رفض مرصد عراقي معني بشؤون الصحافيين تدخل القوات العسكرية في نشاط وحركة الصحافيين، معتبرًا ذلك انتهاكًا لحرية الصحافة.. فيما أعلن صحافي عراقي شارك في استقصاء بالقضية الشهيرة المعروفة بـ"أوراق بنما" أن المؤسسة التي يعمل فيها قد طردته من عمله بدلًا من تكريمه. 

بغداد: رفض مرصد الحريات الصحافية (JFO) تدخل القوات العسكرية في حركة وتنقل الصحافيين في بغداد والمحافظات العراقية الاخرى، معتبراً هذه التدخلات انتهاكاً واضحاً لحرية الصحافة في البلاد. واشار في بيان اليوم تسلمته "إيلاف" الى أن قوة من اللواء 56، الذي يتولى مسؤولية حماية المنطقة الخضراء منع كادر برنامج (حوار المدى) من الدخول الى مجمع القادسية (الوزاري) لإجراء لقاء مع بعض المسؤولين.

وقال الإعلامي والصحافي مازن الزيدي، الذي يقدم البرنامج، عبر قناة المدى الفضائية، إن القوة الامنية التي تتولي حماية مجمع الوزراء في حي القادسية اوقفت الفريق اكثر من ساعة، أمس، ولم تقدم توضيحات مقنعة للكادر المكون من 10 اشخاص من مصورين وفنيين، عن اسباب المنع.

واضاف الزيدي، أن القوة الامنية اقدمت على تأخير الفريق الاعلامي في منطقة حساسة امنيًا، ولم تكترث للمخاطر التي قد يتعرّض لها الصحافيون اثناء تأدية مهمتهم. واشار الزيدي الى اتصالات اجراها المسؤول المعني لتسهيل دخول الفريق الاعلامي، الا أن المسؤول الامني لم يعطِ توضيحات مقنعة عن سبب التضييق على حركة الفرق الصحافية، ودخولها لمنطقة يقيم فيها مسؤولون على تواصل مع الحراك السياسي الذي تشهده العاصمة بغداد.

وبحسب الزيدي، فإن بعض المسؤولين في مجمع الوزراء تحدثوا عن تلقي القوة الامنية المسؤولة عن حماية المجمع لتعليمات تمنع بموجبه دخول الصحافيين، وتحاول التضييق عليهم لاسباب غامضة. ولفت الى ان بعض المسؤولين ابدوا انزعاجهم من الاجراءات الجديدة، لاسيما وانها تأتي بالتزامن مع الازمة السياسية التي تعيشها البلاد، والمساعي السياسية التي تبذلها جميع الاطراف في ما يتعلق بالتعديلات الوزارية، والاصلاح الحكومي، ومواقف بعض الاطراف الفاعلة غير المنسجمة مع توجهات اطراف معروفة.

ويرى الزيدي ان الصحافة والإعلام المستقلين أصبحا ضحية للتقاطعات السياسية، وباتا يدفعان فاتورة الاصطفافات الكتلوية.. مشددًا على ضرورة تفهم الدور الحيوي للسلطة الرابعة بوصفها جسرًا بين السلطات الاخرى، والرأي العام الذي يراقب بشكل مكثف الاعلام خلال هذه الفترة العصيبة ترقبًا منه لحلحلة الازمات، والخروج من النفق المظلم.

واوضح المصدر ان السلطات تحصر أمر السماح لحركة الصحافيين وتجوالهم بالقيادات العسكرية والأمنية في جميع المدن العراقية، حيث يتعرض الصحافيون في غالب الأحيان للمنع من التصوير والتغطية الإعلامية، ما لم يحصلوا على موافقات أمنية مسبقة، تكون معقدة ومزاجية في الغالب، على الرغم من صدور أمر من قبل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي يقضي بإلغاء الوصاية العسكرية على الفرق الإعلامية. 

وطال مرصد الحريات الصحافية السلطات الامنية والعسكرية بالكفّ عن التدخل بعمل الفرق الاعلامية والصحافية في جميع انحاء العراق.. رافضًا هذه التدخلات غير المبررة، وداعيًا الحكومة العراقية الى توجيه وزارتي الداخلية والدفاع، لتسهيل حركة وتنقل الفرق الاعلامية، وعدم منعها من التغطيات الصحافية. 

صحافي عراقي أولى ضحايا "أوراق بنما"  
اعلن الصحافي منتظر ناصر، الذي يعمل في صحيفة العالم الجديد الإلكترونية، على صفحته الشخصية على فايسبوك، أن الصحيفة طردته من عمله بسبب مساهمته مع العديد من الصحافيين حول العالم في القضية الشهيرة المعروفة بأوراق بنما.

وقال المرصد العراقي للحريات الصحافية انه بدلاً من أن يكرم منتظر ناصر فقد طرد من عمله في إحدى المؤسسات الإعلامية شبه الرسمية، مؤكدًا تضامنه مع ناصر، وداعيًا الحكومة العراقية والبرلمان الى التحقيق مع الأسماء المتورطة في شبهات الفساد، وليس التضييق على الصحافيين الذين يعملون على كشف تلك الشبهات، وهو ديدن صحافيين آخرين كثر في العراق، مطالبًا برد الإعتبار الى ناصر وتكريمه، لا معاقبته.

وعمل منتظر مع 9 صحافيين استقصائيين عرب إلى جانب صحافيي العالم في تسريبات بنما، أكبر تسريبات في تاريخ الصحافة، والتي تضمنت نشر أكثر من 11 مليوناً ونصف مليون وثيقة، سربتها الصحيفة الألمانية "زود دويتشه تسايتونغ" بالتعاون مع "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين".

ومن العرب، شارك في التحرير والتحليل كل من منتظر ناصر من العراق، ومحمد القوماني من اليمن، وبسمة شتاوي وسناء سبوعي ومالك خضراوي من تونس، وحمود المحمود من سوريا، وهشام علام من مصر، وإياس حلاس من الجزائر، ومصعب الشوابكة من الأردن.

وعكف أكثر من 350 صحافيًا حول العالم من أكثر من سبعين جنسية على دراسة وتحليل الوثائق المسربة، منهم سبعة صحافيين من الأرجنتين، وواحد من أرمينيا، وآخر من جورجيا، و17 من أستراليا، و22 من النمسا، وخمسة من بلجيكا، واثنان من البوسنة، وثلاثة من بوتسوانا، و12 من البرازيل، وواحد من بلغاريا، وستة من كندا، واثنان من تشيلي، وواحد من هونغ كونغ، وتسعة من كولومبيا، وعشرة من كوستاريكا، وواحد من التشيك، وستة من الدنمارك، وستة من الإكوادور، وواحد من مصر، وثلاثة من السلفادور، واثنان من فنلندا، و18 من فرنسا، و18 من ألمانيا، وواحد من اليونان، وآخر من هنغاريا.