تظاهر آلاف العراقيين وسط العاصمة بغداد اليوم مطالبين بتغيير قانون ومفوضية الانتخابات فيما اتخذت السلطات الأمنية اجراءات مشددة واغلقت الشوارع والجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحمية حيث جرت التظاهرة بالقرب من إحدى بواباتها.

إيلاف من لندن: تجمّع آلاف العراقيين الاربعاء تلبية لنداء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في ساحة الحرية في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد حيث طالبوا بتغيير قانون ومفوضية الانتخابات. كما دعا إلى اختيار شخصيات تكنوقراط مستقلين لاينتمون لاي حزب او جهة سياسية لتسيير شؤون المفوضية والاشراف على انتخاباتها المحلية والعامة اضافة إلى ابعاد المحاصصة عن العملية السياسية.

وردد المتظاهرون الذين كانوا يحملون الاعلام العراقية شعارات تندد بالفساد وترفض المحاصصة. معروف ان مجلس النواب هو الذي يختار مفوضي المفوضية العراقية العليا للانتخابات وفقا للمحاصصة السياسية والحزبية والطائفية المعمول بها في العراق منذ عام 2003.
&
تشديد الأمن واخلاء مبنى البرلمان وإغلاق بوابات الخضراء

وقبيل انطلاق التظاهرة اخلت رئاسة البرلمان الموظفين والصحافيين من المبنى خشية اقتحامه من المتظاهرين اضافة إلى اغلاق بوابات المنطقة الخضراء.. كما فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة في عدد من مناطق العاصمة بغداد بالتزامن مع بدء التظاهرة حيث قامت باغلاق جسور المعلق والجمهورية والسنك المؤدية إلى المنطقة الخضراء بالحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة اضافة إلى إغلاق منطقتي السعدون والباب الشرقي وشوارع النضال والرشيد والكرادة داخل وساحات كهرمانة والأندلس والخلاني والطيران.&

الصدر يصدر تعليمات للمتظاهرين

وقبيل انطلاق التظاهرات اصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر توجيهات لانصاره حول ما اسماها "ثورة الاصلاح العراقية" تتضمن دعوته إلى ترك النقد الجارح للشعب وان يرفع العلم العراقي وحده قائلا "فلا راية للتيار المدني ولا الاسلامي ولا راية للسرايا ولا الاحزاب" وان تبدأ الخطابات باسم الله والشعب وتكون الهتافات عراقية عامة وتترك الهتافات الخاصة فهي ممنوعة وتكون اللافتات التي ترفع ذات مصالح وطنية شاملة وتجنب المصالح والابتعاد عن نقد الدول القريبة والبعيدة الا المحتلة.

وأكد ضرورة الابتعاد عن كل "ما يثير الطائفية والفرقة بين الفسيفساء العراقية الجميلة" وعن كل ما يفرق جمع الثوار وترك التنافس غير المشروع من اجل الشهرة والسيطرة.. وشدد على الحفاظ على مركزية اللجنة المشرفة والتي بدورها تراعي الشعب بما يحفظ هيبتها والابتعاد عن السياسة والسياسيين إضافة إلى التحلي بالأخلاق العامة الوطنية والاسلامية والحفاظ على سلمية التظاهر وعدم الاعتداء على احد ولا سيما القوات الأمنية.

ودعا إلى الإصرار على الاستمرار بطريق الاصلاح الطويل.. محددا المطالب الحالية بتغيير المفوضية ومسؤوليها ومعها قانون الانتخابات.. وعدم اشراك الفاسدين من السياسيين وغيرهم من ذوي الافكار المنحرفة في التظاهرات والاحتجاجات.. والحفاظ على سمعة الثورة الاصلاحية بما يحفظ هيبتها ويزيد من فاعليتها.

وخاطب الصدر انصاره قائلا "أنبّهكم ان ذكرى الخيمة الخضراء في المنطقة الخضراء قرّبت الذكرى السنوية الاولى لها… فما انتم فاعلون؟" في إشارة إلى اعتصامه وانصاره في مثل هذه الايام من العام الماضي للمطالبة بحكومة تكنوقراط مستقلة وتقديم الفاسدين إلى المحاكم واسترجاع اموال الشعب التي نهبوها والتي تطورت إلى اقتحام مقري مجلس النواب ورئاسة الحكومة في المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي دعا مجلس النواب امس إلى ممارسة دوره بشأن تشكيل مفوضية انتخابات جديدة معربا عن أمله في أن تكون مفوضية الانتخابات مستقلة ولا تمثل أحزابا سياسية.

وقال العبادي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي في بغداد "إننا ندعو مجلس النواب إلى ممارسة دوره بشأن تشكيل مفوضية انتخابات جديدة مع قرب انتهاء المدة القانونية لها". وأضاف أن "هناك خشية عالمية من الأخبار الكاذبة التي ربما تؤثر في نتيجة الانتخابات في العالم".. وقال "إننا نناقش في العراق كيفية السيطرة على هذه الشائعات".

يشار إلى أن تظاهرات عدة نظمت مؤخرا في محافظات عراقية مختلفة للمطالبة بتعديل قانون الانتخابات وتغيير مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. للاشراف على انتخابات الحكومات المحلية في 16 سبتمبر المقبل والانتخابات البرلمانية العامة في أبريل عام 2018.

&


&