سيول: اعلن النظام الكوري الشمالي الجمعة انه اجرى تجربة نووية خامسة "ناجحة، وصفتها كوريا الجنوبية بانها "الاقوى حتى الآن" ورأت فيها "عمل تدمير ذاتي" يدل على "هوس" و"تهور" الزعيم كيم جونغ-اون.

وستؤدي هذه التجربة الى تفاقم التوتر في شبه الجزيرة الكورية بينما اثارت تجارب نووية وبالستية كورية شمالية سابقة اثارات ادانات من الاسرة الدولية وعقوبات قاسية من الامم المتحدة.

وحسب وسائل الاعلام الكورية الشمالية، سمحت هذه التجربة الاخيرة لبيونغ يانغ بتحقيق هدفها وهو تصغير رأس نووي بطريقة تسمح بوضعه على صاروخ.

وقال التلفزيون الكوري الشمالي ان "علماءنا النوويين اجروا اختبارا لانفجار ذري لرأس نووي حديث في موقع الاختبارات النووية في شمال البلاد". واضاف ان "حزبنا يوجه رسالة تهنئة الى علمائنا النوويين (...) لاجرائهم تجربة ناجحة لتفجير رأس نووي".

وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان التجربة "اكدت في نهاية المطاف (...) البنية والمميزات الخاصة لرأس نووي أعد بطريقة تمكن من وضعه على صواريخ بالستية استراتيجية".

واضافت ان التجربة "رفعت بلا شك الى مستوى اعلى تقنية" كوريا الشمالية التي "تهدف الى وضع رؤوس نووية على صواريخ بالستية".

وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من "عواقب خطيرة" بعد اعلان كوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جوش ارنست ان "الرئيس اعلن انه سيواصل مشاوراته مع حلفائنا وشركائنا في الايام المقبلة للتأكيد على ان التصرفات الاستفزازية لكوريا الشمالية ستنجم عنها عواقب خطيرة".

ووصفت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التجربة بانها "تدمير ذاتي" و"عمل استفزازي" سيزيد من عزلة هذا البلد. وقالت في بيان "بهذه التجربة النووية، لن يجلب نظام كيم جونغ-اون سوى مزيد من العقوبات والعزلة (...) وعمل استفزازي كهذا سيزيد من سرعة تدميرها الذاتي".

من جهتها، اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التجربة "مقلقة جدا ومؤسفة" اذا تأكدت. وقال المدير العام للوكالة التابعة للامم المتحدة يوكيا امانو ان التجربة تشكل "انتهاكا فاضحا لعدد من قرارات مجلس الامن الدولي وازدراء كاملا بالطلبات المتكررة للاسرة الدولية"، مؤكدا انها "عمل مقلق جدا ومؤسف".

وكانت الشكوك الاولى في اجراء هذه التجربة جاءت بعد رصد زلزال بقوة 5,3 درجات بالقرب من الموقع الرئيسي للتجارب النووية في شمال شرق البلاد.

بحث عن ادلة

وقد رصد الزلزال عند الساعة 00,30 بتوقيت غرينتش بالقرب من موقع بيونغيي-ري في يوم ذكرى تأسيس كوريا الشمالية في 1948.

وبعد ذلك، نقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لم تسمه ان "قوة الانفجار تعادل حوالى 10 كيلوطن وهو اقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم".

وقال كيم نام-ووك الذي يعمل في وكالة الارصاد الجوية الكورية الجنوبية ان قوة التفجير "اكبر بمرتين من قوة التفجير السابق واقل بقليل من قنبلة هيروشيما التي بلغت قوتها نحو 15 كيلوطن". وكانت التجربة النووية الثالثة التي اجرتها كوريا الشمالية في شباط/فبراير 2013، تعتبر الاقوى وحررت كمية من الطاقة تقدر بما بين ستة وتسعة كيلوطن.

وسيحقق الخبراء في هذه التجربة الاخيرة لمحاولة تحديد ما اذا كان الشمال قد نجح في تحقيق تقدم جديد وما اذا كان التفجير هو لقنبلة نووية او هيدروجينية اقوى بكثير.

وفي حال تمكنت بيونغ يانغ من انتاج قنبلة ذرية صغيرة بدرجة كافية لتحميلها على صاروخ وتعزيز دقتها ومداها وقدرات القذائف الناقلة لها، فانها ستقترب بذلك من الهدف الذي اعلنته مرارا وهو امكانية الوصول الى اهداف اميركية.

وكان الخبراء في الماضي يشككون في اعلانات من هذا النوع.

وفي اليابان، ذكرت قناة التلفزيون "ان اتش كي" ان وزارة الدفاع تستعد لارسال طائرات عسكرية من اجل تحليل عينات من الهواء ورصد اي اشعاعات محتملة.

وقد اكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ان التجربة "غير مقبولة اطلاقا". وقال "التجربة النووية الكورية الشمالية ليست مقبولة اطلاقا في نظر اليابان".

تجاهل للدعوات

ومنذ تجربتها النووية الاولى في 2006، فرضت على كوريا الشمالية خمس مجموعات من العقوبات التي صدرت عن مجلس الامن الامن الدولي، لكن ذلك لم يدفعها الى التراجع.

وقال شونجي هيرايوا الاستاذ في جامعة كوانسي غاكوين والخبير في الشؤون الكورية ان الصين التي ينتظر منها الغربيون ان تعيد بيونغ يانغ الى الصواب "ستجد نفسها في اكثر المواقف حساسية".

واكدت الصين الجمعة انها "تعترض بشدة" على التجربة. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان كوريا الشمالية "اجرت اليوم مجددا تجربة نووية على الرغم من المعارضة العامة للاسرة الدولية"، مؤكدة انها "تجربة تعترض عليها الحكومة الصينية بشدة".

واضافت الوزارة "ندعو بقوة الجمهورية الشعبية الديموقراطية الكورية الى احترام التزاماتها في الحد من انتشار السلاح النووي وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي في هذا المجال والامتناع عن اي عمل يمكن ان يؤدي الى تدهور الوضع".

لكن هامش المناورات الصيني ضيق. فبكين تسعى الى منع انهيار النظام الكوري الشمالي الذي سيؤدي الى ازمة على حدودها ويرجح كفة السلطة لمصلحة الاميركيين.

ورأى المعهد الاميركي الكوري في جامعة جون هوبكينز الذي تحدث الخميس عن "نشاطات جديدة" في موقع بونغي-ري، ان هذه التجربة الخامسة تؤكد "الفشل الفاضح" لاستراتيجية واشنطن وسيول في كبح الاندفاع العسكري لكوريا الشمالية.

وقال المحلل جويل ويت "لا احد يجب ان يفاجأ بان كوريا الشمالية تواصل اجراء هذه التجارب النووية لتحسين قدرات ترسانة المتزايدة. لا احد يجب ان ينتظر من الصين ان تحل المشكلة لحساب الولايات المتحدة".

وكانت بيونغ يانغ اطلقت الاثنين ثلاثة صواريخ بالستية من منطقة هوانغجو في غرب كوريا الشمالية وسقطت في بحر اليابان، بعد اسبوعين على اطلاق غواصة كورية شمالية صاروخا بالستيا.

وقد رفضت ادانة مجلس الامن لاطلاقها هذه الصواريخ. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية ان بيان مجلس الامن "عمل لا يمكن القبول به يدوس كرامتها وحقها في الوجود وسيادتها وحقها في تأمين الدفاع عن نفسها".

وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية اي برنامج نووي او بالستي.