الرياض: غيب الموت مساء أمس الثلاثاء الأكاديمي السعودي البارز الدكتور عبدالله العثيمين عن عمر 82 عاما، والذي يصنف كواحد من أشهر مؤرخي السعودية و شبه الجزيرة العربية المعاصرين ، حيث يعتبر الراحل من جيل المؤرخين الأكاديميين السعوديين الذي أثروا المكتبة السعودية بدراسات وترجمات ومؤلفات متقنة، و تحولت بعض مؤلفاته، مثل تاريخ المملكة العربية السعودية لمواد دراسية في التعليم السعودي.

والعثيمين من موالید عنیزة في منطقة القصیم، وينتمي لعائلة سعودية عريقة، وهو شقيق عالم الدين الراحل محمد بن عثيمين، وهو حاصل على درجة الدكتوراه جامعة ادنبرة في أوائل السبعينات، وقد شغل مناصب أكاديمية رفيعة، حيث كان رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، و عضوا في اللجنة الاستشارية لوزير التعليم العالي، ومستشار في وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي، وهو عضو سابق في مجلس الشورى السعودي ، كما أنه شغل منصب أمين عام لجائزة الملك فيصل العالمية لثلاثين سنة.

تميّز العثيمين بالمزج بين المدرسة القديمة للمؤرخين المحليين، و مناهج البحث التاريخي الحديث، حيث استفاد كثيرا من الموروث الشعبي خاصة الشعر العامي، وله في ذلك مؤلفات مستقلة ، كما كتب كثيرا من المؤلفات الكلاسيكية والمرجعية المدرسية منها، وبرحيله تفقد الدراسات التاريخية السعودية علما من أعلامها ومؤسسا من روادها، حيث نال الدكتور العثيمين جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز التقديرية للرواد في تاريخ الجزيرة.

تجاوز الدكتور العثيمين الحدود الجغرافية للسعودية فكان له حضور بارز في الجامعات والمنتديات العربية والغربية، بما يقدمه من رؤى أكاديمية مميزة حول الدولة السعودية ، وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية ، كما عمل عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضو هيئة تحرير مجلة الدارة، ومجلة رسالة الخليج، ومجلة العرب

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي منذ لحظة إعلان الوفاة، إذ أجمع المغردون والمدونون على أن الراحل عاش حياته مخلصا للعلم والبحث والثقافة، وأنه جمع بين المكانة العلمية الرائدة، والخلق الرفيع، وشارك كتاب ومثقفين دين ومشاهير سعوديون وعرب، في نعي العثيمين، والتذكير بإنجازاته في مجال توثيق التاريخ المعاصر لشبه الجزيرة العربية، منذ نشوء المملكة العربية السعودية وحتى اليوم، عبر عدة مؤلفات.

وللدكتور عبدالله العثيمين العديد من المؤلفات، أبرزها: الشيخ محمد بن عبدالوهاب، و تاريخ السعودية، و بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة ، و محاضرات وتعليقات في تاريخ المملكة ، و نشأة إمارة آل رشيد والعلاقة بين الدولة السعودية الأولى والكويت، و معارك الملك عبدالعزيز المشهورة لتوحيد المملك ، كما ألف كتبا مهمة منها: تأملات في التاريخ والفكر، خواطر حول الوطن والمواطنة، خواطر حول القضية، كتابات عن التصهين، بوح الشباب دمشق كما له دواوين شعرية، وهي: عودة الغائب، و بوح الشباب، و لا تسلني.