إيلاف: بعد تعرّض المملكة المتحدة لثلاث هجمات إرهابية في ويستمنستر، ومانشستر ولندن، ومقتل 35 شخصًا جراءها، سارع وزراء بريطانيون إلى اتهام مواقع التواصل الاجتماعي بعدم القيام بما يلزم لوقف ما يُنشَر عليها من محتوى يدعو إلى التطرف.

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن الشركات التقنية التي لن تتعامل بحسم مع المحتوى المرتبط بالإرهاب سيتم تغريمها بموجب قانون جديد تُعِد لإقراره.

مقارنة الصور
هذه الاتهامات بادرت شركات فايسبوك، غوغل وتويتر بالرد عليها. وفي مدوّنة لهما على فايسبوك، قالت مونيكا بيكيريت، مدير إدارة السياسة العالمية، وبريان فيشمان، مسؤول سياسة مكافحة الإرهاب، إن شركتهما (فايسبوك) تستعين بالذكاء الاصطناعي في ما تقوم به من محاولات للحدّ من المحتوى المتطرف الذي يتم نشره على صفحاتها ورسائلها، وهي الآلية التي بدأتها الشركة فعليًا في 5 مناطق.

تنطوي تلك الآلية الجديدة على فكرة تطابق الصور، حيث أوضح موظفا فايسبوك، مونيكا وبريان، أنه حين يحاول شخص ما رفع فيديو أو صورة لأحد الإرهابيين، فإن نظم فايسبوك التحليلية تبحث عمّا إن كان هناك تطابق بين ذلك الفيديو أو الصورة مع فيديوهات أو صور أخرى ذات صلة بالإرهاب، وإن تم اكتشاف تطابق، يتم على الفور حجب تلك الصورة أو الفيديو، ومن ثم منع نشره أو ظهوره على الموقع.

تحليل نصوص
أضافت شركة فايسبوك في تدوينتها أنها تستعين بالذكاء الاصطناعي أيضًا في تحليل التدوينات النصية وتحديد ما إن كان هناك أشخاص ينشرون رسائل دعم لتنظيم القاعدة، داعش وغيرهما من الجماعات الإرهابية. كما إنها تستعين بتقنية التعلم الآلي للكشف عمّا إن كانت هناك تدوينات مماثلة لتلك التدوينات التي سبق لموقع فايسبوك أن حددها بالفعل، واكتشف أنها مرتبطة بدعم أنشطة الجماعات الإرهابية.

تابعت مونكيا وبريان في تدوينتهما المطولة على فايسبوك بقولهما "كما نستعين بخوارزميات لتحديد المواد ذات الصلة التي ربما تقوم أيضًا بدعم الإرهاب. كما نستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد الحسابات التي ينشئها أشخاص سبق أن تم تعطيل حساباتهم من قبل". 

ورغم كشف فايسبوك عن الطريقة التي تستخدم بها الذكاء الاصطناعي في مواجهة المحتوى المرتبط بالإرهاب، إلا أنها لم تكشف حتى الآن عن أية أرقام بخصوص عدد الحسابات التي قامت بتعطيلها نتيجة لارتباطها بالإرهاب، كما لم تكشف الشركة عن معيارها الذي تُحَدِّد على أساسه مدى تطرف المحتوى.

تطبيقات جانبية
ونوهت فايسبوك في السياق نفسه بأنها لا تعتمد فحسب على تلك الطرق والآليات التقنية، بل إن لديها أيضًا فريقًا من الموظفين المحنكين الذين يقومون بمراجعة المحتوى المُبَلَّغ عنه، ويتعاونون مع جهات إنفاذ القانون حول العالم لمزيد من الجدية.

كما أعلنت الشركة أنها تعكف حاليًا على تطوير مجموعة من النظم التي ستسمح لها بمراقبة ما يُنشَر من محتوى على كل تطبيقات فايسبوك الأخرى (واتساب وإنستغرام).


أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن موقع "وايرد"، الرابط الأصلي أدناه:
http://www.wired.co.uk/article/facebook-ai-terrorism