سلّم رئيس الوزراء العراقي إلى البرلمان اليوم تشكيلة وزاريّة كاملة تكشف "إيلاف" عن أسماء المرشحين فيها، وهي تضم 14 وزيرًا لتوزيع أسماء المرشّحين للحقائب الوزاريّة على الكتل السّياسيّة لدراستها، مانحًا النواب فرصة 10 أيّام، ثم التّصويت عليها، قائلاً&إنّها اختيرت على أسس المهنيّة والكفاءة والنّزاهة والقدرة القياديّة.

لندن: سلّم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى مجلس النواب، خلال حضوره إلى جلسته اليوم، تشكيلة حكوميّة كاملة تضم 14 وزيرًا بعد دمج عدد من الوزارات، وأبقى على وزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان بسبب الظّروف الأمنيّة التي تمر بها البلاد في حربها ضدّ الارهاب، وفي مقدمته تنظيم "داعش" الذي ما زال يحتلّ مناطق شاسعة من العراق.&

وخلال كلمته في مجلس النواب فقد منح العبادي النواب وكتلهم السياسية عشرة أيام لدراسة السير الذاتية للمرشحين التي قدّمها لهم، ثم التصويت على حكومة التّكنوقراط الجديدة هذه، المكونة من 16 وزيرًا&يمثلون مكونات الشعب العراقي. وأشار إلى أنّ التغيير المقبل سيشمل أيضًا المناصب بالوكالة والهيئات المستقلة والاستغناء عن 100 مدير عام.

ومن جانبه، أكّد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حرص البرلمان على الخروج بنتائج مقنعة تصب في مصلحة الشعب وتحفظ هيبة الدولة واللحمة الوطنية وأمن المواطن.&

وشدد الجبوري على اهمية التفاهم الوطني للحفاظ على وحدة البلد والوصول إلى نتائج تعزز اﻻمن واﻻستقرار وترفع معنويات القوات &المسلحة. وقد اشاد العبادي بالدور الكبير لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من خلال الانضباط العالي للتظاهرات والاعتصامات السلمية التي يقودها منذ أيام.

وسيتم تشكيل لجنة برلمانية لدراسة الأسماء المرشحة وتقديم نتائج عملها إلى مجلس النواب حيث رفع البرلمان جلسته حتى السبت المقبل.

المرشحون للوزارات العراقية

وبحسب معلومات حصلت عليها "إيلاف"، فإنّ العبادي رشّح&كلًّا&من الشريف علي بن الحسين &وزيرًا للخارجيّة، وعلي علاوي للمالية وعبد الرزاق العيساوي وزيرًا للتعليم العالي&والبحث العلميّ، ونزار محمد سليم وزيرًا للنفط، وهوشيار رسول محمد للإعمار، ويوسف علي الاسدي للمواصلات، وحسن الجنابي &للزّراعة، ومحمّد نصر الله للعدل، وعلي الجبوري للتربية، وعلاء طارق للصّحّة، &وماجد السّاعدي للنّقل، وعقيل يوسف للشّباب&والثّقافة، ووفاء المهداوي للعمل والهجرة، إضافة إلى خالد العبيدي وزيرًا للدّفاع، ومحمد الغبان وزيرًا للداخلية.

ومن جهتها، فقد طوّقت قوات من الجيش بعد ظهر اليوم مبنى مجلس النواب، وذلك بعد وصول العبادي إلى المبنى لتقديم تشكيلته الوزارية الجديدة. وطوق عدد من مركبات الجيش المدرعة (همرات) مبنى مجلس النواب مع قوات اخرى من الجيش، كما أكدت وسائل اعلام محلية اطلعت على تقاريرها "إيلاف".&

وقبيل ذلك،&أجرى العبادي مباحثات اللحظة الاخيرة مع لجنتين مكلفتين بترشيح وزراء التغيير الحكومي المتوقع ان يقدمه إلى البرلمان بعد ظهر اليوم في تأجيل للموعد المحدد بساعات، وسط اجراءات امنية مشددة، وانتشار مكثف للقوات الامنية المدعّمة بالمدرعات،&مع إقفال مدخل المنطقة الخضراء المؤدّي إلى البرلمان.

