القاهرة: أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس تحطم الطائرة المصرية فوق المتوسط بعد اختفائها من شاشات الرادار خلال قيامها برحلة من باريس الى القاهرة، مشيرًا الى انه لا يمكن استبعاد اي فرضية.

وقال هولاند في كلمة متلفزة "المعلومات التي جمعناها تؤكد لنا أن هذه الطائرة تحطمت وفقدت". واضاف "علينا التاكد من معرفة كل ملابسات ما حصل. لا يمكن استبعاد او ترجيح اي فرضية".&وتابع "حين نعرف الحقيقة، علينا استخلاص كل العبر سواء كان الامر حادثا او فرضية اخرى تخطر على بال كل شخص، وهي فرضية عمل ارهابي".

واكد الرئيس الفرنسي انه يرغب في وضع كل الامكانات "في تصرف السلطات اليونانية والمصرية لكي نتمكن بالتنسيق معها من ارسال سفن وطائرات" لتحديد مكان الحادث او العثور على حطام.&وعبر عن "التعاطف" و"التضامن" مع عائلات الضحايا، مشيرا الى اتخاذ تدابير تجاههم من خلال "خلية ازمة (...) بدأت عملها على الفور".

واعلن رئيس الحكومة الفرنسي ايمانويل فالس من جهته انه "لا يمكن استبعاد اي فرضية". ويشارك في الاجتماع فالس ووزراء الداخلية برنار كازنوف والدفاع جان ايف لودريان والخارجية جان مارك ايرولت.

وفتح القضاء الفرنسي تحقيقا "حول اختفاء" الطائرة التابعة لشركة "مصر للطيران". وقال فرنسوا مولانس في بيان "لا يمكن استبعاد أو ترجيح اي فرضية في هذه المرحلة" موضحا ان نيابة باريس فتحت تحقيقا وأوكلته الى الدرك الوطني".

وتبادل وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والفرنسي جان مارك ايرولت في اتصال هاتفي الخميس التعازي في ضحايا طائرة مصر للطيران.

وقال المتحدث احمد ابو زيد في بيان ان شكري تلقى اتصالاً صباح الخميس من ايرولت "اعرب فيه الوزير الفرنسي عن خالص التعازي في حادث طائرة مصر للطيران التي سقطت صباح اليوم، وقدم شكري بدوره العزاء والمواساة للوزير الفرنسي في الضحايا الفرنسيين الذين كانوا على متن الطائرة".

وأعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن الطائرة قامت بانعطافتين مفاجئتين قبل أن تهبط مسافة 22 الف قدم وتختفي عن شاشات الرادر.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي إن الطائرة "قامت بانعطافة 90 درجة الى اليسار ثم 360 درجة الى اليمين اثناء هبوطها من ارتفاع 37 الف قدم الى 15 الف قدم" قبل ان تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة الاف قدم.

بدورها أعلنت هيئة الطيران المدني اليوناني أن قائد الطائرة لم يذكر "أي مشكلة" في حديثه الاخير مع المراقبين الجويين اليونانيين.

وقال رئيس المصلحة قسطنطين ليتزيراكوس لتلفزيون "انتينا" اليوناني "تحدث المراقبون الجويون مع القائد عندما كانت الطائرة فوق جزيرة كيا (جنوب شرق اتيكا) على ارتفاع 37 الف قدم. ولم يذكر اي مشكلة"، مضيفا "ان الطيار كان في مزاج جيد وشكرهم باليونانية".

وتابع ليتزيراكوس ان الاتصال الاخير تم "بعيد الساعة 00,05 ت غ"، لكن قائد الطائرة توقف عن الرد عن اتصالات المراقبين الجويين اليونانيين التي توالت "حتى الساعة 00,29 ت غ عندما اختفت الطائرة من شاشات الرادار" بعد خروجها من المجال الجوي اليوناني.

واشار بيان هيئة الطيران المدني اليوناني الى ان "مركز المراقبة في اثينا حاول الاتصال بالطائرة عند الساعة 00,27 ت غ... لكن دون الحصول على الرد رغم تكرار الاتصال". وكان مصدر من الطيران المدني اليوناني قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان الطيران المدني اليوناني لم يتلق "اي اشارة استغاثة من الطائرة".

وقال ليتزيراكوس "لا يبدو ان الطائرة وحتى اختفائها انحرفت عن الاحداثيات التي اعطيناها لها". وقدر ان الطائرة كانت على علو 37 الف قدم "ومن المنطقي ان يتبعثر الحطام".

وكانت شركة مصر للطيران اوردت على تويتر ان الركاب هم 30 مصريا و15 فرنسيا وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.
وأوضحت الشركة على تويتر ان الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة ام اس804 كانت على ارتفاع 11 كيلومترا، ودخلت المجال الجوي المصري عندما فقدت من على شاشات الرادار الخميس عند الساعة 02:45 (00:45 ت غ).

