علمت "إيلاف" أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يجري حاليًا مباحثات اللحظة الاخيرة مع لجنتين مكلفتين بترشيح وزراء التغيير الحكومي المتوقع أن يقدمه الى البرلمان بعد ظهر اليوم، في تأجيل للموعد المحدد بساعات وسط اجراءات امنية مشددة وانتشار مكثف للقوات الامنية المدعومة بالمدرعات مع غلق مدخل المنطقة الخضراء المؤدي للبرلمان.

لندن: يجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حاليًا مع لجنة الخبراء لاختيار المرشحين للحقائب الوزارية التي يترأسها النائب مهدي الحافظ ومع اللجنة الثلاثية للتحالف الشيعي التي تضم هادي العامري رئيس منظمة بدر وحميد معلة القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي وفالح الفياض مستشار الامن الوطني. وقد بدأ البرلمان جلسته الاعتيادية بمناقشة بعض مشاريع القوانين المعروضة عليه بانتظار وصول العبادي لتقديم تشكيلة تضم 8 وزراء جدد.

ومن جهته، ارسل العبادي مبعوثًا الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المعتصم داخل المنطقة الخضراء لابلاغه باختيار عدد من مرشحيه لتولي حقائب وزارية، بينما وصل ايضًا مستشار رئيس البرلمان الى خيمة مفاوضات الصدر لابلاغه بضرورة التهدئة والعمل على عدم انفلات الوضع من خلال تصرفات غير محسوبة لانصاره المعتصمين خارج الخضراء.. وبالتزامن مع ذلك، بدأ يعقد رؤساء الكتل السياسية اجتماعاً الآن لبحث طبيعة التغيير الوزاري والخيارات الوارد حدوثها اليوم والموقف من التعديل الوزاري وطبيعته.

وانتشرت القوات الأمنية بكثافة في المنطقة الخضراء وحولها تحسباً لاقتحام أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المقرات الرسمية مع انتهاء المهلة التي حددها البرلمان للعبادي لتقديم تشكيلة حكومة التكنوقراط. وانتشر عناصر قوات لواء بغداد المخصص لحماية المنطقة الخضراء المحصنة بمحيط المنطقة تمهيداً لوصول العبادي.

كما تم اغلاق عدد من الجسور والطرقات المحيطة بالمنطقة الخضراء ومقترباتها، فيما عززت القوات الامنية انتشار عناصرها بالمدرعات والحواجز والاسلاك الشائكة على جسري الجمهورية والسنك والطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء، ما ارغم المواطنين الى السير على اقدامهم للالتحاق بأعمالهم، فيما فضل البعض المكوث بمنازلهم ومتابعة آخر التطورات عبر شاشات التلفزيون.

ومن جهته، أعلن مصدر سياسي مقرب من مكتب رئيس الوزراء ان العبادي ماضٍ باصلاحاته وبالتغيير الوزاري، وان ضغوط بعض الكتل هي للحفاظ على مكتسباتها واحداث فوضى. 

وقال إن البعض يحاول عمدًا عرقلة الاصلاحات والتغيير الوزاري، وان يذهب بالبلد والعملية السياسية الى منزلق خطير مع وجود تحديات امنية وسياسية واقتصادية وحرب ضد العصابات الارهابية، مما يحتم كشف اصحاب المصالح الخاصة ومن يريد الحفاظ على امتيازاته من اجل أن نسير بالبلد الى بر الامان والحفاظ على امن وسلامة المواطنين وتحقيق الاصلاحات التي يريدها المواطنون، والتي يعبّر عنها المتظاهرون في اعتصاماتهم، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

واضاف المصدر أن هناك تغييرًا وزاريًا سيكون لتنشيط جميع القطاعات وستقدم الاسماء، كما أن هناك اجراءات تم اتخاذها امس في ما يخص محاربة الفساد وهناك اصلاحات في قطاعات الاقتصاد والصناعة والزراعة والاستثمار وغيرها، وان التحديات التي يمر بها بلدنا جعلتنا اقوى وسنستمر بطريق الاصلاحات.

وكان العبادي اكد امس انه سيعلن تغييره الوزاري اليوم الخميس الى مجلس النواب، كما وعد في الاسبوع الماضي مجددًا عزمه وتصميمه على المضي بالتغيير الوزاري والاصلاحات الشاملة، كما اكد في كلمته يوم امس التي اوضح فيها للمواطنين حقيقة ما يجري من تجاذبات بين الساسة والكتل حول المواقع والمكتسبات، وان هناك من يقف في وجه التغيير، بينما يعلن في الاعلام عكس ذلك.

وكان العبادي دعا الثلاثاء مجلس النواب والكتل السياسية الى تحديد موقفهم بشكل واضح من مسألة الإصلاحات.. موضحاً أن كتلاً سياسية أصرت على أن يتم ترشيح الوزراء من قبلها مع مطالب أخرى شعبية باختيار الوزراء خارج المحاصصة. واشار الى أنه ليس من الحكمة تقديم تشكيلة وزارية تواجه بالرفض من مجلس النواب.

وعلى الفور رفضت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري المشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة في حين صوت مجلس النواب العراقي الاثنين الماضي على إمهال العبادي حتى غد الخميس لتقديم تشكيلته الوزارية الجديدة مهدداً باستجوابه في حال عدم تقديم التشكيلة الحكومية خلال تلك المدة.

يذكر أن العراق يشهد توتر الأوضاع السياسية منذ الاعتصامات التي بدأها انصار التيار الصدري أمام بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد الجمعة الماضي، للمطالبة بالإصلاحات، فيما تصاعدت تلك التوترات بعد دخول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى المنطقة الخضراء الأحد الماضي، والاعتصام بداخلها.