دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم إلى ممارسة ضغط أميركي لدفع الدول الغنية السبع والأمم المتحدة على مضاعفة دعم إعمار العراق.. فيما اكد المسؤول الأميركي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم بلاده للعراق ومساعدته في محاربة الارهاب وتجاوز أزمته المالية. 

إيلاف من لندن: خلال اجتماعه مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان العراق سينتصر في معركة البناء واعادة الاعمار ودعا الولايات المتحدة الأميركية إلى حث وتشجيع الدول الغنية السبع والأمم المتحدة على مضاعفة دعم اعمار العراق مشدداً على ان القوات العراقية تقترب من حسم معركة القضاء على تنظيم داعش الارهابي وتحرير الموصل. 

واعتبر أن القوات العراقية المسلحة نجحت في استعادة الثقة بالنفس ولدى المواطنين وانها تنتصر في الحرب على تنظيم داعش ..مشيداً بالدور الذي لعبته قوات البيشمركة والحشد الشعبي ومتطوعي العشائر في مساعدة الجيش والشرطة الاتحادية في تحقيق انتصارات عسكرية حاسمة كسرت معنويات التنظيم وجعلت النصر النهائي عليها قريبا.

وجرى الاتصال الهاتفي بين العبادي ومعصوم اثر تعذر وصول طائرة نائب الرئيس الأميركي إلى بغداد في الوقت المناسب لعقد الاجتماع المقرر بينهما من قبل والمخصص لبحث تطورات الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في المنطقة والعلاقات بين البلدين.

وأوضح الرئيس معصوم ان الوضع السياسي يسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار التام بوجه عام، مشيرا إلى استمرار التنسيق بين الرئاسات الثلاث فيما تتجه العملية السياسية نحو تجاوز العقبات التي واجهتها مؤخرا باتجاه تحقيق المزيد من النجاحات الملموسة الضامنة لتقدم العراق وتعزيز وحدته.

من جانبه أشاد بايدن بنجاح العراقيين في حل خلافاتهم سلميا وعبر السبل الديمقراطية كما ثمن جهود الرئيس معصوم من أجل حماية وحدة واستقرار العراق وتطوير العملية الديمقراطية فيه.. مؤكدا وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب العراقي في معركته ضد الارهاب ومن أجل اعمار العراق الذي يمثل مفتاح الاستقرار في المنطقة نظراً إلى طاقاته وموارده البشرية وإمكانياته الهائلة.

 

معصوم مجتمعا مع بايدن في وقت سابق

 

واعرب بايدن عن تلمس حصول تقدم كبير في العراق في مختلف المجالات مشدداً على ان جولته تسعى اساسا لصالح دعم العراق سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ..مشيراً إلى أنّ العديد من الدول الصناعية المتقدمة باتت مستعدة لتقديم المساعدات للعراق قريبا كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف".

بايدن يؤكد للعبادي دعم بلاده بمواجهة داعش والازمة المالية

وقبل ذلك اكد نائب الرئيس الامير كي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دعم بلاده للعراق ومساعدته في محاربة الارهاب وتجاوز ازمته المالية.

جاء ذلك خلال مباحثات اجراها بايدن مع العبادي في بغداد التي وصلها اليوم والتي تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتطورات الاوضاع الامنية والاقتصادية ودعم الاصلاحات والحرب على تنظيم داعش اضافة إلى الاستعدادات لمؤتمر الدول الصناعية السبع الكبرى الذي سيقام في اليابان والدعم الذي سيقدمه للعراق.

وأشار العبادي إلى أنّ "العراق يحقق انتصارات كبيرة على العصابات الارهابية ولدينا الاصرار والعزم على تحرير كامل الاراضي العراقية كما اننا ماضون بالاصلاحات والسير بالبلد إلى الطريق الصحيح"كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف". 

بدوره اشاد بايدن بالتقدم الكبير للقوات العراقية في تحريرها للاراضي العراقية من قبضة داعش .. مشددا على ان "الولايات المتحدة تدعم العراق بشكل كامل في محاربة العصابات الارهابية".. كما اكد استمرار دعم بلاده للعراق لمواجهة التحديات التي يمر بها وبالاخص في المجال المالي والاقتصادي واعادة اعمار المناطق التي تم تحريرها.

 

بايدن لدى وصوله الى بغداد اليوم

 

وكان بايدن وصل إلى بغداد في وقت سابق اليوم في زيارة مفاجئة تهدف إلى الاطلاع على آخر التطورات السياسية والامنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وقبيل وصوله إلى بغداد قال مسؤول أميركي في واشنطن ان بايدن سيحث المسؤولين العراقيين خلال مباحثاته معهم على ضرورة توحيد موقفهم في مواجهة الازمات التي تمر بها البلاد حاليا.

وتأتي زيارة بايدن أيضا في سياق مخاوف أميركية من أن تؤثر الأزمة السياسية الآخذة في التفاقم على سير العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية حيث يقوم تحالف دولي بقيادة واشنطن بشن ضربات جوية على معاقل التنظيم في سوريا والعراق كما توجد قوات أميركية تشرف على تدريب قوات الجيش العراقي.

 ويواجه العراق منذ نهاية الشهر الماضي ازمة سياسية على خلفية خلافات سياسية بين القوى العراقية بين ترشيح الكتل للوزراء وبين اصرار اخرى يتقدمها التيار الصدري بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تشكيل حكومة مستقلة من التكنوقراط. 

وقد دفعت هذه الخلافات في 14 من الشهر الحالي 172 نائبا إلى الاعتصام بداخل البرلمان رافضين عدم تقديم العبادي لتشكيلته الحكومة ثم قاموا بأقالة رئاسة مجلس النواب الحالية الامر الذي عرقل جلسات المجلس منذ ذلك الوقت. لكن المجلس نجح امس في عقد جلسة حاول المعتصمون عرقلتها وتم تمرير القسم الاول من التشكيلة الحكومة التي ضمن 5 وزراء من التكنوقراط على ان يتم استكمال التصويت على بقية الوزراء مطلع الاسبوع المقبل.

كما يواجه العراق كذلك ازمة مالية واقتصادية خانقة نتيجة الانهيار الكبير في اسعار النفط الذي تعتمد البلاد عليه في توفير 90 بالمائة من مدخولاتها اضافة إلى نفقات الحرب الباهظة التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم داعش لطرده من المناطق التي يحتلها.

 وتأتي مباحثات بايدن في بغداد ايضا في وقت استنأنفت القوات العراقية امس بغطاء جوي من التحالف الدولي عملياتها الهجومية ضد تنظيم داعش في مناطق جنوب مدينة الموصل بعد توقف استمر عدة أسابيع واستطاعت من انتزاع بعض القرى من قبضته بجنوب وشمال غرب قضاء مخمور.

وكانت هذه القوات بدأت مطلع الشهر الماضي عملية عسكرية هجومية واسعة اطلقت عليها "الفتح المبين" لتحرير مناطق جنوب الموصل التي يحتلها داعش منذ العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 لكنه سرعان ماتوقفت بسبب سوء الاحوال الجوية وعدم التنسيق مع قوات البيشمركة الكردية والاف العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها التنظيم لا عاقة تقدمها.