سيطر تنظيم الدولة الإسلامية الخميس، وبعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة مع قوات النظام، المدعومة بغطاء جوي روسي، على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص. في الموازاة قتل 10 مدنيين، وأصيب 40 بجروح في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص.
حمص: ليست المرة الاولى التي يتقدم فيها التنظيم "الجهادي" الى هذا الحقل، الذي يسعى الى السيطرة عليه بأي ثمن، وهو أحد آخر ابرز حقول الغاز في المنطقة. لكن قوات النظام كانت تنجح في كل مرة في استعادة الحقل.
غطاء روسي خجول
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "سيطر تنظيم الدولة الاسلامية صباح الخميس على حقل الشاعر للغاز، آخر اهم حقول الغاز الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، في وسط حمص بعد ثلاثة ايام على معارك عنيفة بدأت بهجمات للجهاديين".
واسفرت المعارك خلال ثلاثة ايام، وفق عبد الرحمن، عن مقتل "34 عنصرًا من قوات النظام، و16 من تنظيم الدولة الاسلامية". واشار عبد الرحمن الى أن الغطاء الجوي الروسي "لم يكن بالكثافة المعتادة خلال اشتباكات حقل الشاعر".
وتتواصل المعارك في محيط الحقل، في مسعى من قوات النظام الى استعادة السيطرة. وقال عبد الرحمن إن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر تظهر أن "قوات النظام ليست قادرة على تثبيت مناطق سيطرتها، كما أن تنظيم الدولة الاسلامية مصمم على التقدم في حمص، رغم طرده من مدينة تدمر الاثرية".
صراع طويل عليه
ومنذ تموز/يوليو 2014، تتنازع قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على حقل شاعر. وقتل التنظيم المتطرف لدى الاستيلاء عليه للمرة الاولى المئات من الجنود، بعضهم إعدامًا. ثم استرجعته قوات النظام، قبل أن تخسره مجددًا في خريف 2014، ثم تستعيده في تشرين الثاني/نوفمبر 2014.
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في ايار/مايو 2015 على حقلي الهيل والارك للغاز قرب تدمر. ويستخدم النظام الغاز المنتج في حقول حمص في محطات توليد الكهرباء في مناطق عدة. وفقدت قوات النظام منذ بدء النزاع في سوريا السيطرة على العديد من حقول النفط والغاز، لا سيما في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق.
تفجيران في المخرم الفوقاني
الى ذلك، قتل عشرة مدنيين واصيب 40 آخرون بجروح الخميس في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص في وسط سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان "التفجيرين، احدهما بسيارة مفخخة، والثاني انتحاري، اسفرا عن مقتل عشرة مدنيين على الاقل، واصابة 40 آخرين بجروح" في بلدة المخرم الفوقاني على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من مدينة حمص.
وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بدورها عن "ارتقاء ستة شهداء واصابة 28 شخصا بجروح خطيرة جراء تفجيرين انتحاريين بسيارة ودراجة نارية في مدينة المخرم الفوقاني" في ريف حمص الشرقي. ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على بلدة جب الجراح القريبة من المخرم الفوقاني، وكان شن قبل ايام هجوما في تلك المنطقة اسفر عن مقتل 16 عنصرا من قوات النظام.
ويأتي الاعتداء الخميس بعد ساعات على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على حقل الشاعر للغاز في وسط محافظة حمص. وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الاسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي، وبينها الرستن وتلبيسة، واخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.
التعليقات