إيلاف من لندن: بعد يومين من قمة سانت بطرسبيرغ بين بوتين وأردوغان، التي وضعت آلية لحل الأزمة السورية سياسياً، قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن سوريا ودولاً أخرى في المنطقة ستشهد "تطورات جميلة".

وقال يلدريم إن تركيا ستعمل بشكل وثيق أكثر مع دول المنطقة لحل قضايا المنطقة، وفي مقدمتها سوريا، ومثلما حللنا مشاكلنا مع إسرائيل، ومثلما أعدنا الأمور إلى مسارها مع روسيا "سنشهد تطورات جميلة في سوريا ودول أخرى في المنطقة، وبدأت مرحلة ذلك، واُتخذت خطواتها، وسنشاهد معًا نتائجها".

وكان يلدريم يتحدث أمام أعضاء مجلس مصدري تركيا في اجتماع تشاوري عقد، الأربعاء، في قصر جانقايا، الذي أصبح مقرًا لرئاسة الوزراء في العاصمة أنقرة.

الحل الصحيح

وشدد رئيس الوزراء التركي على أن دول المنطقة أفضل من تحلل وتنتج الحل الصحيح لقضايا المنطقة، مضيفًا: "شاهدنا ما آلت إليه الأمور نتيجة دور من يجهلون التفاصيل الدقيقة للأحداث لبعدهم عن المنطقة؛ ففي سوريا قتل 500 ألف إنسان بريء، في حين أن تركيا استضافت 3 ملايين سوري".

ولفت يلدريم إلى أن تجاهل دولة محورية مثل تركيا في ما يتعلق بحلول مشاكل المنطقة، إنما يعني "عدم الرغبة في انتهائها، أكثر مما يعني جهلاً بها".

وسبق أن أعلن يلدريم، في 13 يوليو الماضي، أن بلاده عازمة على توسيع صداقاتها في الداخل والخارج، مضيفًا: "أعدنا علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا إلى طبيعتها، ومتأكد من عودتها مع سوريا أيضًا".

إلا أنه قال في اليوم التالي: "من المؤكد أن هناك أموراً يجب أن تتغيّر في سوريا، إلا أن الأسد يجب أن يتغيّر قبل كل شيء، فبدون رحيله لن يتغيّر أي شيء في موقف تركيا حيال سوريا؛ لأنه السبب الرئيس في ما آلت إليه الأمور حاليًا في بلاده".

تصريح جاويش أوغلو

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، كشف أن بلاده تبني "آلية قوية" مع روسيا في مسعى لإنهاء الحرب التي تمزّق سوريا منذ أكثر من 5 سنوات.

ووصل وفد يضم مسؤولين من وزارة الخارجية والجيش والمخابرات إلى روسيا الأربعاء لإجراء محادثات بشأن الأزمة السورية.

وتشكل روسيا الداعم الأكبر للرئيس السوري بشار الأسد وتشن غارات جوية تستهدف جماعات إرهابية وفصائل من المعارضة المسلحة، بينما تعد تركيا الداعم الإقليمي الأكبر لفصائل المعارضة السورية.

وتأتي هذه التطورات بعد المصالحة التركية الروسية ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، بعد حل أزمة إسقاط تركيا للطائرة الروسية باعتذار تركي لروسيا.

وكان بوتين قال عقب لقائه مع أردوغان، يوم الثلاثاء، إن روسيا وتركيا لديهما هدف مشترك يتمثل في حل الأزمة في سوريا، وإن من الممكن حل الخلافات بشأن كيفية التصدي لها.

وأضاف أن وجهات النظر الروسية والتركية بشأن سوريا لم تكن متوافقة دائمًا، لكنّ الدولتين اتفقتا على إجراء مزيد من المحادثات والسعي إلى إيجاد حلول.
&