كشف القضاء العراقي أن رئيس الوزراء حيدر العبادي رفع دعوى قضائية ضد نائبتين بتهمة الاعتداء عليه طالبًا رفع الحصانة عنهما تمهيدًا لمقاضاتهما.. فيما أكد الرئيس معصوم لوفد حوثي ضرورة الحوار لحل الصراع في اليمن، في حين نفى مكتب السيستاني استقبال المرجع الشيعي الاعلى للوفد. &

إيلاف من لندن: قال رئيس المحكمة الجنائية المركزية العراقية القاضي ماجد الاعرجي، في بيان صحافي الخميس اطلعت على نصه "إيلاف"، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي قدم طلبًا لرفع الحصانة عن النائبتين حنان الفتلاوي ورحاب العبودة بتهمة الاعتداء عليه في جلسة لمجلس النواب انعقدت في الشهر الماضي.

وأشار الاعرجي إلى أنّ "طلب رفع الحصانة عن رئيسة كتلة ارادة النائبة حنان الفتلاوي والنائبة رحب العودة عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي،&جاء بسبب رفع دعوى من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي وفقًا لقانون العقوبات العراقي.. موضحًا أن "سبب الدعوى جاء بتهمة الاعتداء في جلسة مجلس النواب".&

وكانت التلاوي قد رمت قنينة ماء فارغة على العبادي، فيما هاجمته العودة خلال حضوره إلى البرلمان قبل اسابيع لتقديم مرشحيه الوزاريين.

وطلب العبادي من رئاسة البرلمان رفع الحصانة عن النائبتين حنان الفتلاوي ورحاب العبودة، تمهيداً لمقاضاتهما بتهمة إهانة الدولة العراقية على خلفية تصريحات مسيئة صدرت منهما ضده خلال جلسات مجلس النواب.&

وقد قام العبادي اليوم بتحديث سجله الانتخابي في احد المراكز الانتخابية تمهيدًا لاجراء الانتخابات المحلية في ابريل عام 2017 والنيابية العامة في أبريل عام 2018.

واكد على اهمية أن يقوم المواطن بتحديث سجله الانتخابي باعتباره بوابة لتغيير الاوضاع، وان هناك رغبة بالتغيير وتحسين الخدمات والامور الاخرى. وأضاف ان النظام السياسي في العراق مبني على اساس الانتخابات، ولذلك فإن من يقرر من يحكم البلد هو المواطن وادعو جميع المواطنين للإسراع بتحديث سجلهم الانتخابي.

وشدد العبادي على ضرورة أن لا يضيع صوت المواطن.. قائلاً "هذا وطننا وهناك من يضحي بنفسه من اجل تحرير الاراضي، وان نعمل من اجل ان يكون وضع البلد افضل".

النائبتان تردان على طلب مقاضاتهما

وقد ردت الفتلاوي على طلب العبادي برفع الحصانة عنها قائلة "هل يُعقل أن ترعبكم امرأة؟ سيسعدني أن أمثل أمام القضاء لأدافع عن نفسي، كما مثلت سابقاً في أكثر من 52 قضية كانت معظمها ضريبة لعملي وأداء دوري الرقابي".. متسائلة "أيهما أكثر إهانة للدولة: ترديد شعارات داخل قبة البرلمان أم دخول الأتراك أراضي العراق وتصريحات السبهان، والسكوت عن تهريب نفط كركوك من قبل مسعود البارزاني، والسكوت تجاه تصريحات السفير السعودي ثامر السبهان؟". وشددت على انها "لن تمنعها كل هذه المحاولات ولن تثنيها عن أداء دورها القانوني، وتكليفها والتزامها أمام الله ومن انتخبها"، على حد قولها.

ومن جهتها، أشارت النائبة رحاب العبودة أن "دعوى قضائية رُفعت ضدي على خلفية موقفنا بالاعتصام داخل البرلمان، ومن بعدها تشكيل جبهة الإصلاح النيابية.. وبهذا الإجراء لا يحق لنا اتخاذ أي موقف ولا التعبير عن إرادتنا فهل هو ضغط أم تكميم أفواه أم ضريبة دعوتنا إلى الإصلاح؟".

ويشهد البرلمان العراقي مشادات كلامية بين النواب تطورت مؤخرًا إلى عراك بالايدي كان آخرها السبت الماضي حين نشب عراك بين نواب على خلفية استجواب وزير المالية هوشيار زيباري، الذي صوّت المجلس بعدم قناعته بأجوبته. واستجوب المجلس وزير المالية وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بازراني اثر اتهامه بملفات فساد، لكن الوزير هاجم النائب عن جبهة الإصلاح هيثم الجبوري الذي قام باستجوابه لاستناده إلى "بيانات مضللة للرأي العام"، في طلب استجوابه، واتهمه بـ"السعي للإساءة لسمعة وزارة المالية".. وعدّ اسئلة الاستجواب "استهدافاً شخصياً".
&
السيستاني لم يلتقِ الحوثيين&

فيما دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم اليوم الخميس إلى الحوار وتشجيع التفاهم بين الفرقاء في اليمن من أجل انجاز مصالحة حقيقية في البلاد، فقد نفى مصدر مسؤول في مكتب المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني أن يكون المرجع قد استقبل الوفد الحوثي اليمني الذي يزور العراق حاليًا.

وقال المصدر في تصريح رسمي نقلته وسائل اعلام عراقية اليوم إن الاخبار التي تداولتها بعض وسائل الاعلام بهذا الشأن عارية عن الصحة تماماً. وأكد المصدر انه ليس هناك "تواصل بين المرجعية الدينية العليا وأيّ من اطراف النزاع اليمني".

وعلى الصعيد نفسه، وخلال اجتماع لمعصوم في بغداد الخميس مع وفد لحركة الحوثيين اليمنية، الذي وصل إلى بغداد الاثنين الماضي، حيث أشار إلى متانة العلاقات التاريخية والاواصر الأخوية بين الشعبين العراقي واليمني.. معربًا عن "حزنه لما يعانيه الشعب اليمني في هذه الظروف الطارئة التي يمر بها البلد الشقيق ومؤكدًا أهمية إرساء لغة الحوار وتشجيع التفاهم بين الفرقاء من أجل انجاز مصالحة حقيقية وبما يخدم تطلعات شعب اليمن من عودة الاستقرار والازدهار والتقدم والمضي قدمًا بالمسار الديمقراطي"، كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف".&

وقال البيان إن "الوفد اليمني من جانبه أعرب عن امتنانه للرئيس معصوم والقيادة العراقية على حفاوة الاستقبال مشيدًا بموقف العراق الداعم للجهود المبذولة لحل الصراع في اليمن وانهاء معاناة الاخوة اليمنيين".

وكان وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري قال خلال اجتماعه مع الوفد الحوثي مطلع الاسبوع الحالي إن بلاده ترفض بشكل قاطع التدخل العسكري في اليمن، فيما دعا الوفد العراق إلى الاعتراف بالمجلس السياسي الاعلى المشكل من الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح.

ويتشارك الحوثيون وصالح "المجلس السياسي الأعلى" المشكل مطلع الشهر الحالي من 10 أعضاء بواقع 5 أعضاء لكل طرف بالتساوي.

وجاءت زيارة الوفد الحوثي هذه إلى العراق التي بدأت الاثنين الماضي بعد 24 ساعة من طلب وزارة الخارجية العراقية من نظيرتها السعودية استبدال سفيرها في بغداد ثامر السبهان بذريعة تدخله في الشؤون الداخلية للبلاد، لكن الطرف السعودي لم يجب على الطلب لحد الآن.