برلين: حل الاشتراكيون الديموقراطيون الاحد في الطليعة بعيد بروز اولى نتائج الانتخابات الاقليمية في مقاطعة ساكس السفلى الاحد، متقدمين على حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي برئاسة المستشارة انغيلا ميركل.

وافادت استطلاعات الراي الاولية بعيد اقفال مكاتب الاقتراع والتي بثها التلفزيونان الحكوميان "زد دي اف" و"اي ار دي"، ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي حل في الطليعة جامعا 37-37،5%، متقدما على حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي (35%).

ونال حزب البديل لالمانيا اليميني المتطرف 5.5% متجاوزا عتبة الـ5% التي تتيح له الدخول الى برلمان اقليمي للمرة الرابعة عشر في المانيا.

وبعدما خرجت ضعيفة من الانتخابات التشريعية الاخيرة في سبتمبر الماضي رغم فوزها بها، تواجه المستشارة انغيلا ميركل الاحد انتخابات محلية في شمال البلاد ستكون بمثابة اختبار لها قبيل دخولها في مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة جديدة.

ويتوجه نحو 6.1 مليون ناخب الاحد الى مكاتب الاقتراع لانتخاب البرلمان الاقليمي في مقاطعة ساكس السفلى، على ان تقفل في الساعة 18،00 (16:00 تغ) لتصدر على الفور عندها التقديرات الاولى للنتائج عبر شبكتي التلفزيون المحليتين "زد دي اف" و"اي ار دي".

وعند الظهر بلغت نسبة المشاركة نحو 26.9% اي نحو اربع نقاط اكثر مما كانت عليه في الوقت نفسه خلال انتخابات العام 2013.

وكانت استطلاعات الرأي الاخيرة اشارت الى تقدم طفيف للحزب الاشتراكي الديموقراطي على حزب ميركل الاتحاد المسيحي الديموقراطي. كما من المتوقع ان يسجل اليمين المتطرف في هذه الانتخابات دخوله الى البرلمان الاقليمي الرقم 14 له على مستوى البلاد، وذلك بعد اقل من شهر من دخوله التاريخي الى مجلس النواب الاتحادي البوندستاغ.

وقبل الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في 24 سبتمبر كان الاتحاد المسيحي الديموقراطي واثقا من الفوز على الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر في هذه المنطقة التي يوجد فيها مقر شركة تصنيع السيارات فولكسفاغن.

والسبب ان حكومة يسار الوسط في هذه المقاطعة اجبرت على اجراء هذه الانتخابات المحلية المبكرة الاحد بعد انضمام نائبة من انصار البيئة الى المسيحيين الديموقراطيين. 

يحتاج زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين مارتن شولتز بشدة للفوز في هذه الانتخابات بعدما مني بثلاث هزائم في انتخابات اقليمية وبهزيمة في الانتخابات التشريعية الاخيرة. وكتبت "شبيغل" الاحد انه "في حال مني شولتز بهزيمة خامسة فان الامور ستتعقد كثيرا بالنسبة اليه".

إشارة سيئة
وبالنسبة الى ميركل فان الفوز في ساكس السفلى سيتيح لها الدخول بقوة في المحادثات التي قد تكون صعبة ومعقدة لتشكيل اكثرية حكومية جديدة مع الليبراليين وانصار البيئة.

وفي حال حصل العكس وانهزمت فسيشكل الامر "اشارة سيئة" لها بالنسبة الى المفاوضات لتشكيل الحكومة والمقرر ان تبدأ في منتصف الاسبوع المقبل.

لا بد لميركل التي تقود المانيا منذ 12 سنة ان تجد ارضية توافق بين شركاء لديهم احيانًا مواقف متعارضة، وفي حال فشلت بذلك فهذا يعني اجراء انتخابات جديدة. وفي حال نجحت ميركل فسيحكم المانيا للمرة الاولى ائتلاف من الاتحاد المسيحي الديموقراطي مع حليفه البافاري الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الليبرالي والخضر.

الا ان الخلافات بين اطراف هذا الائتلاف كثيرة بدءا بسياسة الهجرة في المانيا التي استقبلت اكثر من مليون مهاجر منذ العام 2015. ويسعى الاتحاد المسيحي الاجتماعي بقوة لتشديد سياسة الهجرة على امل استعادة ناخبيه الذين تركوه للتصويت لليمين القومي.

تشكيك
ويبدي الخضر من أنصار البيئة انفتاحًا في موضوع الهجرة، وقد رفضوا الهدف الذي حدده المحافظون بعدم ادخال اكثر من مئتي الف مهاجر سنويًا.

كما ان الخضر من انصار قيام "تضامن" اوروبي، في حين ان حزب البديل لالمانيا القومي يرفض اي اصلاح للاتحاد الاوروبي قد يكون ثمنه باهظًا ماديًا على الالمان.

ويقول المحلل في جامعة برلين الحرة اوسكار نيدرماير "انا متشائم جدا" ازاء فرص التمكن من تشكيل ائتلاف من هذا النوع.وتساءل زعيم الليبراليين في تصريح لصحيفة اقليمية قبل ايام "هل سنتمكن من تشكيل ائتلاف يعمل لاربع سنوات؟ لا شيء مؤكدا على الاطلاق".

ويعتبر المحلل نيدرماير ان كل الاطراف تبدو متشددة وترفض تقديم تنازلات كل لاسباب خاصة به: فالخضر يريدون ارضاء قواعدهم، والليبراليون يريدون تحسين مواقعهم بعد ان حكموا مع ميركل من 2009 الى 2013، والاتحاد الاجتماعي المسيحي لان مقاطعة بافاريا تنتخب برلمانها في العام المقبل.