نصر المجالي: يناقش أكثر من 90 قائدا من الشباب من الجزائر وتونس ومصر وليبيا والمغرب والمملكة المتحدة بناء مجتمعات سلمية وشاملة، وذلك في مؤتمر يفتتحه المجلس الثقافي البريطاني بين 9 -11 نوفمبر الحالي بمشاركة دبلوماسيين بريطانيين. 

ويناقش المؤتمر الذي تستضيفه مدينة الحمامات في تونس في إطار عمل "الدبلوماسية الثقافية" البريطانية الذي انطلق كمنصة دولية للحوار والتقدم بين بريطانيا وشمال أفريقيا عام 2011 وتضم شبكته أكثر من 400 من القادة الشباب في شمال أفريقيا، تحدي القيادة المشترك المتمثل في كيفية بناء مجتمعات سلمية وشاملة. ويحضر عدد من الدبلوماسيين البريطانيين هذا المؤتمر.

 وقال إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إنه "كمتحدث باسم الحكومة لوسائل الإعلام يقضي الكثير من الوقت متحدثاً عن الصراعات في المنطقة، وفي الوقت الذي تواجه فيه بلدان شمال أفريقيا بعض التحديات الخطيرة ليس أقلها في ليبيا، لكن أيضا تظهر لنا أيضا بعض الأمثلة الكبرى على الإصلاح مثل تونس، ولذلك نحن بحاجة إلى الانخراط مع الناس وليس الحكومات فقط، فالأمن والازدهار الدائمان يتطلبان الحوار ويساعدان على فهم وتحقيق المزيد معًا، لذا فإن منتديات مثل الحمامات توفر منصة للنقاش المفتوح."

الحرب والعنف

 ومن المحاور الأخرى التي يناقشها المؤتمر ثقاقة السلام ليست فقط غياب الحرب، بل أيضا غياب العنف وكيفية بناء أنظمة اجتماعية تخدم كل الناس، كذلك تعزيز دور المرأة، وكيف يمكن للقادة وصانعي السياسات حماية المجتمعات المحلية وردع الآخرين عن الانضمام إلى الجماعات المسلحة مع الرغبة في دعم وإعادة إدماج المقاتلين السابقين في المجتمع والسماح لهم بأن يكونوا جزءا من مستقبل جديد، إضافة إلى اللامركزية والمشاركة والمساءلة، فضلاً عن تعزيز ثقافة الثقة في المؤسسات السياسية، وكيف يمكن للمثقفين دعم الانتقال نحو مستقبل أفضل.

كما سيتناول المؤتمر على مدى الأيام الثلاثة مواضيع مثل الاندماج وكيف يتعين على القادة، بصرف النظر عن العمر والجنس والإنتماء، أن يعملوا معًا لتحقيق الإندماج للجميع، بمن فيهم الفئات المهمشة والتي يكون من الصعب الوصول إليها.

 وقال إدوين سموأل إن هذا المؤتمر يأتي في إطار الدبلوماسية الثقافية التي تعزز الحوار بين المملكة المتحدة ودول شمال أفريقيا وبين الشباب والمؤسسات في بلدانهم، "لأنه من أجل بناء دول قوية هناك حاجة إلى مؤسسات قوية، وهذا يكون عبر شراكة ومشاركة عامة واسعة."

 أمن شمال إفريقيا

وأضاف "بالنسبة للمملكة المتحدة، فإن الأمن والازدهار في شمال أفريقيا لا يقتصران على زيادة التجارة أو العلاقات الجيدة مع أقرب جيران أوروبا، وإنما يتعلق بأمن المملكة المتحدة، ولدى شمال أفريقيا إمكانات هائلة حيث الناس ينبضون بالحياة ويتفهمون كيفية تبني الفرص والتسامح بطريقة لا تسيء إلى أولئك الذين يعتزّون بالتقاليد والدين."

 وتابع "أفضل الأفكار للمجتمعات السلمية هي تلك التي تأتي من الحوار، وهذا يتعلق بالمقترحات الإيجابية لبناء مجتمعات نابضة بالحياة وسعيدة من خلال التبادل الثقافي في وقت يفضل فيه الكثيرون سيطرة الصراع والانقسام على الحوار."

القرار المسؤول

 من جهته، قال جون ألدردايس عضو البرلمان البريطاني والرئيس المشارك لمؤتمر الحمامات: "نحن نؤمن الآن أكثر من كل وقت، بأن الاستقرار عبر المجتمعات المحلية، وصنع القرار الشامل والمسؤول، هو أمر بالغ الأهمية للنمو والتطور المستقبلي لجميع البلدان ". 

ويؤكد روبرت نيس، مدير المجلس الثقافي البريطاني في تونس، أن " مؤتمر الحمامات يجمع بين خبرات وتجارب متنوعة من مختلف الجنسيات للنظر في التحديات المشتركة التي تتطلب من جميع مستويات القيادة المساهمة في إيجاد الحلول لها". 

 يذكر أن المجلس الثقافي البريطاني يعتبر بمثابة ذراع مستقلة غير سياسية للحكومة البريطانية، وهو مكلّف بالدبلوماسية الثقافية والتعليمية.