باريس: قبل تسعة ايام من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية، هيمن طلب القضاء الفرنسي من البرلمان الاوروبي رفع الحصانة عن المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن على الحملة الانتخابية التي لا يزال من الصعب التكهن بنتائجها.

وتخضع رئيسة حزب الجبهة الوطنية (48 عاما) التي يتوقع تأهلها إلى الدورة الثانية في 7 أيار/مايو، لتحقيق بشأن وظائف وهمية لمساعدين برلمانيين لحزبها باستخدام اموال عامة عائدة الى البرلمان الاوروبي.

وكانت لوبن العضو في البرلمان الاوروبي رفضت في العاشر من آذار/مارس تلبية استدعاء للمثول امام القضاء بشأن هذه القضية، متذرعة بحصانتها البرلمانية. وحتى الساعة لم يؤثر هذا التحقيق على شعبيتها.

وقللت لوبن الجمعة في حديث مع إذاعة فرانس انفو العامة من أهمية طلب القضاة رفع حصانتها البرلمانية وقالت "هذا امر عادي. انها الاجراءات التقليدية ولا استغرب ذلك".

لكن محاميها رودولف بوسلو عبر لوكالة فرانس برس عن "استغرابه" لان "لوبن قطعت وعدا بالمثول امام القضاة بعد الانتخابات التشريعية وتبعا لنتائج الانتخابات الرئاسية".

في حدث غير مسبوق في فرنسا طبعت الملاحقات القضائية هذه الحملة الانتخابية منذ اشهر وغطت على مناقشة الملفات الحياتية والسياسية. فقد وجهت السلطات الى المرشح اليميني المحافظ فرنسوا فيون في اذار/مارس الاتهام بخصوص اختلاس اموال، في اطار تحقيق في شبهات بمنحه وظائف وهمية لأفراد من عائلته.

ومنذ الكشف عن هذه الشبهات لم يعد فيون أوفر المرشحين حظا لخلافة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند.

وتتوقع الاستطلاعات حاليا مواجهة بين لوبن ومرشح الوسط ايمانويل ماكرون ويليهما فيون، ثم ممثل اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الصاعد حاليا.

مهل تستغرق شهورا 

ويرجح ألا يؤدي طلب القضاة المرفوع منذ اخر اذار/مارس الى اي نتيجة قبل أشهر بسبب طول الالية القضائية ومهل المعالجة في البرلمان الاوروبي.

ففي 2016، استغرقت دراسة حوالى 15 طلبا تسلمها البرلمان الاوروبي لرفع الحصانة عن نواب بين اربعة وثمانية اشهر.

لا يملك قضاة التحقيق صلاحية إلزام النواب الاوروبيين المثول امامهم على غرار المواطنين العاديين، ويترتب عليهم أولا طلب رفع الحصانة عن هؤلاء في البرلمان الاوروبي.

هذا الوضع الاستثنائي عاد على لوبن بهجوم شرس وجهه أحد المرشحين الرئاسيين الـ11. فقد ندد مرشح "الحزب الجديد المعادي للرأسمالية" فيليب بوتو في مناظرة تلفزيونية بازدواجية المعايير لدى مرشحة تقول انها ضد النظام لكنها لا تتردد في استخدام اسلحته لرفض الخضوع للقضاء.

وقال "عندما نستدعى نحن للمثول امام الشرطة نذهب، لاننا لا نملك حصانة عمالية!" في تصريح بدت لوبن مرتبكة ازاءه.

لكن متاعب لوبن القضائية بدت أقل تأثيرا من عثرات فيون القضائية التي واكبت حملته الرئاسية في جميع مراحلها منذ اواخر كانون الثاني/يناير.

وفي المرحلة الأخيرة قبل اسبوع ونيف على الدورة الأولى الأحد في 23 نيسان/ابريل يضاعف المرشحون الجهود لتحسين نتائجهم خصوصا بوجود عدد كبير جدا من الناخبين المترددين يوازي الثلث فيما اشار استطلاع لمعهد "ايفوب" الى تاكيد 68% فحسب منهم الذهاب للاقتراع.

وستشهد نهاية الاسبوع الاخيرة في الحملة تجمعات كبرى. فماكرون سيلتقي انصاره في قاعة كبرى في باريس فيما تشارك لوبن في تجمع مشابه في قاعة اخرى.