يأمل ثلاثة من أكبر العقول في العالم بأن يكونوا أول من يكتشف حياة في كواكب أخرى. إذ كشف العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنغ ورئيس شركة فايسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ والملياردير الروسي الفيزيائي يوري ملنر أنهم قرروا التنصت على إشارات من أقرب الكواكب شبهًا بالأرض. &

إيلاف من لندن: يقول علماء الفلك إن الكوكب الصخري بروكسيما ب تتوفر فيه ظروف مناسبة لنشوء حياة ولا يبعد إلا اربع سنوات ضوئية عن الأرض. &

وقال الثلاثي هوكنغ ـ زوكربيرغ ـ ملنر إنهم يموّلون مشروعًا طموحًا، باسم بريكثرو ليسن Breakthtrough Listen رُصد له 100 مليون دولار، ومهمته البحث خلال السنوات العشر المقبلة عن حياة عاقلة في الكواكب الأخرى، باستخدام أقوى التلسكوبات في العالم، لالتقاط أي رسائل آتية من كائنات فضائية. &

دلائل مقربة
وكان علماء الفلك اكتشفوا أخيرًا أدلة على أن بروكسيما سنتروا، أقرب شمس إلينا هي شمس كوكب آخر شبيه بكوكب الأرض. &

وقال ملنر لصحيفة "دايلي مايل" إن ذلك حدث "بعد أشهر قليلة على إقدامنا أنا وستيفن هوكنغ، بدعم من مارك زوكربيرغ، على إطلاق مشروعنا بريكثرو ليسن، الذي يتضمن إرسال مركبة فضائية صغيرة إلى منظومة ألفا سنتوري الشمسية، في غضون جيل. &وكنا نأمل في حينه بأن يكون هناك كوكب في منظومة سنتروي، لكننا لم نكن نعرف، والآن لدينا هدف محدد، وهذا يجعل المهمة ملموسة".&

اكتُشفت آلاف الكواكب الواقعة خارج منظومتنا الشمسية في السابق، ولكن العلماء يقولون إن الكوكب بروكسيما ب، بخلاف الكواكب الأخرى، هو الأقرب إلينا. &

وفي حين أن أربع سنوات ضوئية مسافة تزيد على 40 تريليون كلم، فإن الأجيال المقبلة من المركبات الفضائية ذات السرعة الفائقة قادرة على الوصول إلى الكوكب في غضون العقود القليلة المقبلة.

استيطان لاحق
وفي المستقبل الأبعد من الجائز أن يستوطن الكوكب رواد فضاء قادمون من الأرض. وسيبدأ مشروع بريكثرو ليسن في مطلع أكتوبر البحث عن انبعاثات موجية مغايرة للأصوات الطبيعية التي تُسمع في الخلفية باستخدام مرصد باركيس في أستراليا، والذي استُخدم لاستلام صور تلفزيونية حية من رحلة أبولو 11 خلال الهبوط على سطح القمر في عام 1969.

وقال أندرو سيميون مدير مركز البحث عن حياة عاقلة خارج كوكب الأرض في جامعة بيركلي ـ كاليفورنيا: "من الصعب التنبؤ بالفترة التي يستغرقها البحث، ولكننا نعرف أن كل الشروط اللازمة لنشوء حياة خارج&الأرض موجودة في الكون". &

ويأمل الفريق بألا يكرر وهم استقبال إشارات كاذبة من مخلوقات فضائية التقطها تلسكوب راتان ـ 600 اللاسلكي الروسي، ولكن تجنب تكرار الخطأ نفسه لن يكون سهلًا. &

وقال سيميون إن تكنولوجيا الأرض مشكلة تطرح تحديًا كبيرًا، لأن "فكرتنا عن أنواع الانبعاثات التي تنتجها التكنولوجيا تستند إلى تكنولوجيتنا نفسها.... وتكنولوجيتنا تقدم خلفية مشوّشة كبيرة". &

احتكاك سلبي
في هذه الأثناء دعا ستيفن هوكنغ أحد اقطاب المشروع إلى توخي الحذر لدى التعامل مع مخلوقات فضائية إذا وجدناها. وقال البروفيسور هوكنغ إنه حين يتطلع إلى النجوم يتخيل دائمًا أن أحدًا هناك ينظر نحوه. أضاف "أنا كلما تقدم بي العمر ازداد قناعة بأننا لسنا وحدنا. وبعد حياة من التساؤل أُساعد الآن في قيادة مجهود عالمي جديد لمعرفة ذلك".&

لكن هوكنغ توقع أنه في حال احتكاكنا بحضارة متقدمة ستحاول استعمارنا كما عندما اكتشف كولومبوس أميركا، واحتك بسكانها الأصليين، "ولم تكن نتيجة هذا الاحتكاك طيبة"، على حد تعبيره. وأكد البروفيسور هوكنغ أنه من الأفضل أن نعثر على المخلوقات الفضائية قبل أن تعثر هي علينا. &

ملنر من جهته قال إنه كان "دائمًا مأخوذًا بأسئلة الحياة الوجودية والكون، ومما له أهمية أساسية أن نفهم موقعنا في الكون الأكبر، فأنت لا تستطيع أن تعرف من تكون من دون وجود آخرين تقارن نفسك بهم". وأضاف الفيزيائي والمياردير الروسي: "نحن البشر كائنات فضولية تريد أن تعرف الحقيقة، فلماذا لا نبحث؟".&

بعد كأس
جمع فريق "بريكثرو ليسن" بيانات عن منظومات شمسية أخرى مستخدمًا تلسكوب غرين بانك اللاسلكي في ويست فرجينيا ومرصد ليك في كاليفورنيا. وتشمل الدراسات التي أجراها المشروع حتى الآن غالبية النجوم الواقعة في حدود 16 سنة ضوئية عن الأرض. &

يستطيع المشروع أن يجمع على امتداد السنوات العشر المقبلة بيانات من شبكة تضم أقوى التلسكوبات اللاسلكية والبصرية لمراقبة الإشارات في سماء كاملة هائلة. وحين سُئل ملنر عمّا سيفعله إذا تلقى إشارة من حضارة فضائية، قال "سأُخرج قنينة شمبانيا من الثلاجة، وأبدأ التفكير في رسالة جوابية".&

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن صحيفة "دايلي مايل" على الرابط أدناه
http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-3765291/Mark-Zuckerberg-Yuri-Milner-Stephen-Hawking-begin-100-million-search-alien-life-nearby-Earth-like-planet.html