سان دوني: قبل عشرة ايام من انطلاق فعاليات كأس اوروبا لكرة القدم في فرنسا اجرت الشرطة الفرنسية الثلاثاء محاكاة لاعتداءات تستهدف استاد فرنسا في باريس ومناطق قريبة منه، استعدادا لمواجهة الاسوأ اي تعرض الملعب لاعتداء ارهابي.

وتجمع نحو 500 شخص في الملعب عندما بدأت مكبرات الصوت تبث تعدادا عكسيا : 5، 4، 3، 2، 1،.... قبل ان يسمع صوت انفجار قوي ثم اصوات هلع وصراخ قبل ان تتدخل سيارات الاسعاف.

ويأتي هذا التدريب في اطار الاستعداد لمواجهة اي اعتداء ارهابي قد يستهدف مباريات كاس اوروبا، وجرى في اشهر ملاعب فرنسا في شمال باريس بحضور نحو 250 شخصا لعبوا دور الجمهور ونحو 200 شخص اخر كانوا من عناصر الشرطة والاطفاء والاسعاف.

ولم تعلن تفاصيل التدريب كاملة لوضع المشاركين فيها في اوضاع شبه حقيقية لمعرفة ردود فعلهم في مواجهة طارىء من هذا النوع.

وقال غابرييل بلوس المتحدث باسم فرق الاطفاء ان الهدف من هذه التدريبات حصول افضل تنسيق بين مختلف الاجهزة "استعدادا لليوم المفترض لكي نعمل بفاعلية".

ومن المقرر اجراء سبع مباريات في ستاد دو فرانس الذي يتسع لثمانين الف مشاهد بينها مبارتا الافتتاح بين فرنسا ورومانيا والمباراة النهائية.

وكانت اعتداءات الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر بدات امام هذا الملعب قبل سبعة اشهر واوقعت قتيلا وعشرات الجرحى.

واقر وزير الداخلية برنار كازنوف ب"حصول خلل" خلال المباراة النهاية لكأس فرنسا في الحادي والعشرين من ايار/مايو ما اثار قلق المسؤولين ودفع الى اجراء هذه التدريبات التي تحاكي وقوع اعتداءات جديدة.

وخلال هذه المباراة حصلت تجمعات كبيرة امام الملعب، وتم ادخال قنابل دخانية الى الملعب رغم التفتيش، كما اطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع عند خروج المشاهدين لتفريقهم.

-"لنتخيل"-

وتعتبر الحكومة الفرنسية ان مباريات كاس اوروبا هي "هدف محتمل جذاب للمنظمات الارهابية" او "لاشخاص متطرفين".

لذلك تم تشديد الاجراءات الامنية وجرت عمليات محاكاة عدة مثل تلك التي جرت في العديد من المدن الفرنسية.

وقالت المتحدثة باسم شرطة باريس جوانا بريمفير "لنتخيل ان اعتداء حصل في الساعة العاشرة مساء والمباراة في اوجها والملعب يعج بالمشاهدين".

وحسب المحاكاة حصل الانفجار الاول وراء مقاعد المشاهدين في الملعب.

اما الانفجار الثاني فوقع تحت جسر بين محطة للمترو السريع والملعب لدى خروج من يفترض انهم المشاهدون.

كما جرت عملية اطلاق نار وهمية في ملعب اخر يتسع لعشرة الاف مشاهد على بعد كيلومترات عدة من ستاد دو فرانس. وتمت هذه العملية من دون مشاركة اشخاص فيها.

وحسب الحصيلة الوهمية لهذه الاعتداءات التي تمت محاكاتها سقط 20 قتيلا و60 جريحا.

ولم يسمح للصحافة سوى بحضور محاكاة الاعتداء الثاني الذي وقع تحت الجسر.

في الساعة العاشرة والنصف تحرك روبوت في المكان برفقة ستة عناصر من رجال الشرطة بحثا عن قنابل مفترضة. 
في الساعة العاشرة و40 دقيقة وصل من يفترض بهم انهم المشاهدون وكانوا يضحكون ويقفزون امام الكاميرات ويتبادلون الصور.

عندها يحصل الانفجار القوي فيسقط عدد منهم على الارض في حين يفر آخرون وهم يركضون متناسين انه يفترض بهم ان يكونوا في عداد الجرحى او القتلى. وسارع المسعفون الى وضع شارات على صدورهم تدل على من هو في حالة حرجة يستدعي نقله فورا ومن اصابته اقل خطورة بامكانه الانتظار.

واضاف غابرييل بلوس انه "يساعدنا على توقع ما يمكن ان نحتاج اليه" في حال وقوع اعتداءات فعلية.

اما عناصر الشرطة من النخبة فيفترض فيهم ان يقوموا بتأمين مكان حصول الاعتداء لمنع قيام اي مهاجم اخر باستغلال تجمع الناس لارتكاب اعتداء اخر.

وفي الساعة 11 واربع دقائق وصل رجال الاسعاف و بدأ اجلاء اول جرحى وهميين.