فيما أكد ولي العهد السعودي الحرص على تخليص العراق من الارهاب فقد رفضت الخارجية العراقية اتهامات المجلس الوزاري لدول الخليج العربية للحشد الشعبي بارتكاب جرائم مدعية انه لولاه لكان داعش قد وصل إلى هذه الدول.
إيلاف من لندن: خلال كلمته ام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اليوم أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف يوم الأربعاء ان بلاده تدعم وحدة العراق.. وشدد بالقول "نؤكد على وحدة العراق وتخليصه من جميع التنظيمات الإرهابية".
لكن الخارجية العراقية هاجمت في بيان الاربعاء اطلعت على نصه "إيلاف" بيان الاجتماع الوزاري الاخير لدول مجلس التعاون الخليجي حول العراق مشيرة إلى أنه تضمن "مغالطات في فقرته المتعلقة بالعراق والتي تؤكد استمرار وجود القصور الواضح في رؤية حقائق الداخل العراقي والابتعاد عن التعامل معها بواقعية وعقلانية".
وقال أحمد جمال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية إنه "لولا متطوعي الحشد الشعبي لكانت عصابات داعش الارهابية اليوم داخل الكثير من الدول التي تتنكّر لبطولات رجال الحشد واستبسالهم بوجه الارهاب بل وتستمر بغض النظر عن العدد الكبير من مواطنيها المنخرطين في تنظيم داعش المجرم".
وأضاف ان "الممارسة الديمقراطية الحقيقية الجارية في العراق تضمن تمثيل جميع مكونات الشعب العراقي دون انقسام او تهميش او اقصاء او احتكار للسلطة من قبل مجموعة صغيرة وان وحدة العراقيين اليوم تكتب بدماء تضحياتهم بوجه الارهاب الاسود واصرارهم على تحرير مدنهم منه".
ونفت الخارجية العراقية وجود أي تهديد لأمن البعثات والكوادر الدبلوماسية العاملة في العراق.. وقالت "ان أمنها وسلامتها هو جزء من أمننا الوطني واننا بحاجة اليوم اكثر من أي وقت مضى إلى رص الصف العربي بوجه المخاطر المشتركة والابتعاد عن مثل هذه الاثارات".
وكان الاجتماع الاخير للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في 18 سبتمبر الجاري قد عبر عن "إدانته للممارسات والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها قوات الحشد الشعبي ضد المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا أن عملية تحرير هذه المناطق يجب أن تكون بقيادة الجيش والشرطة العراقية وأبناء العشائر من سكان هذه المناطق وبدعم من التحالف الدولي لمكافحة داعش".
وأكد رفضه وإدانته للتهديدات بالاغتيال التي تعرض لها سفير المملكة العربية السعودية لدى العراق، مطالبا الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها والوفاء بتعهداتها الدولية إزاء توفير الحماية الكاملة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها استنادا للمعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الشأن.
وكان السفير السعودي في العراق ثامر السبهان قد أكد تلقيه تهديدات من مليشيات عراقية مسلحة مدعومة ايرانيا باغتياله وهاجم ممارسات الحشد الشعبي الامر الذي اعتبرته الحكومة العراقية تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد وطلبت من نظيرتها السعودية استبداله حيث غادر بغداد عائدا إلى الرياض فعلا مطلع الشهر الحالي.
وكانت محكمة مدينة انسبروك عاصمة ولاية تيرول النمساوية قد قضت نهاية الاسبوع الماضي بحبس لاجئين عراقيين يبلغان من العمر 21 و 28 عاما بعد إدانتهما بتهمة تقديم الدعم والقتال في صفوف الحشد الشعبي ومليشيا عصائب أهل الحق التي وصفتها المحكمة بالإرهابية.
وسبق لمنظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش قد دعتا السلطات العراقية إلى كبح جماح مليشيات الحشد الشعبي.&
وقال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "يتعين حماية المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم للهرب من فظاعات تنظيم داعش ومدّهم بالمساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها بصورة يائسة وعوضاً عن ذلك، يبدو أن البعض يواجهون تحدي الإخضاع للمزيد من الانتهاكات والهجمات الانتقامية من قبل عناصر الحشد الشعبي".&
التعليقات