لندن: يمكن بناء مدينة في المريخ يسكنها مليون شخص في غضون 50 سنة، كما توقع الملياردير الاميركي ايلون ماسك خلال إعلانه خططاً لتحويل الجنس البشري إلى جنس متعدد الكواكب. 

وقال مؤسس شركة سبيس أكس للرحلات الفضائية ان على البشر ان يغامروا خارج الكرة الأرضية باستيطان كواكب أخرى إذا كانوا يريدون تجنب وقوع "حدث دينوني" و"الانقراض في نهاية المطاف"، مكررا تحذير العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ. 

وقال هوكينغ خلال مؤتمر علمي بدأ اعماله في مدينة تروندهايم النرويجية يوم الثلاثاء ان الجنس البشري محكوم عليه بالهلاك إذا لم يبدأ بالرحيل عن الأرض في غضون 30 سنة لاستيطان القمر والمريخ. 

ماسك أكد أن بناء مدينة مريخية يمكن أن يُنجز في هذا القرن وأنها لن تكون موقعاً معزولا بل مجتمعاً عاملا بصورة كاملة ومدينة فيها "معامل حديد ومطاعم بيتزا". 

ويخطط ماسك لأول رحلة مأهولة إلى المريخ في عام 2023 وقال إنه يريد أن يموت في المريخ ولكن بعد الاقامة فيه وليس "لدى اصطدام المركبة به". 

وأوضح ماسك مشاريعه في مجلة "نيو سبيس" قائلا انه يأمل ببناء اسطول يضم أكثر من الف مركبة فضائية لنقل البضائع تنطلق "اسراباً" نحو المريخ وتستطيع ان تنقل 200 مسافر في كل رحلة إلى جانب مواد لبناء مساكن ومعامل ومتاجر. 

جنس متعدد الكواكب

وقدر ماسك أن أول مستوطني المريخ يمكن ان يبدأوا رحلتهم في غضون عشر سنوات وان نقل ما يكفي من الأشخاص إلى مارس للسكن في المدينة يستغرق ما بين 40 و100 سنة. 

وقال ماسك إن هناك في رأيه طريقين، طريق البقاء في الأرض إلى الأبد ثم يحدث شكل من اشكال الانقراض النهائي والطريق البديل هو ان نصبح حضارة فضائية وجنساً متعدد الكواكب. 

وبحسب ماسك فإن المطلوب مليون شخص لبناء مدينة أو حضارة ذات استدامة ذاتية في المريخ. وإذا كانت الرحلة غير ممكنة إلا كل عامين وكل مركبة تنقل 100 مسافر يكون المجموع 10 آلاف رحلة. 

وشدد المهندس الملياردير على ان الرحلة يجب ان تكون شيقة ومثيرة وألا تكون مزدحمة ومملة ولهذا ستكون المركبة مصممة بحيث يمكن تنظيم العاب في حالة انعدام الوزن حيث يستطيع المسافر ان يعوم في ارجائها. واضاف ماسك انه "ستكون هناك سينمات وقاعات للمحاضرات ومطعم وستكون الرحلة ممتعة حقاً وسيقضي المسافر وقتاً رائعاً". 

المريخ خيار أفضل من القمر

واعتبر ماسك ان المريخ خيار أفضل من القمر لبناء مدينة جديدة لأن يوم المريخ لا يزيد إلا 30 دقيقة على يوم الأرض وله نصيب "محترم" من ضوء الشمس وغلاف جوي مناسب لدعم حياة النبات إذا ضُغط بدرجة طفيفة. 

وأضاف أن الحياة ستكون ممتعة لأن جاذبية المريخ تبلغ نحو 37 في المئة من جاذبية الأرض وبالتالي سيكون المرء قادراً على رفع اشياء ثقيلة والقفز في المكان. 

يكلف ارسال شخص إلى المريخ نحو 10 مليارات دولار ولكن ماسك يقدر ان تزويد مركبات نقل البضائع بالوقود في الفضاء باستخدام ناقلات من الأرض سيخفض الكلفة إلى نحو 100 الف دولار للفرد الواحد. ويتوقع بناء معامل لانتاج غاز الميثان في المريخ حيث يمكن استخدامه وقودا للصواريخ العائدة إلى الأرض في رحلة سوف تستغرق زهاء 30 يوماً فقط في المستقبل. 

وسيتعين ان تزيد قوة دفع الصاروخ الذين ينطلق إلى المريخ ثلاث مرات على قوة دفع الصواريخ التي استُخدمت في رحلات ابولو وحمولته تزيد ثلاث مرات على حمولة ابولو.

تُقدر ثروة ماسك بنحو 13 مليار دولار وقال انه يجمع أرصدة لتمويل مشروعه الطموح. 

وتخطط شركة سبيس أكس لاستخدام صواريخ جديدة تنقل بضائع حول العالم بحيث تستغرق الرحلة 10 دقاق فقط لشحن بضائع من نيويورك إلى طوكيو. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/06/21/elon-musk-create-city-mars-million-inhabitants/