إذ شدد البعض على مواقفها من الإرهاب والهجرة واصفين إياها بـ "السيدة القوية"، بينما أكد آخرون على علاقاتها الطيبة بالبلدان العربية، وبخاصة الخليجية. ويتساءل العطية: "هل تنأى الحكومة البريطانية الجديدة برئاسة تيريزا ماي عن سياسة سلفها كاميرون، فيما يخص التعاطي مع مسألة الإرهاب وقضاياه؟(...) وهل تبتعد عن السير في ركب الولايات المتحدة الأمريكية، التي جرّت معها في الفترات السابقة بريطانيا إلى مستنقعات خطيرة- كما في العراق عام 2003 – لم يجن منها البريطانيون سوى المزيد من الخسائر البشرية والمادية؟". أما صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فيقول عثمان ميرغني إن "ما يجري في بريطانيا اليوم يقدم بلا شك مادة دسمة لهواة خبايا الانقلابات والمؤامرات السياسية، مثلما يصلح درسا في تقلبات السياسة وشرحاً عملياً للنظرية الميكافيلية". ويشدد ميرغني بأن تيريزا ماي ستواجه الكثير من المشاكل في المرحلة القادمة، حيث يقول: "بريطانيا ستبقى لفترة طويلة غارقة في مشكلاتها وخلافاتها الناجمة عن نتيجة الاستفتاء بالخروج من الاتحاد الأوروبي، والكثير سيتوقف على الكيفية التي سيحسم بها شكل العلاقة المستقبلية بين لندن وأوروبا". كما تصف الجريدة ذاتها ماي بأنها "رئيسة وزراء توافقية" حيث تقول إن "مواقفها كانت تصب في معسكر الخروج، خصوصا فيما يخص التحكم بعدد المهاجرين القادمين إلى بريطانيا. وقيل إن ماي دعمت حملة البقاء خجلاً ودعماً ووفاءً لكاميرون، لذا اعتبرت توافقيه لأنها أرضت المعسكرين". كما تؤكد الجريدة أن "تشكيلة حكومتها ستعكس هذا الجانب". وفي اليوم السابع المصرية، كتبت إسراء حسني مقالا جاء فيه: "منذ أن كانت تيريزا ماي وزيرة للداخلية البريطانية، وهى تتخذ العديد من القرارات، ونسبت لها تصريحات متعلقة بالتجسس على حسابات وأجهزة المستخدمين والعمل على قوانين تنظم هذا الأمر، مما جعل البريطانيين يطلقون عليها ملكة التجسس." حسب كاتبة المقال. وتضيف حسني: "وبعد توليها منصب رئاسة الوزراء أصبح هناك تخوفات كبرى داخل بريطانيا من الخطوات التي ستنفذها تيريزا ماي في مجال التجسس والقوانين التي ستوافق عليها والخاصة بفك التشفير والاختراق". كما تصفها النهار اللبنانية بـ "السيدة القوية" مضيفةً أنها "تتلقى الإشادات أولاً بفضل اندفاعها في العمل أكثر من الكاريزما، ما قد يضر بها أحياناً بالمقارنة مع بوريس جونسون، الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي والذي يحسن إدارة ظهره التلفزيوني ولقاءاته العامة". وعن علاقتها بدول الخليج، كتب عمار عوض في الخليج الإماراتية ليقول: "إنها "ارتبطت بعلاقة طيبة ودافئة مع دول الخليج، أثناء فترة عملها كوزيرة للداخلية في الفترة من 2011 إلى يوم أمس". وأشار إلى أنها كانت السبب الرئيسي "في إعفاء مواطني الإمارات وثلاث دول خليجية من الحاجة إلى تأشيرة دخول رسمية إلى الأراضي البريطانية، سواء كانت سياحية أو طبية مع الإبقاء على تأشيرة الدراسة أو العمل". وعن جهودها في محاربة الإرهاب، يضيف عوض: "ولن تكون رئيسة الوزراء الجديدة خالية الذهن عما يدور في الخارج، فهي متصلة بجهود الحرب على داعش وسبق لها أن حذّرت من التهديد غير المسبوق الناتج عن الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من 3 سنوات".وفي مقال بعنوان "أي جديد مع تيريزا ماي؟" يقول راغب العطية في صحيفة الثورة السورية: "إنه على الرغم من أن الإرهاب اليوم أصبح خطراً داهماً على الشعوب والدول على حد سواء، إلا أن هذا الأمر لم يعره رئيس الوزراء البريطاني المنصرف ديفيد كاميرون أي اهتمام، لدرجة أنه لم يوص خليفته بأي شيء حول موضوع بات يشغل العالم- ولو إعلامياً- من أقصى شرقه إلى أقصى غربه دون استثناء" حسب الكاتب.
السيدة القوية
- آخر تحديث :
التعليقات