واجتمع العبادي مع لجنة الخبراء لاختيار المرشحين للحقائب الوزارية التي يترأسها النائب مهدي الحافظ ومع اللجنة الثلاثية للتحالف الشيعي التي تضم هادي العامري رئيس منظمة بدر وحميد معلة القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي وفالح الفياض مستشار الامن الوطني. وقد بدأ البرلمان جلسته الاعتيادية بمناقشة بعض مشاريع القوانين المعروضة عليه بانتظار وصول العبادي لتقديم تشكيلة تضم 8 وزراء جدد.

ومن جهته، أرسل العبادي مبعوثًا إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتصم داخل المنطقة الخضراء لإبلاغه باختيار عدد من مرشحيه لتولي حقائب وزاريّة. بينما وصل ايضًا مستشار رئيس البرلمان إلى خيمة مفاوضات الصدر لإبلاغه بضرورة التهدئة، والعمل على عدم انفلات الوضع من خلال تصرّفات غير محسوبة لأنصاره المعتصمين خارج الخضراء.

وانتشرت القوات الأمنية بكثافة في المنطقة الخضراء وحولها، تحسّبًا&لاقتحام أتباع زعيم التيار الصدري &مقتدى الصدر المقرات الرسمية مع انتهاء المهلة التي حددها البرلمان للعبادي لتقديم تشكيلة حكومة التكنوقراط. وانتشر عناصر قوات لواء بغداد المخصص لحماية المنطقة الخضراء المحصنة بمحيط المنطقة، تمهيدًا&لوصول العبادي.

كما تمّ إقفال عدد من الجسور والطرقات المحيطة بالمنطقة الخضراء ومقترباتها فيما عززت القوات الامنية انتشار عناصرها بالمدرعات والحواجز والاسلاك الشائكة على جسري الجمهورية والسنك والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، ما أرغم المواطنين إلى السير على أقدامهم للالتحاق بأعمالهم، فيما فضّل بعضهم المكوث في منازلهم ومتابعة آخر التطورات عبر شاشات التلفزيون.

ومن جهته، أعلن مصدر سياسي مقرب من مكتب رئيس الوزراء أن العبادي ماضٍ بإصلاحاته وبالتغيير الوزاري وأن ضغوط بعض الكتل هي للحفاظ على مكتسباتها واحداث فوضى.&

وقال إن بعضهم يحاول عمدًا عرقلة الاصلاحات والتغيير الوزاري، وأن يذهب بالبلد والعملية السياسية إلى منزلق خطر مع وجود تحديات امنية وسياسية واقتصادية وحرب ضد العصابات الارهابية، مما يحتّم كشف اصحاب المصالح الخاصة،&ومن يريد الحفاظ على امتيازاته من اجل أن نسير بالبلد إلى بر الامان والحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم&وتحقيق الاصلاحات التي يريدها المواطنون، والتي يعبر عنها المتظاهرون في اعتصاماتهم، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

وأضاف المصدر ان هناك تغييرًا وزاريًّا&سيكون لتنشيط جميع القطاعات وستقدم الاسماء ، كما ان هناك اجراءات تم اتخاذها امس في ما يخص محاربة الفساد وهناك اصلاحات في قطاعات الاقتصاد والصناعة والزراعة والاستثمار وغيرها،&وأنّ التحديات التي يمر بها بلدنا جعلتنا اقوى وسنستمر بطريق الاصلاحات.

وكان العبادي قد أكّد أمس أنه سيعلن تغييره الوزاريّ اليوم الخميس إلى مجلس النواب، كما وعد في الاسبوع الماضي، مجدّدًا عزمه وتصميمه على المضي بالتغيير الوزاري والاصلاحات الشاملة. كما أكّد في كلمته يوم امس الّتي اوضح فيها للمواطنين حقيقة ما يجري من تجاذبات بين الساسة والكتل حول المواقع والمكتسبات وان هناك من يقف في وجه التغيير، بينما يعلن في الإعلام عكس ذلك.