واشنطن: قرر الرئيس الاميركي باراك اوباما السماح للقوات الاميركية في افغانستان بتوجيه ضربات مباشرة الى حركة طالبان بالتعاون مع القوات الافغانية، مشددا لهجته حيال النزاع الذي وعد بانهائه.

ومنذ ديسمبر 2014، ينحصر دور القوات الاميركية في افغانستان (9800 عسكري) بدور استشاري ودعم الجيش الافغاني، بدون تدخل مباشر في القتال.

ومع القرار الذي اعلن الجمعة، سيكون لدى القادة العسكريين مزيد من احتمالات اشراك الطائرات المقاتلة لمساندة الجيش الافغاني في معاركه.

كما سيكون بامكان المستشارين العسكريين الاميركيين ايضا الاقتراب اكثر من مناطق القتال، والخروج من مقار القيادة العسكرية حيث يقتصر وجودهم حاليا.

وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر "هذا يعني استخدام القوة التي لدينا في شكل افضل (...) بدلا من ان نكتفي برد الفعل". واضاف "هذا الامر له مغزى. انه استخدام جيد للقوة القتالية التي لدينا" في افغانستان.

وقال مسؤول اميركي في البيت الابيض رافضا ذكر اسمه "بامكان القوات الاميركية تقديم دعم بشكل فعال للقوات التقليدية الافغانية". واضاف "لكن هذا لا يعني شيكا على بياض لاستهداف طالبان". وقال مسؤول في وزارة الدفاع ان "القوات الاميركية ستوفر مزيدا من الدعم للقوات الافغانية" الا انه سرعان ما استدرك "لكن ليس على خط الجبهة".

وفي الوقت الراهن، يسمح فقط للقوات الخاصة الاميركية بالنزول الى الارض لمساعدة نظرائهم الافغان. يذكر ان العسكريين الاميركيين يطالبون منذ اشهر بهذا الدعم حرصا منهم على عدم رؤية القوات الافغانية تتكبد خسائر بمواجهة تقدم طالبان. وفقدت القوات الافغانية اكثر من خمسة الاف عنصر عام 2015 خلال مواجهات مع المتمردين ما ارغمها على الانسحاب من مناطق عدة.

كما يطالب الجيش الاميركي ببقاء القوات التي سيخفض عديدها من 9800 رجل الى 5500 في يناير المقبل. ولم يتخذ البيت الابيض حتى الآن قرارا بشأن هذه المسألة. وتقدم القوات الاميركية المشورة للقوات الافغانية، لكنها ستقدم من الآن وصاعدا دعما اكبر.

طريقتان حاسمتان

واضاف المسؤول في وزارة الدفاع ان "القوات الاميركية ستقدم مزيدا من الدعم النشط للجيش الافغاني بطريقتين حاسمتين: مزيد من الدعم لا سيما جوا، وثانيا من خلال تقديم المشورة الى القوات التقليدية على الارض وفي الجو". وتابع ان اي اقتراح سيأخذ في الاعتبار "بناء قدرات قوات الامن الافغانية".

وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا اخيرا انهم يريدون اتخاذ قراراتهم بالتنسيق مع حلف شمال الاطلسي الذي سيعقد قمة يومي 8 و9 يوليو في وارسو. يذكر ان انسحاب القوات الاميركية من افغانستان كان احد الاهداف الرئيسة للرئيس اوباما، لكنه بدأ يراكم خيبات الامل.

وحين وصل الى السلطة، كان عديد القوات في افغانستان نحو 30 الف جندي، وعزم على ارسال عشرات الآلاف الجنود حتى بلغ عددهم 100 الف عسكري العام 2011. وفي العام الماضي، اعلن ان عدد الجنود في افغانستان سيكون بحدود الف عسكري فقط حين يسلم مفاتيح البيت الابيض في يناير المقبل.

لكنه اضطر في اكتوبر الماضي الى مراجعة خططه للمرة الاولى، رافعا العدد الى 5500 عسكري. ورغم مليارات الدولارات التي ينفقها الجيش الاميركي والتقدم الذي يشير اليه العسكريون، لا يزال الجيش الافغاني يعاني الكثير من نقاط الضعف، وخصوصا من حيث التنظيم والتنسيق.

ويواجه الجيش الافغاني نقصا كبيرا في الطائرات او المروحيات لدعم قواته على الارض، ولا يستطيع الاعتماد حاليا سوى على بعض الطائرات الهجومية من طراز اي 29 التي قدمها الاميركيون ومروحيات خفيفة.

واجتاحت القوات الاميركية افغانستان قبل 15 عاما، واطاحت بنظام طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وقتل اكثر من الفي جندي اميركي في البلاد وسقط آلاف الجرحى.

&