وأوضحت الشركة في وقت لاحق في بيان ان الطائرة على متنها 56 راكبا، بينهم طفل ورضيعان، اضافة الى طاقم من سبعة افراد وثلاثة عناصر امن.
&
وأضافت الشركة "قامت مصر للطيران من جانبها بإبلاغ جميع السلطات المختصة، وجار البحث عن طريق فرق البحث والإنقاذ"، موضحة ان الطائرة اختفت من شاشات الرادار "بعد دخولها المجال الجوي المصري بعشرة اميال" (16 كلم). واشار بيان الشركة الى ان قوارب تابعة للاسعاف المدني والجيش تقوم بالتفتيش في البحر المتوسط منذ منتصف الليل.

وساد الهدوء قاعة الوصول في مطار القاهرة عند الصباح، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس، اذ يبدو انه تم اصطحاب اسر الركاب الى قاعة خاصة، كما لم ترد الرحلة "ام اس 804" على شاشات الرحلات الآتية. وكانت الطائرة اقلعت من مطار رواسي-شارل ديغول، بالقرب من باريس، عند الساعة 22:45، وكان يفترض ان تصل الى القاهرة عند الساعة 03:05 (01:05 ت غ).&

مساعدة يونانية

وارسلت مصر واليونان طائرات وقوارب الى البحر المتوسط للبحث عن الطائرة، حسب ما اعلن الجيش المصري في بيان الخميس. وتابع البيان ان الجيش المصري نشر طائرات استطلاع وزوارق لتحديد موقع الطائرة وانقاذ ناجين محتملين. ولا تزال كل الفرضيات ممكنة صباح الخميس، في مقدمها وقوع حادث.

لكن في 31 اكتوبر 2014، تحطمت طائرة ايرباص 321 في سيناء بعد دقائق على اقلاعها من منتجع شرم الشيخ، مما ادى الى مقتل 224 &شخصا كانوا على متنها. واعلن فرع تنظيم الدولة الاسلامية في سيناء مسؤوليته عن الاعتداء، مؤكدا انه نجم من انفجار عبوة على متن الطائرة.

وفي 29 مارس، تعرضت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران على متنها 55 راكبا، كانت تقوم برحلة بين الاسكندرية والقاهرة للخطف الى قبرص. وعند الوصول الى مطار لارنكا افرج الخاطف عن الركاب الـ55 ثم سلم نفسه بدون اية مشاكل بعد ست ساعات من المفاوضات مع السلطات القبرصية.

أطلقت نداء استغاثة

بعدما تداولت أنباء أولية أن لا استغاثات سبقت عملية اختفاء الطائرة عن الرادارات، عادت شركة مصر للطيران لتعلن أن الطائرة المصرية التي فقد اثرها خلال قيامها برحلة من باريس الى القاهرة اطلقت "نداء استغاثة" الخميس رصده الجيش. وصرح مسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس ان النداء رصد عند الساعة 02:26 ت غ، قبل اقل من عشر دقائق على اختفاء الطائرة.

وفي وقت سابق كان احمد عادل نائب رئيس شركة مصر للطيران اعلن لشبكة "سي ان ان" الاميركية ان الاتصال فقد، بينما كانت الطائرة "على بعد 30 او 40 ميلا (48 او 64 كلم) من الساحل" الشمالي لمصر، موضحًا ان ابراج المراقبة "لم تتلق اي نداء استغاثة" من الطائرة.

الأسباب مجهولة

الى ذلك اعلنت مصر للطيران الخميس ان اسباب اختفاء احدى طائراتها في رحلة من باريس الى القاهرة من شاشات الرادار فوق المتوسط ما زالت مجهولة.

وصرح متحدث باسم شرطة الطيران الوطنية المصرية في بيان "لم يتم التوصل حتى الان الى اسباب اختفاء الطائرة" التي كانت تنقل 66 راكبا.

نفي الجيش المصري

من جهته اعلن الجيش المصري على صفحته على موقع "فايسبوك" الخميس "عدم استقبال اي رسائل استغاثة من الطائرة" التي فقد اثرها وعلى متنها 66 شخصا الخميس، في تناقض مع ما اوردته شركة مصر للطيران في وقت سابق. ويقول خبراء ان عدم تمكن الطيارين من توجيه نداء استغاثة يوحي بان امرا طارئا ومفاجئا قد باغتهم.

جنسيات الركاب

اعلنت شركة مصر للطيران الخميس ان ثلاثين مصريًا و15 فرنسيًا هم بين ركاب الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين باريس والقاهرة ليل الاربعاء الخميس، وفقدت من شاشات الرادار بينما كانت فوق البحر المتوسط.

واوضحت الشركة على حسابها على موقع "تويتر" ان الركاب وعددهم 56 شخصًا، هم 30 مصريا و15 فرنسا، وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي.