تتكثف الجهود الدبلوماسية الاربعاء سعيا لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية في سوريا مع عقد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا محادثات في برلين مع كل من وزيري خارجية المانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك.
حلب: دارت معارك عنيفة الاربعاء في مدينة حلب في شمال سوريا في وقت تجددت الغارات والاشتباكات قرب العاصمة دمشق برغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لاعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية في البلاد.
ويعقد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا محادثات في برلين الاربعاء مع كل من وزيري خارجية المانيا وفرنسا، ومع المعارضة السورية في اجتماع منفصل، قبل انعقاد اجتماع لمجلس الامن الدولي في نيويورك.
واستمرت عند اطراف مدينة حلب معارك عنيفة طوال الليل الماضي بين قوات النظام والفصائل المقاتلة اثر هجوم شنته الاخيرة على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، بينها جمعية الزهراء والراشدين والفاميلي هاوس.
ورافق المعارك قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين وغارات للطائرات الحربية والمروحية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن "مقتل العشرات" من الطرفين خلال الاشتباكات.
واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان هذه المعارك "هي الاعنف في حلب منذ أكثر من سنة".
وتشهد مدينة حلب منذ اكثر من عشرة ايام تصعيدا عسكريا اسفر عن مقتل اكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري. وتستهدف الطائرات الحربية السورية الاحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.
وقتل الاربعاء بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا) ثلاثة اشخاص جراء سقوط قذائف صاروخية اطلقتها الفصائل على الاحياء الغربية.
ولم تسجل غارات جوية على الاحياء الشرقية اليوم، وفق مراسل فرانس برس، الا ان السكان لا يتوقعون ان تطول فترة الراحة.
وقال الناشط محمود سندة (26 عاما) الذي يقطن في احد الاحياء الشرقية "لا اعتقد ان القصف الجوي سيتوقف لأن قرار وقف اطلاق النار ليس بيد (الرئيس السوري بشار) الاسد وانما بيد حليفته روسيا".
انتهاء التهدئة&
في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تجددت الغارات والاشتباكات بعد منتصف ليل الثلاثاء - الاربعاء مع انتهاء المهلة المحددة لاتفاق تهدئة مؤقت تم برعاية روسية اميركية.
واستهدفت، بحسب المرصد السوري، "22 غارة جوية على الاقل نفذتها طائرات حربية يرجح انها سورية" الغوطة الشرقية وتحديدا اطراف بلدتي شبعا ودير العصافير.&
وترافقت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل الاسلامية في محيط دير العصافير.
وفرضت الولايات المتحدة وروسيا "نظام تهدئة" في الغوطة الشرقية وريف اللاذقية (غرب) الشمالي دخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، وكان الهدف منه تثبيت اتفاق وقف الاعمال القتالية المعمول به في سوريا منذ نهاية شباط/فبراير.
وبموازاة تلك التطورات الميدانية، تتكثف الجهود الدبلوماسية من اجل اعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية لا سيما في حلب.
لقاءات برلين&
واعلنت موسكو، حليفة دمشق الرئيسية، الثلاثاء انها تأمل باعلان وشيك لوقف للاعمال القتالية "في الساعات القليلة المقبلة" في حلب.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الروسي في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ايغور كوناشنكوف الاربعاء ان الروس والاميركيين "ارادوا فرض نظام تهدئة امس في حلب ومحيطها". واضاف "سقط عدد من القذائف على الاحياء السكنية في المدينة وابتداء من اليوم، فان تنظيم جبهة النصرة الارهابي منع نظام التهدئة".
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف اطلاق النار، مثلها مثل تنظيم الدولة الاسلامية. لكن المرصد السوري لحقوق الانسان ومصادر الفصائل المقاتلة في حلب تؤكد ان القرار في المدينة ليس للجبهة.
وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء الرئيس السوري بشار الاسد من "عواقب" عدم التزامه بوقف اطلاق النار الجديد الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، لا سيما في حلب.
في برلين، يلتقي دي ميستورا بعد الظهر في برلين كلا من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، كما يلتقي المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي معلقا على هذه المحادثات "نسعى لاعادة تحفيز مختلف الاطراف. وهي فرصة جيدة للاستماع الى حجاب، وتقديم دعمنا له"، مؤكدا ان "الاعمال القتالية في حلب استؤنفت بمبادرة من النظام".&واضاف ان "وقف اطلاق النار مسالة تتوقف فعلا على الروس".
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء وزراء الخارجية السعودي والقطري والاماراتي والتركي الى عقد اجتماع في باريس الاثنين لبحث الوضع في سوريا، بحسب ما اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول. ويمكن ان تنضم دول اخرى الى هذا اللقاء.
ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا حول حلب الاربعاء بطلب من بريطانيا وفرنسا. واعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت ان الوضع في حلب ملف "ذو اولوية قصوى"، محذرا بان "حلب تحترق".
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا دولاتر للصحافيين ان حلب "تمثل بالنسبة لسوريا ما مثلته ساراييفو للبوسنة".&
وقال المصدر الدبلوماسي الاوروبي معلقا عن المساعي الجارية "المشكلة انه ليس لدى الجميع المفهوم ذاته لوقف اطلاق النار. النظام والروس يعتبرون انه ما ان يكون هناك اثر لجبهة النصرة، ولو كان لا يتخطى 2 بالمئة، ان كل ما تبقى جبهة النصرة ايضا. نحن لا نرى الامور على هذا النحو اطلاقا".
التعليقات