نصر المجالي: في قرار لتسريع خلافة تيريزا ماي له في زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة البريطانية أعلن ديفيد كاميرون تخليه عن منصبه يوم الأربعاء، مختصرا بذلك الإجراءات والوقت أمام خليفته التي أصبحت اليوم الإثنين مرشحة وحيدة.

وسيحضر كاميرون جلسة (سؤال رئيس الحكومة - PMQs) في مجلس العموم يوم الاربعاء، وهي ستكون آخر جلسة برلمانية يحضرها كرئيس للحكومة، ثم يقوم بزيارة الملكة اليزابيث الثانية، قبل أن يسلم المهام إلى خليفته تريزا ماي. 

وستكون تيريزا ماي الزعيمة ألـ 17 لحزب المحافظين منذ 1834 ورئيس الحكومة الرقم 25 منذ العام 1809.

وأعرب كاميرون في تصريح من أمام مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت عن ثقته بقدرة خليفته تيريزا ماي على القيام بمسؤوليتها بأداء رفيع يخدم مصلحة المملكة المتحدة. 

وقال إنه سيعقد عددا من الاجتماعات يوم غد الثلاثاء، وسيحضر جلسة مجلس العموم يوم الاربعاء، حيث سيسلم المهام رسميا لخليفته. ومن المنتظر أن تصدر ملكة بريطانيا مرسوما بتولي تيريزا ماي مسؤولية رئاسة الحكومة. 

ومن جهته، قال رئيس لجنة (1922) صاحبة القرارات الأهم في حزب المحافظين البريطاني الحاكم إن تيريزا ماي أصبحت المرشحة الوحيدة المتبقية في السباق على رئاسة الحزب وستبدأ عملية رسمية الآن لتأكيد توليها المنصب.

وأدلى غراهام برادي بالتصريحات بعد دقائق من إعلان أندريا ليدسوم - التي كانت تنافس ماي - انسحابها.

حزب المحافظين 

يذكر أن حزب المحافظين هو حزب بريطاني ينتمي ليمين الوسط، وهو نشأ رسمياً بعد سنّ قانون الإصلاح السياسي عام 1832 ليحل محل الحزب (التوري) الذي كان منذ إنشائه في القرن السابع عشر حزباً مؤيداً للملك، يعتبر حزب المحافظين أفضل الأحزاب السياسية تنظيماً في بريطانيا وله لجان في جميع الدوائر الانتخابية.

وينتهج الحزب سياسة تقليدية مُحافظة تعمل على تقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي، وتصفية القطاع العام، مع التشديد على مكافحة الجريمة ووضع ضوابط وقيود على الهجرة إلى بريطانيا، وخارجياً يؤيد الحزب الإبقاء على الإدارة البريطانية المباشرة لايرلندا واتباع سياسة دفاعية قوية ودعم الروابط مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعمل على تحقيق الوحدة الأوروبية من خلال خطوات تدريجية محسوبة.

وقد سيطر الحزب على الحكم في بريطانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت السلطة متداولة بينه وبين حزب العمال لفترات تطول أو تقصر حسب درجة تمسك كل حزب ونوعيه قياداته. 

وكانت الصحافة البريطانية أشارت إلى أن "ماي" التي بقيت المرشحة الوحيدة، ستتولى منصب رئاسة الوزراء قبيل سبتمبر المقبل، دون الحاجة للجوء إلى التصويت المخطط إجراؤه داخل حزب المحافظين.

زعيم قوي 

وأشارت تيريزا ماي في مؤتمر صحافي عقدته في مدينة برمنغهام البريطانية، إلى حاجة البلاد إلى زعيم قوي، قائلة "هناك حاجة إلى زعيم قوي يضمن خروج البلاد من الغموض الاقتصادي والسياسي، ويتوصل إلى أفضل اتفاق خلال الخروج من الاتحاد". 

وفازت وزيرة الداخلية تيريزا ماي في الجولة الثانية من الانتخابات الداخلية لنواب الحزب في مجلس العموم بـ199 صوتا، بينما لم تحصل الوزيرة ليدسوم سوى على 84 صوتا، فيما حصل وزير العدل مايكل غوف على 46 صوتا. 

وكان من المقرر أن يشارك 150 ألف عضو في الحزب في الجولة الأخيرة من الانتخابات لاختيار زعيمة للحزب من بين المرشحتين الاثنتين في التاسع من شهر سبتمبر المقبل، قبل أن تنسحب ليدسوم.

يذكر أن تيريزا ماي مولودة في أول أكتوبر عام 1956 وأكملت تعليمها في مدينة أوكسفورد شمال لندن، وانتخبت نائبا للبرلمان في 1997، وتشغل منصب وزارة الداخلية منذ 2010، وتعد من أبرز الأسماء السياسية داخل حزب المحافظين.