أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها تفضل إجراء انتخابات مبكرة على قيادة حكومة أقلية.
وجاءت تصريحات ميركل بعد انهيار المباحثات الرامية إلى تشكيل ائتلاف ثلاثي.
وقالت المستشارة الألمانية، في مقابلة تليفزيونية سوف تُبث لاحقا، "رأيي هو أن الانتخابات الجديدة ستكون الطريق الأفضل".
وأضافت أن خططها لا تشمل وجودها مستشارة في حكومة أقلية.
وقد انهارت محادثات تشكيل حكومة ائتلافية مما أدى إلى مواجهة ميركل لأكبر تحد لها خلال 12 عاما من توليها منصبها مستشارة لألمانيا.
فقد انسحب الحزب الديمقراطي الحر (إف دي بي) بعد أربعة أسابيع من المحادثات مع كتلة ميركل المؤلفة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، في ولاية بافريا، بالإضافة إلى حزب الخضر.
وقال زعيم (إف دي بي)، كريستيان ليندينر، إنه "لا يوجد أي أساس للثقة" بينهم.
وقال الرئيس الألماني فرانك-فولتر شتاينماير إن ألمانيا تواجه وضعا غير مسبوق وإنه سيجري محادثات مع جميع الأحزاب.
وأشار إلى أن ذلك يشمل الأحزاب التي لم تشارك في محادثات الائتلاف، ودعا السياسيين إلى العمل معا، والتنازل من أجل "رفاهية" البلاد.
وأقر بتزايد القلق في البلدان المجاورة بسبب هذا الوضع.
وأبلغ نائب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت، الصحفيين بأن ميركل أجرت محادثة هاتفية الاثنين مع قيادة الحزب وأبدت دعمها له.
أما الديمقراطيون الاجتماعيون، بزعامة مارتن شولتز، فاستبعدوا مرة أخرى الانضمام إلى أي ائتلاف كبير مع كتلة ميركل.
وقال "لسنا خائفين من إجراء انتخابات جديدة".
وكانت كتلة أنغيلا ميركل قد فازت في انتخابات سبتمبر/أيلول، لكن كثيرا من الناخبين لم يصوتوا للأحزاب الرئيسية.
وقالت ميركل "سأبذل كل ما في وسعي، باعتباري مستشارة للبلاد لضمان حسن إدارة هذه البلاد خلال الأسابيع الصعبة المقبلة".
ما الخطأ الذي حدث في المحادثات؟
ليس من الواضح بعد ماذا حدث.
ولكن تقارير تفيد بأن الأحزاب المشاركة في المحادثات منقسمة بشدة بشأن السياسات الخاصة بالضرائب، واللجوء، والبيئة.
وعلى الرغم من سريان إشاعات بقرب التوصل إلى اتفاق، ظهر زعيم الحزب الديمقراطي الحر من قاعة الاجتماعات منتصف الليل وقد أحاط به زملاؤه في الحزب وقال للصحفيين إن حزبه لن في يستمر في المباحثات.
وقال إن حزبه يدرك أنه لا يستطيع تغيير مسار البلاد بنسبة الأصوات التي حصل عليها، وهي 11 في المئة فقط، لكن الأحزاب الأخرى المشاركة في المحادثات لا يوجد بينها "رؤية مشتركة" لكيفية تحديث البلاد، وقد خلفت أربعة أسابيع من المحادثات تلك الأحزاب وقد برز فيما بينها "كثير من التناقضات والصراعات وأسئلة بلا إجابات".
وأضاف ليندينر "من الأفضل ألا تحكم، من أن تحكم بطريقة سيئة".
ولكن الزعيمة المشاركة في قيادة حزب الخضر، سيمون بيتر قالت إن الحزب الديمقراطي الحر كان "غير مسؤول، ومتشككا، وشديد الحذر".
وقالت زميلتها في قيادة الحزب، كاترين غورينع-إيكارت، إن حزب الخضر كان "مستعدا للمحادثات" ووجد "كثيرا من التفاهم المشترك" مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر خلال المحادثات، خاصة بشأن سياسات الهجرة، والتغير المناخي والزراعة.
وأنحت ميركل باللوم في انهيار المحادثات على اختلاف الثقافات والأساليب، لكنها قالت "نعتقد أننا كنا على المسار الصحيح لإيجاد حل".
لكن ستيفان ماير، المتحدث باسم حزب ميركل، قال لبي بي سي إنه لم يعتقد أبدا أن الحزب الديمقراطي الحر كان ينوي المشاركة في الائتلاف.
وأضاف "لدى انطباع بأنه كان يعتزم منذ فترة طويلة ترك المفاوضات وفض مباحثات تشيكل الائتلاف".
وأفادت تقارير بأن إحدى النقاط الشائكة كانت مسألة اللاجئين السوريين، وهل يجب السماح لهم بجلب أفراد أسرهم للانضمام إليهم في ألمانيا.
التعليقات