إيلاف من لندن: كشفت صحف كويتية وبريطانية عمّا أسمته صيداً ثميناً اسقطته أجهزة الأمن الكويتية، وكشف الكثير من الأسرار المهمة وخصوصاً لجهة علاقة تنظيم (داعش) بالنظام السوري في مجالات النفط.&

واعتقلت السلطات الكويتية، علي عمر محمد العصيمي (28 عاماً) على الحدود السورية العراقية في الرابع من هذا الشهر، وكان برفقة والدته وابنه الصغير، وكانت تطارده منذ زمن طويل.

وقال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إن العصيمي كان تدرب في بريطانيا ليكون ضابطًا بحريًا، ثم تطوع في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعمل مسؤولاً عن حقوله النفطية، وهو بات أرفع شخصية في هذا التنظيم كشفت معلومات استخبارية مهمة عنه، بعد أن اعتقلته السلطات الكويتية مؤخرًا.

وتقول الصحيفة إن العصيمي سبق أن تدرب في المدرسة البحرية في كلية ساوث تاينسايد، والتي تعد من ابرز الجامعات المعنية بالملاحة والعلوم البحرية في المملكة المتحدة.

وكان العصيمي غادر منزله في "ساوث شيلدز" في بريطانيا ليسافر إلى سوريا في أبريل العام 2014.

موقع بارز&

وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، المتزوج من سيدة سورية، وله منها طفل، كان متعاونًا معها واعترف أنه احتل موقعًا بارزًا في ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأوضح أنه كان مسؤولاً عن الحقول النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم حول مدينة الرقة، التي تعد معقل التنظيم في شمال غرب سوريا، وأنه تمكن من تصدير النفط إلى عدة جهات، بما فيها نظام الرئيس الأسد في سوريا.

وأشار العصيمي إلى أن التنظيم اختاره لهذا المنصب لإجادته الانكليزية ومعرفته في الهندسة وتجربته في العمل في شركة نفط الكويت، التي تملكها الدولة.

وتقول السلطات الكويتية إن العصيمي، الذي استخدم اسماً حركياً في التنظيم هو (أبو تراب الكويتي)، كشف عن كيفية تهريب التنظيم للنفط وبيعه في السوق السوداء إلى مشترين إقليميين في المنطقة، فضلاً عن تجار عالميين. وتضيف أنه سلم قائمة بأسماء العاملين في هذه التجارة.

ضابط بحري&

وإلى ذلك، كان مصدر مسؤول في الحكومة الكويتية قال لـ(سكاي نيوز عربية)، يوم الأحد، إن الشخص المتهم بانضمامه لداعش ليس ضابطًا في الجيش الكويتي أو الأجهزة الأمنية الكويتية، وإنما هو ضابط بحري تجاري.

وجاءت تصريحات المسؤول الكويتي على خلفية ما كانت ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية في وقت سابق، الأحد، أن ضابطًا بحريًا كويتيًا، تلقى تدريبًا في بريطانيا، انضم لتنظيم داعش، مما يثير مخاوف من إمكانية استغلال معرفته بالنشاط البحري البريطاني لتنفيذ هجمات إرهابية.&

وقال العصيمي، في وثيقة مسربة لداعش تستخدمها لتعقب المقاتلين الأجانب، إنه تلقى تعليمه "كضابط بحري في بريطانيا". وقبل وصوله إلى المملكة المتحدة كان العصيمي يعمل في شركة ناقلات النفط الكويتية المملوكة للدولة.&

وتخشى الحكومات الغربية من محاولة داعش ومجموعات إرهابية أخرى للهجوم على طرق الشحن أو ناقلات النفط، مما قد يعطل التجارة العالمية أو يتسبب في كارثة بيئية.&

الانضمام لداعش

وحول انخراط العصيمي مع (داعش)، قال زميل حجرة العصيمي في جنوب شيلدز لصحيفة (ميل أون صنداي)، إن صديقه أصبح متطرفًا ردًا على مقتل الآلاف من المدنيين السوريين من قبل الرئيس بشار الأسد.

ومن جانبها، قالت أسرة العصيمي في الكويت إنه أصبح متطرفاً في السنة الأخيرة من الدراسة، وأطلق لحيته، وأصبح يلقي بالمواعظ على أقربائه المراهقين وحثهم على الانضمام لداعش، وإلى حينه كان طالباً عادياً يرقص ويدخن، وله صديقات.

مقتل الشقيق

ووفقاً لعمه، فإن وفاة شقيق العصيمي الأصغر عبدالله أثناء القتال مع المتطرفين في سوريا، وكان في التاسعة عشرة، شكّلت نقطة تحول: "بدا شخصاً مختلفاً بعد وفاة شقيقه، أطلق لحيته، ولم يكن يتحدث إلى كل شخص كما كان يفعل. وكان معتاداً على الاتصال بأسرته كل أسبوعين، وزارهم في نهاية 2013، وكانت تلك آخر مرة يسمعون عنه".

ويشير المقربون من العائلة إلى أن "شقيق العصيمي الذي قتل في سوريا يدعى عبد الله، وكان يدرس في نيويورك، حيث زار الكويت في أبريل 2013، وبعد 5 أيام اختفى، ثم قتل في سوريا بعد 4 أشهر من ذلك، كما أن لديه شقيقاً آخر كان يدرس في أستراليا، وهو موجود حالياً في الكويت، وأن العائلة أبلغت السلطات الأمنية في الكويت بذهاب ابنها إلى سوريا فور علمها بالأمر".

وتظهر صور "فيسبوك" العصيمي وهو لا ذقن له أو لحية، ولكن الصحيفة البريطانية تقول إن لحيته نمت في الوقت الذي أصبح فيه أكثر تدينًا وواعظًا لأفراد أسرته.

عملية نوعية&

وكان مدير الإدارة العامة للإعلام الأمني الكويتي، العميد عادل الحشاش، قال لـ"سكاي نيوز عربية"، إن علي محمد عمر قطع دراسته في بريطانيا حيث كان يتلقى تعليمه بكلية هندسة البترول لينضم إلى داعش.

وأدلى الحشاش بهذه التصريحات بعد ساعات وجيزة على إعلان الداخلية الكويتية، في 4 يوليو الجاري، نجاح الأجهزة الأمنية في "ضبط وإحضار" علي محمد عمر ووالدته من سوريا في عملية نوعية.

وأكد الحشاش أن الرجل الملقب بـ"أبو تراب" كان يتولى في سوريا مسؤولية "تشغيل حقول النفط والغاز" لصالح داعش، قبل أن تكشف صحيفة الجريدة الكويتية بعدها بأيام قليلة عن مضمون التحقيقات معه.

ونقلت جريدة (الجريدة) الكويتية عن مصدر أمني قوله إن أبو تراب اعترف بأنه كان "على علاقة جيدة بالنظام السوري والاستخبارات الإيرانية"، فقد حضر "اجتماعات تنسيقية مع جهات تمثل نظام دمشق ومخابرات طهران".