورية الى جنيف قبل ساعة من وصول وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي بقي اعضاؤها في الفندق يومين قبل ان ينتقلوا الى مبنى الامم المتحدة.

وردا على مواقف المعلم، قال حسن عبد العظيم لوكالة فرانس برس في جنيف إن "النظام السوري لا يريد حلا سياسيا، لانه يعرف ان اي حل سياسي وفق بيان جنيف وتنفيذه في جنيف 3 بحضور المعارضة، سيأتي بنظام جديد ويحقق انتقالا جديدا للسلطة من نظام قديم الى نظام جديد".

ورأى عبد العظيم أن "النظام كان يراهن على عدم حضور المعارضة الى جنيف (...) لكنها حاضرة وستحضر وتوحد خطابها ورؤيتها واستراتيجيتها التفاوضية".

كذلك، تطرق المعلم الى تصريحات موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة والتي اعلن فيها ان الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجري خلال 18 شهرا.

وقال المعلم ان "الانتخابات البرلمانية هو نص موجود في وثائق فيينا، اما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائنا من كان ان يتحدث عن انتخابات رئاسية (...) فهي حق حصري للشعب السوري".

وشدد على أن الرئيس السوري بشار الأسد "خط احمر" ومسألة مصيره خارج الطرح في محادثات السلام في جنيف.

وأضاف "نحن لن نحاور احدا يتحدث عن مقام الرئاسة وبشار الاسد خط احمر وهو ملك للشعب السوري، واذا استمروا في هذا النهج لا داعي لقدومهم إلى ‫جنيف".

وفي هذا السياق، قال عبد العظيم إن "إرادة التغيير بيد الشعب السوري، بالاضافة الى أن بيان جنيف والبيانات الاخرى في هذا الصدد لا تشترط بقاء الاسد وتعتبر ان القرار بيد السوريين وهم من يقررون مستقبل أي رئيس ومستقبل أي نظام".

ويعتبر مصير الاسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تصر المعارضة على ان لا دور له في المرحلة الانتقالية، في حين يصر النظام على ان مصير الاسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.