فيما أدى مئات الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين العراقيين اليوم صلاة جمعة موحدة قرب إحدى بوابات المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باحتجاجات غدًا إذا لم يعلن العبادي حكومة التكنوقراط السبت، محذرًا النواب من معارضتها مساويًا بين الفاسدين والدواعش معتبرًا انهم الفئة الضالة.
لندن: شارك آلاف العراقيين في صلاة الجمعة الموحدة التي أقيمت في ساحة التحرير، وعند إحدى بوابات المنطقة الخضراء المحمية، مركز الادارات العليا والسفارات الاجنبية وخاصة الأميركية والبريطانية،&بينهم نواب ورجال دين ومواطنون من مختلف أطياف الشعب العراقي.&
وردد المصلون هتافات طالبوا فيها رئيس الوزراء حيدر العبادي بالمباشرة بتنفيذ إصلاحاته بإختيار وزراء تكنوقراط من المستقلين ووضع حد للفساد المالي وملاحقة المفسدين وسراق المال العام ومحاسبتهم وانهم جميعًا في خندق واحد لمحاربة المفسدين.
ومنذ الصباح، فقد توافد مئات الآلاف من المتظاهرين على ساحة التحرير للمشاركة في الصلاة وسط اجراءات امنية مشددة، حيث وصلوا اليها سيرا على الاقدام بسبب اغلاق معظم الطرق الرئيسية وبعض الجسور حول المنطقة الخضراء.&
وأغلقت القوات الأمنية عدداً من الطرق الرئيسية في العاصمة أمام سير المركبات في إجراء احترازي لحماية المعتصمين والمتظاهرين، ومنها جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير وكرادة مريم، التي تضم إحدى بوابات المنطقة الخضراء وكذلك أحد جانبي طريق محمد القاسم للمرور السريع وبعض الطرق الرابطة بين مدينة الصدر شرق بغداد وطريق القناة، فيما شوهدت الطائرات المروحية تحلق حول المناطق القريبة من المنطقة الخضراء.
الصدر يدعو العبادي لاصلاحات حقيقية
وطالب الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بإعلان حكومة التكنوقراط السبت وتقديم حزمة اصلاحات مُرضية للشعب العراقي مهددًا بوقفة احتجاجات غدًا، ومحذرًا النواب من معارضة الاصلاحات.
&
وتمنى الصدر في رسالة وجهها إلى المتظاهرين والمعتصمين، وقرأها الشيخ أسعد الناصري إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة، وتابعتها "إيلاف"، على رئيس الوزراء حيدر العبادي الخروج غدًا السبت بإصلاحات جديدة مقنعة للشعب نحو حكومة تكنوقراط مستقلة وبوزراء جدد مرضيين للشعب لا للكتل التي تتصارع من اجل بقائها ومن أجل هيمنتها على مقدرات الشعب المظلوم. وشدد على انه في حال اعلن العبادي عن حزمة اصلاحات مرضية، وتتوفر فيها الشروط، وعدم العمل على حزب السلطة وسلطة الحزب، واذا وعد بحزمة اصلاحات جديدة شاملة بمدة محددة "سنقوم بدعمه وتأييده بصورة فاعلة أكثر وبالطرق السلمية".&
وقال انه في حال تقديم العبادي حزمة اصلاحات مرضية إلى البرلمان، ولم يصل إلى تصويت ملائم فسوف لن يكون ذلك الا تحويلاً بل تعميمًا للاحتجاجات لتكون ضد كل من لم يصوّت من البرلمانيين وسوف يكون عبرة لمن اعتبر وبالأسماء وبالخط العريض أما في حال عدم إعلان حزمة اصلاحات مرضية فستكون لنا وقفة أخرى نعلنها يوم غد السبت بعد اليأس من إعلانها، ولن نكتفي باعتصامنا امام المنطقة الخضراء وسيكون كل ذلك ضمن الاحتجاجات السلمية التي لا تمس إلا الفساد والمفسدين.
وتوعد الصدر جميع البرلمانيين الذين لن يصوتوا على حزمة الاصلاحات بجعلهم "عبرة لمن اعتبر"، بحسب قوله. واشار إلى أنّ الفئة الضالة لا تشمل الدواعش فقط بل ايضًا السياسيين الفاسدين.. وقال "إن الفئة الضالة لا اقصد بها الدواعش فقط خصوصًا، وأن الدواعش جاؤوا من حاضنة اكبر، وهي الفساد المستشري في مفاصل الدولة، فالبعض كان لاهيًا بجمع المال الحرام وتثبيت الكرسي المتهالك، وكما سقطت العديد من الدول سنخسر العراق اذا لم نصحُ من هذا الهجوم".
واضاف الصدر قائلاً: "نحن الآن نقوم بواجبنا أمام الله وأمام شعبنا برمته والكل متعاطف معنا والتعاطف وحدة لايكفي ولنقوم بواجبنا أمام ضميرنا ونحمي العراق الجريح من الفساد والمفسدين، وهذا لايعني ان لا نقدم ما هو أكثر ولو من دون تدخل مقتدى، فيجب ان يكون الجميع شاعرًا بالمسؤولية والا خسرنا كل ما فعلنا بطرفة عين، لذا أجد لزاماً علينا ان نستمر بدعم الاصلاحات بالطرق السلمية حصرًا".
