تحضر شخصية دونالد ترامب بشكل مثير ومستفز مع كل إطلالة أو استحقاق، وهو استطاع أن يكسب تعاطف الكثيريين انطلاقًا من الكاريزما التي يتمتع بها.

واشنطن: حين أجرت المذيعة التلفزيونية ميغن كيلي مقابلة مع دونالد ترامب لبرنامجها على قناة فوكس نيوز خاطبته قائلة: "انت صاحب سطوة كبيرة"، مرفقة بنبرة اعجاب في صوتها، وقد تذكرت كيلي، في اللحظات التي سبقت المقابلة، رده الغاضب بعد ان طرحت عليه خلال المناظرة الأولى بين المرشحين الجمهوريين سؤالا عن تعليقاته السابقة ضد المرأة، ما آثار زوبعة في حينه. &

لذا سألته كيلي إن كان يعرف حجم التأثير الذي يمارسه، فأجاب ترامب بهزة كتف تنم عن التواضع، وقال: "أنا لا أنظر الى نفسي بهذه الطريقة، بل اعتبر نفسي شخصا يكافح من أجل البقاء مثل سائر الآخرين"، واضاف انه ينظر الى نفسه على انه "رسول"، مشيرا الى ان ملايين الاميركيين محرومون الآن من الحقوق. وفيما اتفقت معه كيلي حول هذا التوصيف، قالت: "هذا صحيح، ولكنهم يستمعون اليك ويقتدون بك". &

تحية عظيمة

في زمن آخر ربما كانت الصحافية التلفزيونية ميغن كيلي ستلاحق ترامب بأسئلة صحافية ثاقبة عن سياساته الحقيقية تجاه المرأة أو قضايا أخرى، ولكنها هذه المرة كانت تريد ان تعرف ما إذا كان ترامب، بعد أن أصبح قريبا من البيت الأبيض، سيغير لهجته، وما إذا كان يدرك الأعداد الغفيرة التي تسير وراءه.&

قال ترامب إنه رأى "الحماسة المتقدة" عندما القى كلمة امام 25 الف شخص، وادرك ان مؤيديه، رغم وجود مقاعد في القاعة، كانوا واقفين، وحين طلب منهم الجلوس لم يستجيبوا، وأضاف: "انها تحية عظيمة لي". كيلي كانت تريد ان يعرف مشاهدو برنامجها كيف هو ترامب على حقيقته، وتذكرت أين كانت حين قرأت تغريداته، لكنها تريد ان تعرف أين كان "هو" حين كتبها. فقد تخيلته بسترة مخملية فاخرة، فيما أجاب ترامب بانه لن يكن بتلك الاناقة، مبتسما ابتسامته المقلوبة التي تستهوي مصوري صحف التابلويد. &

وبدت كيلي مستغربة لأن ترامب لم يكن يرتدي سترة مخملية فاخرة، ولعل ترامب كان يرتدي سترة فضفاضة، وهو الوصف الذي قالت مجلة نيويوركر انه يصح على اسئلة كيلي خلال المقابلة، مشيرة الى ان المقابلة كلها "كانت عديمة الفائدة ربما باستثناء شريحة واحدة ممن كانوا يتابعون البرنامج، وهم الجمهوريون الباحثون عن سيناريو يبين لهم كيف يستسلمون لدونالد ترامب".&

مهووسة!&

"ميغن المجنونة" كان اللقب الذي أطلقه ترامب على ميغن كيلي وقت تلميحه الى انها كانت تنزف بسبب الدورة الشهرية عندما طرحت عليه سؤالا لم يعجبه اثناء المناظرة الأولى، وعندما رفض المشاركة في مناظرة ادارتها كيلي نفسها واتهمها رب عملها بأنها "مهووسة هوسا مرضيا" به. ولكن كيلي نحَّت كل ذلك جانباً وطلبت مقابلة ترامب في ابريل الماضي. وقال ترامب لها: "أنا أكن لك احتراماً كبيراً أن تكوني قادرة على الاتصال بي والقول لنلتق ونتحادث، فأنا نفسي ما كنتُ لأفعل ذلك"، بكلمات اخرى ان ترامب سيحتقر رفضها لتصريحاته المهينة ولكنه، إذا كانت "لطيفة"، قد يروج الوهم بأن استسلامها له مؤشر شخصية طيبة، على حد تعبير مجلة نيويوركر. &

النقطة الأخرى التي تلفت&اليها مجلة نيويوركر هي ان كيلي كانت، ولا&تزال، من المعجبين بترامب، وقد اثنى ترامب عليها عندما توجهت الى ناطحة السحاب التي أُطلق عليها اسم "برج ترامب" لاجراء المقابلة معه، بدلا من اختيار مكان "محايد". &وقال مازحاً إن بواب العمارة أُصيب بالذهول حين رآها، ولا يزال يحاول ان يعود الى رشده. &

كانت المقابلة محور الحلقة الأولى لسلسلة من الندوات الخاصة التي ارادت &كيلي بثها خلال ساعة الذورة &في برنامج "ميغن كيلي تقدم"، وعندما انتهت الحلقة الأولى من المقابلة مع ترامب وعدت كيلي بأنها ستعود اليه.&

وحين عادت كيلي الى "برج ترامب" كشف المرشح الجمهوري انه حين كان يعلن بملء الفم مقاطعته لها على قناة فوكس نيوز كان يسترق النظر الى برنامجها. &والخبر المهم الآخر اعلان كيلي عن كتابها الجديد Settle for More الذي سيصدر بعد الانتخابات. وبحسب مجلة نيويوركر فان كيلي تقول فيه: "اني لأول مرة سأتحدث بصراحة عن كل ما يتعلق بدونالد ترامب". &
&