رغم شهرته، لم ينجح فاراج في دخول البرلمان البريطاني

بعد ظهور نتائج الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاطب نايجل فاراج، زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، أنصاره، المنتشين بانتصارهم، في لندن، قائلا "آن الأوان أن أحلم ببزوغ فجر بريطانيا المستقلة."

كما قال فاراج، عندما اصبحت النتائج مؤكدة "لقد استعدنا بلدنا."

كرس نايجل فاراج حياته المهنية من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما بدا في وقت من الأوقات أمرا بعيد المنال. لكنه الآن نجح في تحقيق ذلك.

وحفلت الحملة السابقة للاستفتاء بالكثير من بصماته المثيرة للجدل.

وكان بروز حزب استقلال المملكة المتحدة ، الذي يتزعمه فاراج، أحد الأسباب الهامة التي شكلت ضغطا على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ودفعته إلى أن يعد بتنظيم الاستفتاء للمرة الأولى عام 2013.

ولعب فاراج دورا بارزا هذا العام في الترويج لفكرة الخروج من الاتحاد.

لكنه كثيرا ما تعرض لانتقادات شديدة بسبب مواقفه وكلماته التي وصفها معارضوه بالعنصرية ومعاداة المهاجرين.

خاض فاراج، البالغ من العمر 52 عاما، حملة في طول البلاد وعرضها، في حافلة، مستخدما اشارات ورموز من فيلم "الهروب الكبير".

وألقى فاراج، الذي يصفه البعض بجاذبية الشخصية، خطابات يومية بين مستمعين يحثهم على التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مذكرا إياهم بالأيام الخوالي عندما كان الاقتصاد أكثر صلابة، وكانت معدلات الهجرة محدودة وكانت بريطانيا أعظم، من وجهة نظره.

كثيرا ما تثير تصرفات وكلمات فاراج الجدل

ويستخدم فاراج اسلوبا مباشرا في الحديث ويتوجه بخطابه إلى رجل الشارع، وهو ما حقق نجاحا لدى الكثير من المصوتين من كبار السن، والبيض، واصحاب المهن.

وعلى الرغم من دعوته للخروج من الاتحاد، فقد نأت الحملة الرسمية، للتصويت بالخروج، بنفسها عنه خوفا من أن توقعها مواقفه وتعليقاته المثيرة للجدل في مشكلات، تؤثر على نتائج الاستفتاء.

وتزعم الحملة الرسمية للخروج بوريس جونسون، عمدة لندن السابق، ومايكل غوف، وزير العدل الحالي في حكومة ديفيد كاميرون.

وعلى القبول الذي يحظى به فاراج لدى عدد من البريطانيين، إلا أنه فشل في دخول البرلمان البريطاني، وليس لحزبه استقلال المملكة المتحدة ، سوى نائب واحد في مجلس العموم، انشق في السابق عن حزب المحافظين وانضم لحزبه.

كثيرا ما يظهر فاراج متحدثا إلى جمهوره حاملا قدح البيرة

حياة فاراج

ولد فاراج عام 1964 لعائلة ثرية في منطقة كنت في انجلترا. كان والده وسيطا للأسهم، مدمنا لتعاطي المشروبات الروحية، وانفصل والداه عن بعضهما البعض عندما كان في الخامسة من عمره.

تلقى فاراج تعليمه في مدرسة دليتش كوليدج في لندن وهي إحدى أرقى المدارس الخاصة في انجلترا.

ويقول فاراج عن تلك الفترة إن مدير المدرسة كان يراه "عنيدا للغاية وصعب المراس."

ولم يلتحق فاراج بالجامعة لكنه سلك درب والده في دخول حي المال في لندن حيث عمل لفترة في تجارة السلع.

كان فاراج مؤيدا لحزب المحافظين منذ أيام دراسته، لكنه انضم عام 1993 لحزب استقلال المملكة المتحدة كعضو مؤسس، وانتخب عضوا في البرلمان الأوروبي عام 1999 عندما كان في الـ 35 من عمره.

وأصبح فاراج زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة عام 2006 وترك زعامته عام 2009 ، وأُعيد انتخابه مرة أخرى عام 2010.

وفشل فاراج عدة مرات في دخول البرلمان، لكنه خرج سالما من عدد من المواقف الصعبة أهمها حادث سيارة خطير واصابته بسرطان الخصية وحادث سقوط طائرة.

ولدى فاراج 4 أطفال، صبيان من زوجته الأولى، وابنتان من زوجته الثانية وهي المانية.