يعتقد الكثيرون أن عناق الكلب واحتضانه شيء جميل، لكن في الحقيقة فإن الحيوانات الأليفة تسمح بالعناق، لكنها لا تحبه، ورغم أن الكلاب تحب اللعب والتفاعل مع الناس، إلا أنّ أي حركة تحدّ من حركتها تقلقها وتوترها.‬

بيروت: يعتبر عناق الكلب مظهرًا من مظاهر محبة صاحبه له وتعلقه به، لكن دراسة حديثة تؤكد أن هذا الأمر يسبب للكلاب القلق والتوتر.

كثيرًا ما نجد منازل تحوي حيوانات أليفة، يتم التعامل معها على أنها عنصر من العائلة، لكن هل يرحّب الحيوان الأليف، وخاصة الكلب، بتدفق مشاعر صاحبه نحوه، والتصرف معه بمظاهر العطف والحنان، اللذين يتجليان في الإحتضان والتقبيل.

العض كرد فعل
ففي دراسة أجريت على 250 صورة لأشخاص يحتضنون كلابهم، تبيّن أن الكلاب تشعر بالتوتر والقلق النفسي لدى قيامنا بهذا الفعل تجاهها. وأظهرت النتائج أن 8 من أصل 10 كلاب يظهر بشكل واضح توترها وقلقها النفسي.&

يقول معد الدراسة الدكتور ستانلي كورين أستاذ علم النفس في جامعة "بريتش كولومبيا" إن الصور التي تم تحليلها سحبت من الانترنت لكلاب يتم احتضانها من قبل أشخاص يمثلون كل الفئات العمرية، بمن فيهم الأطفال، وتبيّن بوضوح القلق الذي يعيشه الكلب في هذه اللحظات.&

يضيف "إن مظهر القلق والتوتر عند الكلب يظهر جليًا عندما يكشّر عن أنيابه أو يعضّ، إضافة إلى وجود علامات أخرى، مثل طيّ أذنه للأسفل، وتجنب الإتصال بالعينين، كما إنه من الممكن أن يبقي عينيه مغلقتين، أو يلعق شفتيه، ويعتبر التثاؤب أو رفع مخلب واحد مظهرًا من مظاهر التحذير أيضًا.

قيد عاطفي
وجد كورين أن 8.16 % من الكلاب لديها علامة واحدة على الأقل من العلامات المذكورة، التي تؤكد عدم الراحة والقلق، في حين أن 7.6 % من الصور تبيّن هدوء الكلب، و10.8 % من النتائج كانت محايدة وغامضة نوعًا ما.&

ويشرح أن الكلاب هي من الحيوانات الشرسة، ومن صفاتها الجري السريع، ما يعني أنه في أوقات التهديد يستخدم الكلب خط دفاعه الأول، وهو قدرته على الهرب، وليس أسنانه.

ويرجع خبراء في علم النفس الحيواني قلق الكلب إلى محبته للجري والهرب، لذلك من البديهي أن ينزعج من الإحتضان، لأنه يشعره بالقيد، وينصحون‫ بعدم معاملة الحيوانات الأليفة كالأطفال، بل محاولة تمسيدها بهدوء، لأن ذلك من شأنه أن يشعرها بالإسترخاء والهدوء.‬

‫من جهته ينصح كلير ماثيوز، متخصص في سلوك الكلاب، في بيت القطط والكلاب في منطقة باترسي، بتجنب عناق الكلاب، لكونه "من الممكن أن يعتبر تحية إجتماعية بين البشر، لكن ليس بالنسبة إلى الكلاب"، ويؤكد أن "علامات الوجه أثناء العناق تكون خفية، لذلك لن يتمكن من التحقق إذا ما كان الكلب فرحًا أم منزعجًا".


&