ينظر إلى الولايات الخمس (فلوريدا، بنسلفانيا، أوهايو، نورث كارولينا، ونيفادا) على أنها ستساهم بصورة كبيرة في رسم طريق المرشحين إلى البيت الأبيض.
&
إيلاف من نيويورك: للوهلة الأولى، قد يعتقد البعض إن مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون قد حسمت المواجهة مع منافسها الجمهوري دونالد ترامب في الإنتخابات الرئاسية، بسبب أرقام الإستطلاعات، التي تعطي كلينتون تقدمًا مريحًا على قطب العقارات البارز.
لكن كسب الإنتخابات في الولايات المتحدة، وبالتالي الوصول إلى البيت الأبيض، لا يعد أمرا سهلا، فالمنافسة الرئاسية خاضعة لشروط، أهمها الحصول على أصوات 270 مندوبا في المجمع الإنتخابي، علمًا بأن لكل ولاية عددًا محددًا من المندوبين.
وكما هو معروف شكّلت الولايات التي تقع في الوسط الغربي لأميركا ثقلا كبيرا للحزب الجمهوري، بينما تتركز قوة الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا وعدد من الولايات في الشمال الشرقي للبلاد (نيويورك إحدى هذه الولايات)، وبين معاقل الجمهوريين وثقل الديمقراطيين تبقى الولايات المتأرجحة بين الحزبين هدفا منشودا لترامب وكلينتون بغية استمالة ناخبيها وتحقيق انتصارات فيها قد تؤدي بصورة كبيرة إلى رسم معالم الطريق إلى البيت الابيض.
فلوريدا على رأس اللائحة
خمس ولايات قد تساعد على رسم المشهد الإنتخابي، بحسب واشنطن توب نيوز، وتأتي فلوريدا (29 مندوبا) على رأس القائمة، الولاية المعروفة باسم ولاية الشمس المشرقة تعتبر في هذه الإنتخابات حاسمة لكلينتون وحيوية جدًا لترامب.&
وتقول سوزان ماكمانوس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ساوث فلوريدا:"تعتبر فلوريدا هدفا أساسيا للجمهوريين من اجل الوصول إلى البيت الأبيض".
إستثناء وحيد
المرشح الرئاسي الذي يكسب فلوريدا، يكسب السباق الإنتخابي، فالولاية عادة تصوّت لمصلحة المرشح الفائز، وهذا الأمر حدث طوال الدورات الإنتخابية خلال أربعين عامًا، مع استثناء وحيد عام 1992 حين صوّتت الولاية لمصلحة جورج بوش الأب الذي خسر الانتخابات يومها امام بيل كلينتون.
على صعيد النتائج عادة ما يكون الفارق ضئيلًا بين المرشحين، علمًا بأن جورج بوش الابن تمكن عام 2004 من تحقيق الفوز بنسبة 52.1 بالمئة، ويعد هذا الفارق الأكبر منذ انتخابات عام 1996.
يعطي موقع (538) الذي يديره الصحافي وخبير الإستطلاعات نات سيلفر، افضلية لهيلاري كلينتون على دونالد ترامب في فلوريدا، لكن ماكمانوس تطرح تساؤلات عدة عن موقف أنصار بيرني ساندرز: هل سيدعمون هيلاري كلينتون، وايضا ماذا سيكون موقف الجمهوريين الذين قالوا لا لترامب، هل سيتعودون عن قرارهم أم انهم سيلازمون بيوتهم يوم الإنتخابات.
هل تستمر نظرية اوهايو&
ولاية اوهايو تعتبر هي الأخرى من بين الولايات المتأرجحة، ومنذ عام 1960 لم يسبق لمرشح ان فاز بالإنتخابات وخسر في هذه الولاية، وفي آخر اربع دورات انتخابية كان معدل الفارق بين المرشحين ثلاث بالمئة، ما يعني 178 الف صوت.
اوهايو التي تحوز 18 مندوبًا، أعطت كلينتون فوزًا على منافسها ساندرز بالانتخابات التمهيدية بفارق وصل إلى 14 بالمئة، بينما جاء ترامب في المركز الثاني بانتخابات الجمهوريين بفارق 11 بالمئة عن جون كاسيتش، ولكن نتيجة ترامب لا يمكن التعويل عليها، خصوصًا ان منافسه كاسيتش هو حاكم اوهايو، وبالتالي ستخلط الاوراق في يوم الإنتخابات العامة، علما بأن موقع سيلفر يعطي افضلية ايضا لكلينتون في هذه الولاية.
نورث كارولينا فيفتي/فيفتي
في الدورتين الإنتخابيتين الماضيتين وزعت ولاية نورث كارولينا اصوات مندوبيها الخمسة عشر بين الجمهوريين والديمقراطيين، فعام 2008 مالت رياح الولاية نحو المرشح الديمقراطي، والرئيس الحالي باراك اوباما، وعادت لتسحب عام 2012 اصوات مندوبيها من رصيد المرشح الديمقراطي، ووضعتهم في حساب ميت رومني المرشح الجمهوري آنذاك.&
وبحسب ستيفن غرين استاذ العلوم السياسية في جامعة نورث كارولينا، فإن الولاية تنقسم بشكل متساو بين الحزبين، وذلك رغم السيطرة السياسية للجمهوريين في هذا العقد، مؤكدا ان الحزب الجمهوري كان ناجحا جدا في عام 2010.
وكما هو واقع اوهايو، يعطي الموقع المتخصص بالارقام والإحصاءات، المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون افضلية على منافسها دونالد ترامب في ولاية نورث كارولينا.
أميركا المصغرة
بنسلفانيا ستكون بحسب ساحة المعركة المثالية بحسب دان هوبكنز، فهذه الولاية تعتبر نموذجا مصغرا عن البلاد، فعدد الناخبين البيض هو الاعلى، ويأتي بعدهم الناخبون الاسيويون واللاتين.
الولاية التي تمتلك (20) مندوبا، صوتت للمرشحين الديمقراطيين منذ عام 1992، وقبل هذه الفترة صوتت للمرشحين الجمهوريين، جورج بوش الأب، ورونالد ريغان.
صغيرة ولكن
على الرغم من وجود ستة مندوبين فقط في نيفادا، غير ان هذه الولاية تستقطب الاضواء بظل اقتناع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بقدرتهما بالفوز باصواتها، والولاية التي صوتت لاوباما مرتين وقبلها لبوش الابن ايضا في مناسبتين، ولبيل كلينتون، كانت على الدوام منذ عام 1968 تذهب باتجاه المرشح الجمهوري.
التعليقات