لندن: تبدو وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي التي بقيت بعيدة عن الحرب الداخلية في حزب المحافظين في حملة الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، مرشحة توافقية لتولي رئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون، لا سيما بعد انسحاب بوريس جونسون من السباق.

ويوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة باث ديفيد ماتس لوكالة فرانس ان ماي "ابتعدت عن الاضواء في اثناء الحملة ما يتيح لها كسب تاييد اوسع في اوساط الحزب المحافظ" لتكون "المرشحة التي توقف بوريس".

ويرى تيم اوليفر من معهد "لندن سكول اوف ايكونوميكس" ان رئيس الوزراء المقبل "لا يجب بالضرورة ان يكون شخصية انخرطت في حملة البريكست". واعتمدت تيريزا ماي البالغة 59 عاما خطا حازما جدا في وزارة الداخلية، سواء في ملفات الجانحين او المهاجرين غير القانونيين او الدعاة الاسلاميين.

كما انها فاجات الجميع في مطلع العام بالاعلان عن الدفاع عن حملة البقاء في الاتحاد، في بادرة اخلاص لرئيس الوزراء، رغم انها من المشككين في فكرة اوروبا. لكنها ادت واجبها بالحد الادنى، مدافعة حتى عن ضرورة الحد من الهجرة، احدى النقاط الرئيسية لدى مؤيدي الخروج. 

وحدا هذا الموقف التوافقي بصحيفة "صنداي تايمز" الى تقديمها على انها "الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد التيارات المتخاصمة في الحزب" المحافظ.

"مارغريت تاتشر جديدة"

بدأت ابنة القس الانغليكاني تيريزا ماي حياتها السياسية في 1986 بعد دراسات في الجغرافيا بجامعة اكسفورد وفترة قصيرة في بنك انكلترا (البنك المركزي). وانتخبت يومها مستشارة في مجلس منطقة ميرتون الميسورة.

بعد فشل ترشيحين الى الانتخابات التشريعية، انتخبت في 1997 نائبة عن المحافظين في دائرة ميدنهيد المزدهرة في بيركشير (جنوب انكلترا).

في 2002 و2003، كانت ماي السيدة الاولى التي تتولى الامانة العامة للحزب المحافظ. وبرزت خصوصا في خطاب وصفت فيه المحافظين الذين كانوا اكثر يمينية آنذاك بانه "حزب اشرار"، ما عاد عليها ببعض العداوات.

وبين 1999 و2010، تولت ماي مناصب عدة في حكومة الظل للمحافظين الذين كانوا وقتها في صفوف المعارضة، وكلفت حقائب البيئة والعائلة والثقافة وحقوق المرأة والعمل. وفي 2005، دعمت ديفيد كاميرون بشكل كبير.

لاحقا عند انتخابه رئيسا للحكومة في 2010، اصبحت وزيرة للداخلية، الحقيبة التي ستحتفظ بها مع اعادة انتخاب رئيس الوزراء في 2015. اطلق عليها نتيجة مواقفها الحازمة لقب "مارغريت تاتشر الجديدة"، في اشارة الى رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت توصف ب"المرأة الحديدية".

واشارت صحيفة "ديلي تلغراف" التي تعتبرها اقوى سيدات الساحة السياسية في البلاد الى انها "بلغت القمة بفضل تصميم شرس".

لكنها تلقى الاشادات اولا بفضل اندفاعها في العمل اكثر من الكاريزما، ما قد يضر بها احيانا بالمقارنة مع بوريس جونسون الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي والذي يحسن ادارة ظهوره التلفزيوني ولقاءاته العامة.

وتيريزا ماي متزوجة بفيليب جون ماي منذ 1980 وليس لديهما اولاد. وهي تهوى رياضة المشي والطبخ.