أقرت السلطات العراقية بخرق أمني تسبب في تفجير منطقة الكرادة وسط بغداد وأسفر عن مقتل حوالى&300 شخص&وكشفت عن استخدام مادتي الفوسفور ونترات الامونياك فيه .. بينما تفقد العبادي أوضاع جرحى الانفجار متعهدا بسحق تنظيم داعش .. في وقت حمّله وزير الداخلية المستقيل مسؤولية الفشل الأمني.

إيلاف من بغداد:&أشار العميد سعد معن المتحدث باسم عمليات بغداد في مؤتمر صحافي اليوم ان خرقًا امنيًا أدى الى تفجير الكرادة، وقال: "نعترف بوجود خرق أمني لكننا في حالة حرب وقمنا بإحالة جميع المقصرين الى المحاسبة". وكشف عن ان المواد التي استخدمت في تفجير الكرادة هي من انواع : سي 4 ونترات الامونياك وهي شديدة وسريعة الاشتعال. واشار الى ان جهودا تبذل حاليا لتحديد هوية الجثث المجهولة التي احترقت في الانفجار. وأكد وجود جهود حقيقية من قبل الأجهزة الأمنية للوصول إلى منفذي التفجير الانتحاري الذي وقع فجر الاحد الماضي. &

وأوضح ان السيارة الملغومة التي نفذت التفجير هي نوع هوندا رمادية اللون وتم بيعها لأكثر من جهة حيث تلاحق الاجهزة الامنية حاليا صاحبها الاخير الذي اشتراها" لكنه لم يكشف طبيعة الخرق الأمني او المسؤولين عنه.&

وأعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم إن من بين ضحايا التفجير 150 جثة متفحمة لم يتم التعرف على هويتها . واوضح ان جثث ضحايا التفجير موجودة في دائرة الطب العدلي لإجراء فحوصات الحمض النووي عليها قبل تسليمها لذويهم . واضافت ان بعض الجثث التي وصلت إلى دائرة الطب العدلي متشابكة مع جثث أخرى وتعرضت الى الحرق التام. وأشارت الى انه لا بد من إجراء فحوص الحمض النووي (دي ان ايه) لتحديد هويات حوالى&150 جثة تفحمت في الاعتداء .. موضحة ان هذه العملية ستستغرق ما بين 15 و45 يوما.

واشارت الوزارة الى أن عدد قتلى التفجير الانتحاري الضخم ارتفع إلى 292 قتيلا وإصابة أكثر من 200 جريح&والذي وقع في شارع تجاري ضخم في حي الكرادة الذي تسكنه أغلبية شيعية في وسط بغداد.&

العبادي يتعهّد&

ومن جهته تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بملاحقة الدواعش في بغداد وسحقهم &وذلك خلال تفقده الخميس جرحى تفجير الكرادة االراقدين في المستشفى للعلاج .. مشددا بالقول "سنلاحق الدواعش ونسحقهم مثلما سحقناهم في الفلوجة".. وقد اطمأن الى احوال الجرحى مؤكدا أهمية بذل كل الجهود من قبل الكوادر الطبية لعلاجهم.

وأكد قائلا "اننا سنلاحق الدواعش ونسحقهم مثلما سحقناهم في الفلوجة عندما هربوا كالجرذان وفعلتهم المجرمة في الكرادة لن ينجو منها هؤلاء".. مشيرا الى ان هناك من قام بمساعدتهم من الداخل وهناك من يحرض لينقذ الدواعش من هزيمتهم. واضاف ان العراق سينتصر وماضون بتحرير ارضنا وسحق الغرباء شذاذ الآفاق وأن النصر سيكون قريبًا ان شاء الله.

كما زار العبادي مجلس عزاء في الكرادة لشهداء التفجير وقدم التعازي لعوائلهم مشيرا الى "ان المجرمين الدواعش سينالون&عقابهم على ما اقترفوه وان الله معنا ومع الحق وسننتصر عليهم".&
&
مسؤولية الفشل الأمني&

ومن جهته أتهم وزير الداخلية المستقيل محمد الغبان رئيس الوزراء حيدر العبادي بالاخفاق الامني مشيرا الى انه ربط موافقته على استقالته بتفجير منطقة الكرادة ليبعد مسؤولية الاخفاق في ادارة الامن والدولة عن نفسه وعن قائد عمليات بغداد.

واضاف الغبان الذي وافق العبادي على استقالته امس قائلا "خلال فترة ما يقارب عامين من العمل الجاد بذلت جهودا كبيرة لاصلاح الاجهزة الأمنية ومفاصل الوزارة وتعزيزها ضمن الصلاحيات المتاحة". واشار في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" الى انه منذ استلامه منصبه في أواخر اكتوبر عام 2014 &شخص الخلل في منظومة أمن الدولة والإشكالات في ادارة ملف الأمن وقدم رؤية وخطة اصلاحية شاملة وتابع عبر لجان مشتركة واجتماعات برئاسة مستشار الامن الوطني استمرت عامًا وقد أقرت الخطة لكن العبادي امتنع عن إصدار أمر تنفيذها.&

وشدد الغبان على انه لا يمكن ان يبقى ملف الأمن الداخلي بهذا الارباك والتخبط تعمل عليه قيادات عسكرية وأجهزة لا تعمل وفق رؤية ولا خطة ولا تنسيق مع استمرار نزيف العراقيين دون حسم وقرار ومعالجة لهذا الخلل. وقال ان رئيس الوزراء بات هو المسؤول عن ملف الأمن ومنه تصدر الأوامر والتوجيهات في كل صغيرة وكبيرة وفي العاصمة منح الفريق عبد الامير الشمري من خلال قيادة عمليات بغداد صلاحيات واسعة تتحكم بموارد وزارتي الداخلية والدفاع دون ان يقدم كلاهما اي حلول لمعالجة الخلل الامني وهو ما افقد القطعات مبدأ القيادة والسيطرة الذي على هذا الأساس تأسست قيادة عمليات بغداد & .

واشار الى انه كتب الى العبادي في الرابع من الشهر الحالي رسالة مفصلة بين فيها كل تصوراته هذه مذكرا بمسيرة عام ونصف من محاولات الوزارة لمعالجة الخلل لتحسين الامن وإيقاف نزيف دماء الأبرياء وجهوزية الوزارة واستعداده لتحمل المسؤولية والتصدي لهذا الملف بعد نقل المسؤولية بالكامل الى وزارة الداخلية الذي يعد مطلبا دستوريا وقانونيا وفي حالة عدم الاستجابة فإنه لا يتحمل&مسؤولية هذه الخروقات.&

وكان الغبان أعلن الثلاثاء الماضي تقديم استقالته من منصبه على أثر التفجير الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد وراح ضحيته حوالى&300 قتيل&وأكثر من مائتي &جريح.

ومنذ وقوع التفجيرالاحد الماضي تكتظ أزقة وشارع الكرادة بحشود المعزين لعوائل ضحايا التفجير فيما &انتشرت مواكب وسرادقات العزاء على طول الشارع الرئيس في المنطقة حيث يتلو مئات المعزين آيات من القرآن الكريم فيما توقد النسوة المتشحات بالسواد الشموع في موقع الحادث وعلى جانبي الشارع الرئيس حدادا على أرواح الضحايا .
&