ودعا الصدر المتظاهرين والمعتصمين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات، وقال "إن الاحتجاجات السلمية لا تمس الا الفساد والمفسدين لذا على الجميع الالتزام بالسلمية وبالأوامر المركزية وعدم التصرف الفردي وهناك من يراهن على عدم انضباطكم واحترامكم، وعلى الاختراقات التي قد تحصل من قبل المندسين، وأنا مازلت أراهن على تنظيمكم وطاعتكم وانضباطكم والتزامكم بالأوامر المركزية، وهذا ما شاهده العالم ولمسه الصديق والعدو، فلا تخيبوا امالنا وتضيعوا جهودكم وجهودنا، ولكم مني خالص الحب والاحترام والتقدير".
الصدر يحدد 45 يومًا لاختيار مرشحين لرئاسات الهيئات الخاصة
ومن جهة أخرى، فقد حدد الصدر مدة اقصاها 45 يوماً للجنة الوطنية الخاصة باختيار التشكيلة الوزارية لترشيح ثلاثة اشخاص لكل هيئة مستقلة ودرجة خاصة وسفير ولباقي المناصب.
وقال الصدر في بيان انه وبعد ان اثبتت اللجنة الوطنية التي تضم وزارء تكنوقراط مستقلين نجاحها الباهر، أجد من المصلحة ان تعمل على ترشيح ثلاثة اشخاص لكل هيئة مستقلة، ولكل درجة خاصة، ولكل سفير وباقي المناصب. واكد عدم تدخل أي شخص بعمل اللجنة، وقال "هي ليست بمثابة مرشحين لنا بل هي بمثابة ترشيح عام لاجل العراق والعراقيين بعيدة عن حزب السلطة وسلطة الحزب الذي طالما يحاول تعميق جذوره وتثبيت منصبه الذي لطالما استغل بغير وجه حق، ولطالما اتصف بالفساد وسوء الادارة لا على الصعيد الوزاري بل اعم من ذلك مما تحتها من مناصب او فوق ذلك".
ودعا اللجنة إلى العمل الدؤوب من اجل هذه التشكيلة في مدة اقصاها خمسة واربعون يوماً، "لنجعلها بين يدي المختصين أو البرلمان العراقي ليكون عملها كاملاً ومكتملاً".. مثمنًا "اتمامها للتشكيلة الوزارية المستقلة وعلى ما ابداه اعضاؤها من تعاون في ما بينهم من اجل اتمام المشروع، وفي الوقت نفسه ادعو لهم بالتوفيق لاتمام المرحلة الثانية بكل تعاون وشفافية وصراحة مع شعبهم".
وتسلم العبادي أمس الخميس قائمة ترشيحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة، واكد مكتبه انه سيتم التعامل ايجابيًا معها ومع الترشيحات الاخرى.. معربًا عن الامل بأن تقدم الكتل السياسية الاخرى ايضًا مرشحيها من التكنوقراط، التي تمت المطالبة بها سابقًا خلال اليومين القادمين، حيث سيقوم العبادي بتقديم قائمة بالتعديلات الوزارية إلى مجلس النواب خلال الاسبوع المقبل.
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قد تسلم الاربعاء قائمة ترشيحات الصدر لحكومة التكنوقراط المنتظرة من أجل التصويت عليها، مؤكدًا اهتمامه بالأسماء التي تضمنتها القائمة معتبرًا انها جزء من جهود الإصلاح. ومن المقرر ان يطرح العبادي بشكل مبدئي الاسبوع المقبل اسماء تسعة وزراء جدد على البرلمان للتصويت عليهم.
وكان الصدر التقى في النجف الثلاثاء الماضي مع اللجنة المستقلة والمكلفة باختيار التشكيلة الحكومية التي دعا اليها، حيث قدمت له قائمة بأسماء الشخصيات التكنوقراط للتشكيلة الوزارية الجديدة حيث أوضح انها ستكون بداية انطلاق جديدة للعراق وللعملية السياسية برمتها، على أن يقوم رئيس الوزراء بعرضها على مجلس النواب العراقي للتصويت عليها بكامل الحرية والديمقراطية والشفافية.. مشددًا على انه "من شاء من أعضاء البرلمان أن يصوت عليها فليصوت ومن شاء فليحجم".
ومن جهته، أكد رئيس لجنة اختيار الوزراء التكنوقراط المكلفة من رئيس الوزراء عضو مجلس النواب مهدي الحافظ، أن اللجنة انهت الثلاثاء مهمتها في اختيار الوزراء التكنوقراط للتشكيلة الوزارية.. موضحًا أن الاختيار جرى على وفق معايير مهنية عالية المستوى، وقد قدمت اسماء الوزراء لرئيس الوزراء حيدر العبادي.&
وتوقع الحافظ أن يعلن العبادي تشكيلته الوزارية خلال الايام القليلة المقبلة.. مشيرًا إلى أن اللجنة ستعقد يوم غد الخميس اجتماعًا آخر لاختيار رؤساء الهيئات المستقلة بذات المعايير التي اعتمدتها في اختيار الوزراء.
التعليقات