نصر المجالي: مع الإعلان عن أن أول مجموعة من الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة "حميميم" الجوية في سوريا نحو قواعد تواجدها الدائم في روسيا، اعتبرت تقارير قرار بوتين المفاجئ وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة، لحظة مفصلية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مجموعات الرحلات الطويلة المغادرة لسوريا، تضم كل منها "قائداً"، وهو طائرة من طائرات النقل العسكري "توبوليف "154 أو "إيل-76"، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة.

وكان بوتين أعلن قراره خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، مساء 14 آذار (مارس).

أول عملية

تجدر الإشارة إلى أن عملية القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا بدأت في 30 ايلول (سبتمبر) وأصبحت أول عملية عسكرية روسية واسعة النطاق خارج حدود دول الاتحاد السوفياتي السابق بعد تفككه.

&وكانت القاذفات وطائرات الهجوم الروسية التي قصفت مواقع الإرهابيين، مرابطة في قاعدة "حميميم" الجوية في محافظة اللاذقية.

كما شاركت في العملية طائرات وسفن أسطولي قزوين والبحر الأسود، التي وجهت ضربات إلى مواقع الإرهابيين باستخدام صواريخ "كاليبر" المجنحة. وقامت مجموعة من مشاة البحرية وقوات الإنزال الروسية بحراسة قاعدة "حميميم".

كما نشرت من أجل حماية القوات الروسية في اللاذقية منظومات حديثة للدفاع الجوي، بما في ذلك صواريخ "أس-400".

لحظة مفصلية

وإلى ذلك، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ وغير المتوقع بسحب القوات الروسية من سوريا خاصة في هذه المرحلة يمثل لحظة مفصلية في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ خمس سنوات.

وقالت صحيفة (ديلي تلغراف) إن القرار شكل مفاجأة للولايات المتحدة والغرب خاصة أنه جاء في الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات بين ممثلي نظام الأسد ووفد المعارضة المعترف بها من الغرب في جنيف.

وتؤكد الصحيفة أن القرار في حال تنفيذه سيكون علامة واضحة ومؤكدة على رغبة روسيا في وضع حد للصراع في سوريا، والذي تسبب في قتل أكثر من 300 ألف شخص وشرد الملايين.

تحذيرات

لكن (ديلي تلغراف) تشير أيضا إلى تحذيرات عدد من المحللين السياسيين الذين قالوا إن قرار روسيا لن يشكل أي تغيير على الساحة السورية إذا لم توقف موسكو غاراتها الجوية على فصائل المعارضة.

وتقول إن الحكومة الروسية تؤكد أنها حققت أهدافها "بمحاربة الإرهاب" في سوريا، رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية مازال يسيطر على ثلث مساحة البلاد، بالإضافة إلى مساحات كبيرة من الأراضي المتصلة في العراق.

وفي الختام، يقول التقرير إن الرئيسين الروسي والأميركي تواصلا هاتفيًا مساء الاثنين لمناقشة القرار الروسي، كما تحدثا عن الخطوة التالية التي يجب اتخاذها لحل الأزمة في سوريا، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصر خلال المكالمة على ضرورة وجود فترة "انتقال سياسي".

وتنقل الجريدة عن وزير الخارجية الالماني فرانك ولتر شتاينماير تأكيده أن القرار الروسي يشكل ضغطًا قويًا على نظام الأسد لخوض المفاوضات في جنيف بشكل اكثر جدية.